المقالات

هذا ذهبٌ خالصٌ وهذا نحاس..!

1280 2023-09-28

 

د.أمل الأسدي ||

 

هل أدركت الفرق بين الذهب والنحاس؟

مادمنا نعيش أيام شهر ربيع الأول المبارك، شهر ولادة النور؛ فتوقف  عند نمطين من الناس(قادة، جماعة، أفراد) فعلی الصعيد الإنساني نجد النمط الأول الذي  يدرك أن الرسول (صلی الله عليه وآله) هو للإنسانية كلها، وقد دعا إلی ذلك بالقول والفعل؛ بينما يدعو النمط الآخر إلی احتجازه للمسلمين فقط، ويطالب غير المسلمين بعدم الاحتفاء بالرسول أو أن يحتفوا علی مزاجه وضوابطه التي يراها هو!

ـ وعلی الصعيد الإسلامي، نجد النمط الأول يجعل مولد الرسول الأعظم مناسبةً لوحدة الأمة واجتماعها، بينما يدعو النمط الآخر إلی إثارة الضغائن والأحقاد وإثارة الجدل، وبالتالي تضييع معنی الفرح بمولد رسول الله(صلی الله عليه وآله).

ـ وعلی صعيد التحضر والتمدن، هناك من يدعو إلی الاحتفاء بمولد النور المحمدي، لأنه مولد الجمال، مولد التحضر، مولد الارتقاء بالنفس والسمو، بينما يلاحق النمط الآخر( الأعرابي)  المسلمين  والناس جميعا علی ذكرهم لحبيب الله، ويتقيأ كلَّ ما في جوفه من خشونةٍ وتصحر وأحقادٍ نبذها الإسلام وأقرّ الشريعة السمحاء بدلا عنها!

ـ وعلی صعيد الخطاب الإنساني الجاذب؛ نجد النمط الأول الذي يدعو إلی إشاعة الفرح وقبول الآخر، ويبتهج  حين يری مظاهر فرح الناس بمولد الرسول الأعظم؛ بينما ينصّب النمط الآخر نفسه قاضيا وحاكما شرعيا، فيلاحق الناس بفتاواه، ويدخل من يشاء نار جهنم،  ويحشر نفسه في أذواقهم وأفكارهم وثقافاتهم، فينغص عليهم الفرحة بتعصبه وآرائه، فيفتش في صفحات الناس ويحاسبهم  ويأمرهم وينهاهم  وكأنه الناطق الرسمي عن رسول الله الأعظم(صلی الله عليه  وآله).

ـ وعلی صعيد الذات الإسلامية القوية؛ نجد النمط الأول يعتد بهويته ورموزه ومنظومته العقائدية، بينما نجد النمط الآخر يعاني من الذات المستلبة المهزومة، ويحاول تصدير هزيمته إلی الآخرين، فيحبطهم ويثبّطهم، ويوسوس لهم كالشيطان ليكفّوا عن الاحتفاء بمولد رسول الله الأعظم، بينما يصفق هو لكل المناسبات الغربية الوافدة!

ـ وعلی الصعيد السياسي؛ نجد النمط الأول يوظف السياسة ومكاسبها في خدمة الدين والهوية الإسلامية، بينما نجد النمط الآخر يستغل الدين ويهين الهوية الإسلامية ويحط من قدرها خدمةً لمصالحه السياسية وتوافقاته الحزبية، ودونيته.

فهل أدركتم الفرق بين يدعو  ويدعي؟

وهل أدركتم الفرق بين الذهب والنحاس؟

فالنمط الأول: هو الصوت القادم المُنطَلِق المستمِر، فإذا  وصفه الراحل محمد حسنين هيكل ـ بأنه "رصاصةٌ انطلقت من القرن السابع الميلادي، لتستقر في قلب القرن العشرين"

فإننا نصفه بأنه: رصاصةٌ  شعاعيةٌ، انطلقت من القرن السابع الميلادي لتستمر في تقدمها حتی بعد القرن العشرين!!

إنه القائد الذي صنع أمةً، القائد الذي يدعو ليعمل هو قبل غيره!

إنه القائد الذي أطلق أعظم مناسبة لوحدة الصوت الإسلامي  ونعني بذلك" أسبوع الوحدة الإسلامية"

إنه روح الله الخميــنــي، المُحبّ لرسول الله وأهل بيته(صلوات الله عليهم)... وفي محبتهم يتلاشی الزمان والمكان، فمحبتهم مطلقة غير مقيدة باللحظة الزمانية، وغير مقيدة بالحيز المكاني!

فهنيئا له تلك المحبة، وهنيئا لكل من ينتمي إلی هذا المنهج(منهج المحبة الدائمة) وهنيئا لكل من يسمع قوله تعالی ويتبعه: ((... فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك