المقالات

غزة تحت مخطط الزوال القسري


قاسم سلمان العبودي ||

 

عندما نقرأ تأريخ الكيان الصهيوني ، نراه تأريخ يحمل بثناياه رائحة الدم . واي دم هو  ؟ أنه دم الشعب الفلسطيني الذي عانى قرابة خمس وسبعون عاماً من البطش والقتل والأذلال . ما يحصل اليوم في غزة هو عملية أزاحة قسرية لمدينة أقل ما يقال عنها أنها المدينة التي أقضت مضاجع القيادات الصهيونية على أمتداد التأريخ . فقد صرح الأرهابي أرييل شارون ذات يوم وأمام أنظار العالم بأنهُ يتمنى أن يصحوا ذات يوم ويسمع بأن غزة قد أبتلعها البحر ، في أشارة واضحة الى قلقه الدائم من نشاط المقاومة الفلسطينية في تلك المدينة . 

الذي يجري اليوم هو تحقيق لأمنية الارهابي أرييل شارون بمحو قطاع غزة من الجسد الفلسطيني ، وذلك عبر تهجير أهلها الى أماكن أخرى من خلال ترويع سكان القطاع بغارات وحشية أرتقت بكل همجية الى جريمة حرب وأبادة بشرية . بديل مدينة سكان غزة الذي تم طرحه في إجتماعات اللجان الأمنية العاليا في الكيان الصهيوني ، هو غرب العراق وهذا ثبت بعد حورات مكثفة مع قادة المكون السني عبر السفيرة الامريكية في بغداد ، وصحراء سيناء في مصر بعد التشاور مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي .المخطط أمريكي بأمتياز ، وتنفيذه صهيوني وعلى مسمع ومرأى من العالم والحكومات العربية التي آثرت الصمت المطبق على أن تكون داعمة ولو بالكلمة . 

حضور بلنكين وزير الخارجية الاميركي الى تل أبيب يؤكد ما ذهبنا اليه بأعتبار أن واشنطن هي الداعم الأكبر لوحشية الارهاب الصهيوني والذي تعزز بوصول حاملة الطائرات الاميركية الى شواطيء المتوسط ، والتي سبقت حاملة الطائرات البريطانية التي ستكون ملتحقة بتلك الامريكية لأطباق الحصار على فلسطين المحتلة بالكامل . وصول الحاملات المذكورة هي ضوء اخضر للكيان الصهيوني ببدء عملية التهجير القسري للسكان المحليين ، وقتل من يتبقى منهم بوحشية مفرطة . هذا الدعم الغربي للأبادة البشرية في قطاع غزة يجب أن يقابله دعم أسلامي عربي يساوييه في القوة ويعاكسه في الأتجاه  ، ( وهذا حلم عربي ) . 

أن التعويل الغربي على البلدان العربية المطبعة مع الكيان الغاصب ، ورقة من أوراق اللعب المكشوفة أمام الأنظمة العربية التي سارت في ركاب المحور الغربي ، بالرغم من الرفض الشعبي في جميع تلك الدول  !  أذن لماذا يدعم المعسكر الغربي الصهاينة في وقت صمتت جميع البلدان العربية على ما يجري في فلسطين ؟ الجواب بكل بساطة أنهُ الانتماء للجسد الصهيوني . الأنتماء للانحراف اليهودي . أو ليس لدينا أنتماء لجسدنا الاسلامي والعربي ؟ فإذا كنا مسلمين وعرب فأن الانتماء يكون اعظم . نعتقد لو كان هناك انتماء حقيقي ، وهناك مخافة الله لدى الحكومات العربية ، أن تبادر فوراً لقطع النفط وعدم تسويقه الى العالم حتى يتوقف العدوان البربري على فلسطين ، ووقت ذاك سنرى أن العالم باكمله سيركع تحت أقدام فلسطين ومن يقف خلفها . لكن للأسف الشديد ، أحلامنا غير قابلة للتحقق ، وأحلام شارون ربما ستتحقق 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك