المقالات

نحن أبناء شِعب أبي طالب..!

1194 2023-10-30

 

د.أمل الأسدي ||

 

 من الواضح أن للشعوب موقفا يختلف عن موقف الحكومات بما يتعلق بقضية فلسطين، فهي قضية  ثابتة  لديهم، بينما  تتأرجح بين النسبية والرخص لدی أغلب  الحكومات العربية،  وكثيرا ما نری بعض النخب العربية التي تعجز عن انتقاد حكوماتها؛ لأن حكوماتهم تحكم بالحديد والنار، فضلا عن  التجويع الذي تعاني منه الشعوب، نجد هذه النخب بدلا من نصرة الحق والجهة الداعمة له، يذهبون الی مدح  الطاغية المقبور، وينشرون صوره، ويصورنه  البطل الذي كان يدافع عن فلسطين، ويتجاهلون بذلك تأريخه الدموي مع الشعب العراقي، ويغضون النظر عن المقابر الجماعية والإعدامات والسجون وشتی أنواع القهر والقمع!

وبعيدا عن هذا كله، نقول لهم: فلسطين  قضية تبع لحاملها، فحين كان العرب يحملونها لوحدهم، كانت قضيةً قومية تشبه تماما رفع المصاحف الذي قام به جيش معاوية وعمرو بن العاص، فبطل البوابة الشرقية المزيف ومن يدعمه ويقف معه، دعم الصهاينة ومكّنهم  بتحويل الحرب من قضية ثابتة بين الحق والباطل، من قضية محاربة الكيان اللقيط، حولها الی حرب إسلامية إسلامية، وعربية عربية،  فشغلوا الجماهير بالحرب مع الجمهورية الإسلامية  لثمانية أعوام، ثم حرب الكويت ومخلفاتها، ناهيك عن لعبة الصواريخ التي بنی الصهاينة القبة الحديدة بأموال التعويض  التي أخذوها من العراق(١).

في تلك المرحلة برفقة بطل الحفرة المهزوم  وملوك العرب، كانت الثورة ثورة حجارة، والمقاومة مقاومة حجارة وتلويح بالأيدي، كانت مسرحية  يخرجها العرب، ويضحك ملوكهم علی جراحات الشعوب!!

أما الآن فحامل القضية وداعمها مختلف،  الآن فلسطين قضية إسلامية، قضية ثابتٍ إسلامي، لهذا  صارت المقاومة تتحدی وتقصف وتهاجم وتقرر وترسم وتنفذ وانتهت مرحلة  دعم ابن العاص!!

الآن لسان حال المقاومين:  إن تخوِّفونا بالحصار؛ فنحن أبناء شِعب أبي طالب، الذي حوّل الحصار الی  قوةٍ وثباتٍ وبناء للجماعة الصالحة!!

وإن تخوِّفونا بالاجتياح البري؛ فنحن أبناء معركة خيبر، التي  نسفت حصونكم وأذلت عتاتكم!!

وإن تخوفونا  بالاتفاقات السرية الغادرة؛ فنحن أبناء غزوة بني النضير!!

انتهی  وقت الخداع ورفع المصاحف بيد ملوك العرب!

حان الآن موعد الكرامة الإنسانية، وقد فضح الله العالم المدعي للتحضر، العالم الذي يرأف بالحيوانات ويراعي الكلاب والقطط، ويحشر أنفه مع الأسر المسلمة،ويسلبها أطفالها بحجة عدم رعايتهم الطفولة بالشكل الذي يريده الغرب، فضح الله هذا العالم الذي يجلس متفرجا علی أشلاء الأطفال، وأجساد الضحايا من النساء وكبار السن والشباب!!

فالطوفان، جرف وجرّف وعرّی وفضح!

 

                              

١- ينظر:

https://youtu.be/h7tctiqxaOw?si=vjHc2_Zv_yuQf189

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك