المقالات

 بين مهسا أميني ونساء غزة..ازدواجية المعايير والمشاعر المصطنعة

1345 2023-11-02

 

د.أمل الأسدي ||

 

في شهر أيلول من العام الماضي؛ شاهد أغلبنا ماحدث حول  وفاة" مهسا اميني" إذ  تابعنا ردود أفعال عالمية تحتج رافضةً ما تعرضت له من مضايقات، حتی قبل أن يصدر التقرير الطبي الذي يبين سبب وفاتها، ومن بين تلك المواقف الغريبة ظهرت امرأة سويدية الجنسية تقص شعرها أمام البرلمان الأوربي احتجاجا علی حادثة(مهسا اميني) ولا أدري ما علاقة قص شعرها بحجاب ( أميني) فرمزية قص الشعر بعيدة تماما عن الحدث!

عموما؛ توقعت الناس أن تظهر هذه المرأة التي تطالب بحقوق النساء وتدافع عنهن، وتقص شعرها(نمرة صفر) احتجاجا علی ما تتعرض إليه المرأة الفلسطينية ورفضا لما يقع عليها من الكيان الصهيوني، وهو لا يقارن لا من قريب ولامن بعيد بحادثة(أميني) فالمرأة الفلسطينية والأسرة الفلسطينية تتعرض لإبادة وحشية، واضحة وبيّنة ولاتحتاج إلی تقارير طبية كتقرير(اميني) الذي لم تنتظره!!

حسنا، فلتقص ـ الآن ـ خصلةً من شعرها  حسرةً علی نساء غزة!

هل يُعقل أنها وغيرها لا يفهمن العربية وهن عربيات، بينما يفهمن اللغة الفارسية؟

ألم تسمع هي وغيرها بلوعة نساء غزة؟

ألم تسمع كلمات الأم الفلسطينية التي تحمل طفلها شهيدا وتتحدث اليه: "معلش يا ماما، اصحا يا ماما

اصحا حبيبي" ألم تسمع بالأم التي تبحث عن ابنها وتقول: "أبيض وحلو وشعره كيرلي"

ألم تر السيدة التي تجلس عند جثمان ابنها الشهيد وجثامين أحفادها  الأطفال وتخاطبهم: معلش يمه، ربنا احسن، معلش تيته هذا نصيبكم ، معلش ..الله ينتقم منهم"

أنتم يا أصحاب المشاعر البلاستيكية المصطنعة، يا أصحاب المعايير الازدواجية،  ألا تخافون الله؟

ألا تهزكم هذه المشاهد؟

نحن في العراق، كنا وما زلنا نشاهد الفلسطينيين يحبون  الطاغية  المقبور ويترحمون عليه، مع أنه كان يذبحنا كما يفعل بهم الصهاينة الآن، ومع ذلك لم نتخل عن إنسانيتنا، ولن نتخلی عن قضيتنا، ولايوجد من يتحكم بنا ويوجهنا بحسب إرادته ومصالحه!!

لاحظوا؛ مضی عام واحد فقط وجاء الطوفان وعراكم وكشف ازدواجيتكم، وفضحكم، ولم يبق!

أتمنی أن لا نشاهد في المستقبل، مزيدا من مسرحيات قص الشعر أو الاغماء أو البكاء في القنوات الفضائية الغربية!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك