المقالات

الإعلام الغربي يشجب والإعلام العربي يصمت ..!


إنتصار الماهود ||

 

*خبر 

نقلا عن صحيفة الواشنطن بوست: ( 750 صحفيا يوقعون على رسالة، تنتقد تغطية وسائل الإعلام الغربية للحرب على غزة، وتدين قتل إسرائيل للصحفين هناك ، وقد تم توقيعها من قبل صحفيين ومراسلين من، رويترز، لوس أنجلوس تايمز، بوسطن غلوب و واشنطن غلوب). 

سبق هذا الخبر إحتجاج داخل صحيفة نيويورك تايمز، منددا بالسياسات المنحازة للصحيفة، في نقل أخبار غزة للعالم. 

وتعتبر هذه العناوين هي أهم وسائل الإعلام الغربية، منذ عقود ولها ملايين المتابعين والقراء حول العالم، وحين تعلن عن خبر مثل هذا، فذلك يعتبر صدمة مدوية للقاريء، الذي تعود على خطاب واحد ممنهج من هذه الوسائل، ألا وهو الدفاع عن أمريكا  وديمقراطيتها، والدول التي تتبع سياساتها، فكيف تجرأ أولئك الصحفيون من التنديد بسياسة إسرائيل، طفل أمريكا المدلل وشجب عدوانيته على غزة، والمطالبة بمحاسبته على جرائمه؟. 

تعتبر الواشنطن بوست، من أقدم الصحف المقروءة في العالم، تأسست عام 1877م، وتم إصدار أول نسخها وتوزيعها عام 1880 ولغاية يومنا هذا، وهي صحيفة تروج وتدعم وتمرر السياسة الأمريكية، و ما يصدر عنها من قرارات، كيف لها أن تصدر بيانا يشجب ويستنكر الاعمال الوحشية، التي تحدث في غزة بمباركة أمريكية. 

هل إنهارت المنظومة الإعلامية  الغربية العملاقة، والتي كانت متواجدة ومنذ عقود، للترويج للصورة القوية لأمريكا الديمقراطية، حامية الشعوب المستضعفة، والتي أستقوت وتجبرت هي وحليفتها الكيان الصهيوني على شعب فلسطين؟  . 

حسنا، لنستعرض ما الذي حدث في الآونة الاخيرة، وتسبب بهذا الإنقلاب الجذري، فبعد معارك إستمرت أكثر من شهر، نجم عنها 11 الف شهيد، 26 الف جريح، أكثر من مليون ونصف المليون نازح، وتضرر أكثر من نصف البنى التحتية في غزة، وتعرضها لضرر إلقاء قنبلتين ذريتين، والتسبب بإبادة جماعية ممنهجة لسكانها.  

إن سكوت قادة العالم الغربي، والمدافعين عن حقوق الإنسان  حول ما يحدث هناك، قد حرك ضمير هؤلاء الصحفيين، وهم يرون بإم عينهم أن اغلب ضحايا هذه الحرب، هم أطفال ونساء عزل لاذنب لهم، فما بني من الباطل بالمال والتحشيد، سيهدم بالحق، و أخيرا قد حل اليوم الذي رأينا فيه الماكينات الإعلامية الغربية، وهي قد بدأت بالإنقسام الداخلي والتمرد الفعلي على سياسات مسؤوليهم، فما بين مؤيد لضربات إسرائيل، وإعتبارها حق مشروع في الدفاع عن النفس، وبين معارض يرى بشاعة ما يرتكبه الصهاينة، من مجازر وإبادة جماعية بحق المدنيين في غزة، وصل الإعلام الغربي لمفترق طريق حرج.

 نحن هنا نقارن في المواقف، بين كبرى وسائل الإعلام الغربي، مع وسائل الإعلام العربية، كبعض القنوات المعروفة دون أي تحديد للأسماء، والتي تأنف من تغطية أخبار معركة طوفان الأقصى، فوصل بهم الحال بوصف شهداء فلسطين بالقتلى، وإظهار التعاطف العلني مع الكيان الغاصب، دون إتباع معايير المهنية والإحترافية في نقل وتغطية الأخبار ، وكأن من يذبح يوميا بقنابل الإحتلال ليسوا بشرا، أي إعلام هذا وأي عروبة تنتمون لها أنتم؟! 

نحن لم نعول يوما على مواقف الإعلام الغربي، من قضايانا المصيرية، ولم ننتظر منهم يوما دعمنا، أو الوقوف بجانب ضحايانا، وما صدر منهم حول مواقفهم الداعمة لغزة قد فاجأت الجميع، على عكس إعلامنا العربي والذي كانت مواقفه مخجلة جدا، وهي لا تقل خسة ونذالة عن مواقف الحكام الأعراب ، سكوت وخنوع ومجانبة للباطل، على حساب  الحق للأسف. 

* وفي النهاية سؤال في داخلي يتكرر منذ بدء حرب غزة، هل سنرى مواقف قوية وشجاعة من إعلامنا العربي، يساند شعب فلسطين ويدافع عنهم ويكون صوتهم المدوي أمام العالم كله أم سيتبعون نهج حكوماتهم الجبانة كالعادة ؟؟ 

بقت يم الله حبوبة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك