زيد نجم الدين ||
في الآونة الأخيرة إنتشر سلوك أو ظاهرة جديدة عند بعض القادة العسكريين والمسؤولين، وهي ظاهرة الإنسانية المزيفة، للأسف هذه الظاهرة لاقت (خطأً) قبول جيد وتركت انطباعا إنسانيا عند البعض من الجمهور...
المشهد الذي نتحدث عنه يتلخص بلقاء قائد أو مسؤول ما بمواطن (جريح أو معاق، مريض أو مظلوم أو مغصوب حقه... إلخ)، وعند لحظة اللقاء بالمسؤول يتم توثيق ونشر المواطن وهو يستعرض قضيته متوسلا وباكيا أمام المسؤول الذي يظهر محفوظ الكرامة ومحاط بحشد من الحمايات والمساعدين، ويركز بعض المسؤولين على تصوير مشاهد مثيرة من تلك اللقاءات خصوصا عندما ينهار المواطنون ويفقد السيطرة على دموعه أو عندما ينحني أحدهم محاولا تقبيل يد المسؤول، ثم بعد ذلك يتم تصوير المسؤول وهو يحل قضية ذلك المواطن في مشهد درامي يلعب فيه المسؤول دور البطل الذي ينقذ الضحية...
عند نشر هكذا مقاطع على مواقع التواصل لاحظت ان بعض الجمهور يتفاعل معها بطريقة إيجابية ، وفي الحقيقة هكذا نشاطات وان كانت مهمة لقضاء حاجات المواطنين إلا أنها تتطلب انتقاد وتوبيخ المسؤول في موردين وهما؛
الأول؛ لتوثيق ونشر كيف تهان كرامة المواطن أمام المسؤول طلباً في قضاء حاجته، والتي هي من وإجابات المسؤول ومهامه.
ثانيا؛ ان الإشكاليات المعقدة التي لا تحل إلا عند لقاء المسؤول الأعلى تكشف عن ضعف في الإدارة والمتابعة للمسؤول الأعلى و الذي تسببت إدارته للمؤسسة بظلم المواطن أو إهماله أو عدم إنصافه.
لذلك هكذا مشاهد لا تستحق الإطراء والثناء على المسؤول وإنما الانتقاد والتقريع لما حل في المواطن من ضيم تحت إدارة ذلك المسؤول.
https://telegram.me/buratha