المقالات

الحب في الله والوطن


 

محمد عبد الجبار الشبوط ||

 

اذا كنت تنشد السعادة لك ولابناء وطنك فعليك ان تدرك ان الطريق الى السعادة يمر عبر الحب  في الله والوطن. 

يعتبر الحب في الله والوطن  أحد أسس السعادة والاستقرار الاجتماعي، فهو مبدأ يجمع بين المشاعر الإيمانية والانتماء الوطني، ويسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية وبناء مجتمع قوي ومترابط. إذا نظرنا إلى ابعاد هذه الفكرة، نجد أنها تؤثر بشكل إيجابي على الفرد والمجتمع من جوانب عدة.

أولاً، الحب في الله والوطن يعزز الروابط الاجتماعية والتعاون بين أفراد المجتمع. عندما يكون الناس موحدين في الحب والتقدير نحو بعضهم البعض من خلال القيم الدينية والوطنية، ينشأ جو من التعاون والتضامن الذي يؤدي إلى تقوية العلاقات الاجتماعية وتقديم الدعم لبعضنا البعض في الأوقات الصعبة.

ثانياً، يسهم الحب في الله والوطن في بناء الهوية والانتماء الوطني. عندما يشعر الأفراد بالفخر بدينهم ووطنهم، يتطور لديهم شعور بالانتماء والانفتاح على المجتمع وتقديم العطاء له. هذا الشعور بالانتماء والهوية الوطنية يشكل أساساً قوياً لتطوير المجتمع وصقل القيم والمبادئ الأخلاقية لأفراده.

بالإضافة إلى ذلك، يحقق الحب في الله والوطن  آثارا إيجابية على الصعيدين النفسي والمعنوي. فعندما يكون الفرد متحمساً للمساهمة في بناء مجتمعه وخدمة وطنه، فإنه يشعر بالرضا النفسي والانتماء العميق، مما يعزز شعوره بالسعادة والتوازن النفسي. ومن هنا، يمكن رؤية أن الحب في الله والوطن يساهم في بناء شخصية قوية ومتزنة.

ليس ذلك وحده، بل يعزز الحب في الله والوطن أيضاً الاندماج الاجتماعي والتسامح بين مختلف الثقافات والأعراق. عندما يشعر الناس بالمحبة والتعاطف في الله، وبالثقة والالتزام بوطنهم، فإنهم يصبحون أكثر انفتاحاً على التعايش السلمي وتقبل الاختلافات. هذا يسهم في تقوية العلاقات الدولية وتعزيز السلام والاستقرار في المجتمعات المتعددة الثقافات.

لا يمكن انكار أثر الحب في الله والوطن على العمل الخيري والمبادرات الاجتماعية. فعندما يكون الناس ملتزمين بقيم الحب في الله والوطن، يزداد اهتمامهم بمساعدة الآخرين وتحسين ظروف المحتاجين. يتحول الحب إلى عمل خيري وجهود للمساهمة في بناء مجتمع أفضل، مما يعزز التنمية المستدامة والتقدم الاجتماعي.

ومع ذلك، يجب أن ندرك أن الحب في الله والوطن ليس مجرد مفهوم نظري بل يجب أن يترجم إلى أفعال ومبادرات فعلية. يجب على الأفراد والمؤسسات العمل على تعزيز هذه القيم وترسيخها في قلوب الناس من خلال التثقيف والتوجيه وخلق بيئة تشجيعية لادراج الحب والانتماء الوطني في منهج التعليم والتربية.

إن الحب في الله والوطن يمثل أساساً رئيسياً في بناء مجتمع سعيد ومستقر. يمكن لهذه القيم أن تطبق على أرض الواقع من خلال تعزيز التعاون الاجتماعي، وبناء الهوية الوطنية، وتعزيز الصلة بين الأفراد وتعزيز السعادة والسلام في المجتمعات.

و بسبب الاهمية القصوى للحب في بناء المجتمع السعيد وجدنا الشرائع السماوية وبخاصة الاسلام والمسيحية والمذاهب الوضعية وبخاصة البوذية وغيرها تؤكد على بناء العلاقات الانسانية بين الانسان والانسان على اساس الحب، بوصفه عاطفة صادقة ينبثق عنها سلوك قويم. وهذا بالضبط ما نجده في القران على سبيل المثال في قوله تعالى: "قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ؛ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ". ويلاحظ في هذه الاية ان الحب متعدد الاتجاهات. فهناك حب الانسان لله، وحب الله للانسان، واتباع الرسول المنبثق عن حب الله. 

المجتمع العراقي مجتمع تعددي ينتمي افراده الى عدد من الشرائع السماوية والهويات القومية، ومن شأن هذه التعددية ان تكون منشأ للنزاعات والخصومات اذا لم يجتمع الناس على قاعدة الحب، الحب في الله والحب في الوطن، وبفضل هذا القاعدة المتينة تتحول التعددية الى جسور للتعارف والعيش المشترك والمحبة كما في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك