مصطفى الهادي.
صبرهم على الموبقات عجيب ، وصبر الله عليهم أعجب.
دينيا وليس تاريخيا ــ لأن التاريخ فيه ما فيه ــ ولكننا نحتكم إلى توراتهم وكتبهم المقدسة. فإننا نجد إسم فلسطين يلوح في اقدم الكتب. حتى في اقدس كتاب لدى من غصب فلسطين وغيّر اسمها.
اليهود يكذبون ويدفعون الآخرين أن يُصدقوا كذبهم : شراء الذمم عند اليهود قائم على قدم وساق ، بالمال والتهديد والتزوير وغيرها من أساليب لازالت سائدة عندهم إلى هذا اليوم وما أكثر ضعاف النفوس.
كل تاريخهم كذب، اتخذوا من الكذب وسيلة للوصول إلى غاياتهم، وعندما يتم اكتشاف كذبهم يقولون أنهم كذبوا من أجل صالح الله ومجده أو من أجل شعبه المدلل، فهم يكذبون له لا عليه. (إن كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده، فلماذا أدان أنا كخاطئ).(1)
وهكذا بكذبة صغيرة تحولت فلسطين إلى أورشليم.
في أقدم نصوص التوراة ورد اسم فلسطين مقرونا بإسم نبي الله إبراهيم(ع) حيث نقرأ : (وتغرب إبراهيم في أرض الفلسطينيين أياما كثيرة).(2) وبقي هذا النص بعد نبي الله إبراهيم محافظا على وجوده حتى ظهور نبي الله موسى حيث ورد ذكر فلسطين في سفر الخروج كما نقرأ : (أطلق فرعون الشعب ، ولكن الله لم يهدهم في طريق أرض الفلسطينيين مع أنها قريبة).(3)
فاسم فلسطين موجود حتى زمن الفراعنة ولكن الله شاء أن لا يهدي اليهود إليها وجعلهم يتيهون في الصحراء نظرا لسوء نواياهم وعصيانهم وتمردهم.
أول ظهور لاسم أورشليم كان على عهد (يوشع) يشوع بعد موسى بسنين طويلة حيث نقرأ في سفره : (فلما سمع أدوني صادق ملك أورشليم أن يشوع قد أخذ عاي وحرمها).(4) ومن أجل ترسيخ هذا الاسم تكرر اسم أورشليم في سفر يشوع عشرات المرات مما يدل على محاولة زرع و ترسيخ مبكرة لهذا الإسم في الوعي العام. وقد أطلق اليهود على القدس والمنطقة المحيطة بها أورشليم بمعنى مدينة السلام وهو مكان صغير على أرض فلسطين ، ولكنهم يُشيرون بهذا الإسم إلى مديات أوسع لا حدود لها (كل موضع تدوسه أخامص أقدامهم يكون لهم).(5)
فمنذ الأزل كان اسمها فلسطين ولكن فيما بعد تغير اسمها على يد اليهود فأطلقوا عليها أرض الموعد. ثم إلى أورشليم ، وبعد رحيل السيد المسيح تم حذف اسم فلسطين فلم يرد لها اي ذكر بهذا الاسم في الإناجيل. فحولوها من فلسطين إلى أورشليم ثم أعاد المسلمون اسمها ، وتحولت اليوم مرة أخرى من فلسطين إلى إسرائيل على يد العرب.(6) ثم قاموا بالتطبيع مع اليهود تحت هذا الإسم. ثم تحولت سنة 1948 إلى إسرائيل.(7) وأول من قام بتغيير الإسم على الخريطة هي قناة الجزيرة التابعة لقطر.
اختفاء اسم فلسطين من كامل الأناجيل يدلنا على تحريف متعمد ، فالأناجيل الحالية لم تذكر اسم فلسطين وهذا امرٌ مريب، لأننا نجد اسم فلسطين يرد في كل الأناجيل الممنوعة والمحرمة. ومن بينها إنجيل برنابا المتوفر بين ايدينا، فهذا الإنجيل يذكر اسم فلسطين والفلسطينيين مرات في إنجيله. وهذا يدلنا على سبب مطاردة اليهود لبرنابا وإنجيله، وتواطئ الكنيسة مع اليهود على إبعاد هذا الإنجيل وتحريمه.(8) وكذلك تحريم بقية الأناجيل التي يفوق عددها على اكثر من سبعين إنجيلا.
المصادر :
1- رسالة رومية 3 : 7.يقول في شرح الكتاب المقدس : (يقول بولص : كلما كذبنا وأخطأنا، كلما مجدت الملائكة الله. فلماذا أدان أنا كخاطئ بينما أنا السبب في تمجيد الله).شرح الكتاب المقدس، الموسوعة الكنيسة لتفسير العهد الجديد، شرح لكل آية تفسير رسالة رومية 3.
2- سفر التكوين 21 : 34. وهذا النص يدل على وجود اسم فلسطين قبل قدوم إبراهيم.
3- سفر الخروج 13 : 17.
4- سفر يشوع 10 : 1.
5- سفر التثنية 11 : 24.
6- ورد اسم فلسطين ومدنها في أقدم المصادر التاريخية ففي جداول تحتمس الثالث وسيتي الأول ورعمسيس الثاني وشيشق الأول في الكرنك (الأقصر) وردت أسماء أماكن فلسطينية . وفي رسائل تل العمارنة إشارة إلى مدن في فلسطين في عهد آمنحوتب (آمنوفيس) الثالث والرابع. ثم وردت إشارات أخرى عن وثائق آشورية من القرون التاسع والثامن والسادس لَا سِيَّمَا في ما يتعلق منها بعمليات حربية جرت في فلسطين. فلم ترد أسماء عبرانية في هذه المدونات، وبقيت هكذا وصولا إلى سنة 1838 حيث زار المستشرق الأمريكي الدكتور روبنسون فلسطين وأجرى تحقيقا فقام بقلب الحقائق. يقول قاموس الكتاب المقدس : (وبواسطة الأسئلة التي كان يلقيها على السكان اطلع على أسماء بعض الخرائب والقرى التي لم تزل مأهولة. وكثيرًا ما كانت تحمل أسماء عبرانية قديمة قد حوّرت في اللغة العربية فيما بعد. فقام بنشر الأسماء القديمة سنة 1841 في ثلاث مجلدات). قاموس الكتاب المقدس، دائرة المعارف الكتابية المسيحية شرح كلمة فلسطين. من هذا النص نرى أن اختلاق الأماكن العبرانية تم على يد هذا المستشرق الأمريكي الذي زعم أنه اعتمد في معرفته لهذه الأماكن على شهادة السكان العرب الذين قاموا بتحوير أسماء هذه الأماكن.
7-قبل 73 عاماً فقط لم يكن هناك وجود لدولة اسمها إسرائيل على خارطة العالم.خرائط العالم الصادرة في تواريخ سابقة لعام 1948 كانت تحمل في قلبها اسم فلسطين للدلالة على المنطقة الواقعة غرب نهر الأردن شرق المتوسط. مع إعلان قيام الدولة الإسرائيلية بدأت الخرائط تتغير، ومعها الديمغرافيا والتاريخ والرواية.ولكن خارطة الأمم المتحدة وخارطة الكتاب المقدس لا يزالان يحملان اسم فلسطين.
8- أنظر إنجيل برنابا : الفصل الثاني والعشرون ، وكذلك ا لفصل الثامن والثلاثون، وكذلك الفصل السادس والستون. حيث ورد ذكر كلمات مثل (الفلسطيني/ الفلسطينيين/ فلسطين). يقول في قاموس الكتاب المقدس : (فلسطين هي أرض الفلسطينيين وكانت جميعها محاطة بأسوار حصينة. وبعد ميلاد السيد المسيح دعاها الكتَّاب اليونانيون واللاتينيون فلسطينة ، وحتى القرون الوسطى عرفها المسيحيون بإسم الأرض المقدسة).قاموس الكتاب المقدس، دائرة المعارف الكتابية المسيحية شرح كلمة : فلسطين.
https://telegram.me/buratha
