المقالات

السيادة هي السيادة .. لماذا الصراخ !؟


ظاهر العقيلي

 

تتعالى اصوات مدعي الوطنية بين الحين والاخر الحاقدين على ايران تحديدا ممن يحملون النفس الطائفي او من بقايا البعث وايتامه والخط الجوكري وهم يثيرون الصجيج والتهويل في مواقع التواصل الاجتماعي وباق وسائل الاعلام المرئية والمسموعة وهم يستنكرون الضربات ( الدفاعية ) التي تقوم بها ايران ردا على الهجمات الارهابية التي تطال مدنها وتقتل الابرياء دون وجه رحمه او حق .

 

والعجيب بالامر ان هذه الاصوات تتجاهل عمدا اغلب تصريحات القادة العسكريين العراقيين الذين يؤكدون بين الاونه والاخرى ان هنالك نشاطات معادية لايران في شمال العراق ناهيك عن وجود معسكرات تدريب لعناصر مخربة وارهابية تشرف عليها قيادات امريكية والموساد الصهيوني للقيام باعمال ارهابية في مدن ومناطق ايران لا لشيء سوى انها بلد رافض للهيمنة الصهيوامريكية والاستعمار وداعم لمحور المقاومة والمستضعفين في جميع بلاد المسلمين .

 

والتسائل هو اين السيادة التي يتحدثون بها هؤلاء من الاحتلال الامريكي بالعراق ومن السفيرة التي تتدخل حتى في موازنة البلاد وقوت العباد !؟ وأين هم من التدخلات التركية واحتلالهم لعدد من مناطق شمال العراق ! ولماذا لا يداعون باموال العراق والنفط التي تتحكمها بها امريكا وفي قبضة البنك الفيدرالي وهم يتصدقون علينا ويعطوننا الرواتب والتقاعد (كخرجية ) وبمنية اين السيادة ياصحاب السيادة !.

 

سيادتنا تحترمها ايران وقادة ايران وتحترم كل المواثيق والعهود الدولية والاتفاقات الثنائية المبرمة بين البلدين شريطة الاحترام المتبادل وعدم جعل العراق منطلقا لعمليات ارهابية ضدها وان يضع العراق حدا للعناصر المخربة والعميلة للصهيوامريكية .

 

ان السيادة الحقة والدين هم القران والعترة والله يقول لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء فالنصر للاسلام والمقاومة وليس للخونة واصحاب المشاريع الشيطانية الخبيثة .

 

ان الاصوات التي تطالب باحترام السيادة جلها منافقة وتكيل بمكالين اصلا ولا تتحرم البلد والدليل اغلب مؤسسات البلد دمرت وسلبت وحرقت وعطلت المدارس والدوام واحرقت القنصليات الايرانية ايام تشرين ولم نسمع اي ردود من تلك الاصوات اذن فالتبجح بالسيادة هو حجة عوراء من باب الحقد لا اكثر ولا اقل وهو بمثابة قميص عثمان .

 

السيادة التي يتحدثون بها ويريدون هي فقط ان يكون العراق مستباح لامريكا وعملاء الصهيونية وعربان الخليج وهو امر ليس بجديد على تلك الاصوات القذرة فانها رفعت شعار منذ سنين ( بلاد العرب اوطاني من الشام لبغدان ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان ) هذه السيادة وما عداها هو انى مرفوض ولا يجوز في نضرهم !! الحس الطائفي المقيت والاعمى والذي لا يميز بين الضخية والجلاد هو ديدنهم .

 

ايران ضحية العمليات الارهابية وليست من تقوم بها فهي بلد معتدى عليه وليس معتدي وتفجيرات مدينة كرمان الاخيرة خير شاهد ودليل ان الاعتداء على دول الجوار واتخاذ ارض العراق منطلقا لاي عملية ارهابية هو مخالفة لكل القوانين والأعراف الدولية ان تلك الاصوات ترى بان استهداف العمق الايراني هو عمل مشروع وقانوني لان اسيادهم الامريكان يقولون بذلك !! هؤلاء يتكلمون ويتحركون لأجل مصالحهم فقط وعمالتهم لامريكا والصهيونية هي التي تحركهم ليتقربون بها زلفا ولا يعنيهم البلد كبلد ولا الشعب كشعب ولا تطوره أو تخلفه بل يتدخلون ويخلقون المبررات للتدخل الامريكي وضرب ايران بكل الوسائل بينما يتجاهلون قتل الاف الضحايا الابرياء من الشعب الايراني والذي وقف مع العراق ايام محنته وحربه على الارهاب وعصابات داعش !

 

السيادة الحقة هي احترام دول الجوار والمواثيق الدولية والاتفاقات الامنية والسيادة الحقة هي عدم التنازل عن اي جزء من العراق لتركيا او للكويت او للسعودية التي اقتطعت اراض غير قليلة من اراضينا واستباحت دماءنا ايام التفجيرات الارهابية حتى وصل عدد السعوديين الذين فجروا اجسادهم النتنة على ابناء شعبنا العراقي في الاسواق والاماكن العامة الى خمسة الاف انتحاري ! سيادتنا موجودة عندما نتحرر من الاحتلال الامريكي والأجنبي ولا فأنه سيدوس علينا وغير مكترث ينهبنا ويستعمرنا ويقسمنا ويشتتنا ويفعل ما يشاء فينا وهذا هو الخضوع وانتهاك السيادة يا أصحاب السيادة المزعومة !!

 

العالم الغريي والاستعماري الذي صاغ أشعارا ومواثيق وإعلانات كانت في منتهى الإبداع عندما تكلم عن احترام سيادة اي بلد يبدو أنهم كانوا يتحدثون عن أنفسهم وليس عن باقي العوالم ! حتى أن مفهوم السيادة الوطنية بات يتراجع وينتهك من قبل الكبار تحت أي ذريعة لذا اخترعوا معايير أخرى في القانون الدولي ليمكنهم التدخل حتى أن بعض كبار رجال القانون الدولي يقرّون بتراجع مفهوم السيادة الوطنية أمام شعارات أخرى كالتدخل الإنساني والتدخل من أجل الديمقراطية والحماية الدولية لحقوق الإنسان وغيرها من الشعارات الرنانه والفارغة من محتواها الحقيقي !

 

ان من يريد ان يتحدث بالسيادة ومفهومها عليه أن يعمل على رفض الاستعمار وإخراج الاحتلال الامريكي من العراق ويبين حقيقة موقفه من اي اعتداء ضد ايران او غيرها ينطلق من اراضي عراقية او يرفض وجود معسكرات لتدريب عناصر ارهابية في بلدنا .. فلتقل خيرا او لتصمت .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك