المقالات

الفساد شماعة يذكرنا بقميص عثمان


ظاهر العقيلي

اتخذت ما تسمى بتظاهرات تشرين غطاء ذكي وسريع لاسقاط حكومة رئيس الوزراء الاسبق الدكتور عادل عبد المهدي الوطنية وذلك برفع شعار المطالبة بمحاربة ( الفساد ) المزعوم والذي صورته الايادي الخفيه الحاقدة على العراق الديمقراطي الجديد وتجربته الفتيه مدعومة من دول الاستكبار العالمي ومخابرات دول الخليج على انه مرض مستشري في مختلف المؤسسات العراقية واركان الدولة .. !!

 

حيث سعت الاصوات التشرينية والاعلام الاصفر البعثي على التركيز والاستفادة من هذا الشعار وجعله مادة يومية وتحويله الى ظاهرة سلبية هي التي دمرت العراق على مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية وغيرها .. !! حتى اصبح الفساد ( كمقيص عثمان ) وكلمة حق يراد بها باطل .. !! فاصبح كل شيء في حينها مباح تحت حجة الفساد فلا رمز ديني محترم ولا وطني ولا سياسي ولا تربوي ولا اجتماعي فالجميع في نظر رافعي شعار المطالبة بمحاربة الفساد صار متهم والبلد صور للعالم على انه بؤرة فساد عالمي لذلك وحسب مخططهم الشيطاني نجحوا في اسقاط حكومة عبد المهدي عام ٢٠١٩ م وهز اركانها واسقاط اعظم اتفاقية اقتصادية كان من الممكن للعراق ان ينهض نهضة عمرانية وطفرة خدمية مهمة من خلالها وهي الاتفاقية الصينية وحرقت المباني باسم محاربة الفساد وتعطلت المدارس تحت يافطة محاربة الفساد ومثل بالجثث بالشوارع ايضا باسم محاربة الفساد وبثت الخليعة واللواط وثقافة الخمر والزمنا تحت هذا الاسم كذلك .

 

والمشكلة بالامر ان موضوع محاربة الفساد المزعوم اصبح واقع حال واصبح هدف سياسي انعكس على كل مفاصل وحركة الدولة العراقية وشل حركتها وصار اهم ما تتباها به الحكومات وتسعى من خلاله لارضاء رموز الجوكر التشريني واسكات الاعلام البعثي !! ولو على حساب النظام السياسي الديمقراطي الجديد في العراق والذي كلف الشعب العراقي تضحيات جسام ايام نظام هدام ونظامه القذر .

 

الفساد في العراق شماعة استخدمها اعداء العراق الجديد من الغرب وامريكا وذيولها واستغلوه استغلال ذكي لتمشيه كل مخططاتهم الخبيثه هذ االشعار يذكرنا بالشعار المدعوم من الصليبين واليهود انذاك وكما اسلفنا ( قميص عثمان ) حيث حاربوا واسقطوا بهذا الشعار الملوث اشرف حكم بالتاريخ حكم أمير المؤمنين علي (ع ) .

 

ما تسمى بتظاهرات تشرين وعملاء امريكا واسرائيل دمروا البلد واخروه واوقفوا اهم الاتفاقيات الاستراتيجية ايضا كميناء الفاو والان تتجه حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني للاسف الشديد لتفعيل وانشاء طريق التنمية والذي يخدم تركيا والغرب تحديدا ويعتبر لا شي امام ميناءالفاو وموارده الجيدة والمهمة للبلاد وغيرها .

 

لقد قوضت صيحات محاربة الفساد في العراق وتهويل موضوعه أسس الديمقراطية وسيادة القانون وكأن العراق لا يوجد فيه اي امر غير الفساد ! حتى ابتعدت خطط التنمية الاقتصادية والعمرانية المتستدامة عن واقع برامج الحكومة الحالية وجير الراي العام على نحو ان من يريد ان يخدم البلد فليحارب الفساد اولا ! ولو كان غير موجود اصلا !

 

ان من صور الغباء السياسي الحالي هو ان يسكت الجميع عن ماضي العراق ايام نظام البعث وكيف كان اول من اسس نظامه للفساد بحيث وصل به الامر ان يصنع لراس النظام ( عربة حصان ) من ذهب وغيرها من ممارسات فساده وفساد نظامه القمعي واولاده وحاشيته واجهزته التي بطشت بالشعب المسكين ! في حين لم نرى اي تسليط اعلامي على زمن البعث وفساده وكأنما النظام السياسي بعد عام ٢٠٠٣ هو المتهم الاوحد والاخير !!

 

العراق بلد غني بكل امكانياته وموارده الطبيعية وان هالة الفساد التي رسمها الاعلام البعثي الاصفر ومررها بصورة ذكية للشارع ومن خلالها يستطيع اسقاط اي حكومة شيعية هي مجرد اداة شيطانية خبيثه مهمتها تهويل الوضع واستخدامه كمادة جاهزة ومقبوله ظاهرها حق وباطنها شيطاني فيجب على الاعلام الحكومي وكل القوى الخيرة ان تقف بالضد من ظاهرة الطعن والتسقيط بحق كل رموز الدولة والنظام وعدم السماح بالمساس بامن الوطن بحجة الفساد كما ويجب ان توضح مؤسسات الدولة للشعب بان الفساد حالة معينه حالها حال اي امر اخر ولا تتعدى كونها جزء بسيط من اي عمل ونظام حكومي لا غير وان الدعوات الى تطور البلد وتحريك عجلة الاقتصاد والاستثمار وتهيئة الاجواء لدول العالم لدخول شركاتها للعراق هو الاهم والعمل بكل قوة الى تعريه كل مخططات الاعداء ورموزه والرد بنفس الاداة التي يستخدمها الاعلام والجانب الاخر المعادي للعراق الجديد حيث لا مجال للسكوت او للمهادنه على حساب مستقبل العملية السياسية او النظام العام والضرب بيد من حديد على كل من يهول حالة الفساد وللذي هو تراكمات نظام البعث الشمولي القمعي وان تدعم الدولة الاعلام والمؤسسات والشخصيات المتزنه والمهنية وفي كل المجالات فكفى مجاملة وانبطاح وتهويل لانه وكما قيل ( العاقل يؤتى من مأمنه ) وان النظام الحالي جاء بعد عقود من الحرمان وسفك الدماء والاعدامات بالجملة والتسفير والتنكيل والمقابر الجماعية وتنشيف الاهوار وقتل العلماء وغيرها فلا تكونوا ياشيعة ( وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا ) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك