المقالات

هذه غزة: ماذا قدم لها العرب ؟!


د.كمال فتاح حيدر ||

 

 

 

آخر ما قدموه لغزة بضعة صناديق من المعلبات الفاسدة المتعفنة منتهية الصلاحية. رمتها طائراتهم بمظلات مثقوبة فسقطت فوق رؤوس الجياع والمنكوبين. .

وأقوى ما قدمه المفكرون العرب أكداسا من المقالات والتعليقات المبتذلة. تراوحت بين التحريض والتهكم والشماتة وقلة الأدب، وانفرد بعضهم في بث سموم الفتنة الطائفية. .

اما أخطر ما قدمه زعماء الطوق في مصر والأردن فهو تعبئة جيوشهم والتأهب للدفاع عن اسرائيل. والدليل على ذلك اصطفاف طائراتهم مع طائرات الاعداء في التصدي للصواريخ الإيرانية، وتفاخرهم بإسقاطها. .

وماذا قدم العرب أيضاً ؟: طلبوا من جماعاتهم الإرهابية إعلان النفير العام لتنفيذ سلسلة من التفجيرات والاغتيالات، والقيام بالأعمال التخريبية لزعزعة الامن والاستقرار في البلدان العربية الداعمة لغزة. وجاء في البيان الذي أصدرته داعش: (إياكم يا أهلنا في فلسطين والانخداع بتلك الفصائل المرتدة العميلة ربيبة إيران. فالجهاد الرباني الحقيقي شُرّع لمواجهة المحتلين والغزاة الذين يستهدفون الأرض والعرض في الجغرافيا الإسلامية). لاحظوا معي ان عبارة (الجغرافيا الإسلامية) تشمل العراق وسوريا وليبيا ولبنان والجزائر فقط . .

وماذا قدمت قنوات العرب الفضائية ؟: تفوقت على الفضائيات الاسرائيلية في التضليل والتلفيق وبث الاخبار الكاذبة. بل كانت الفضائيات الإسرائيلية ارحم بكثير من الفضائيات العربية المنحازة بالكامل إلى معسكر الصهاينة. .

لم تتلق غزة اي دعم مالي من البلدان العربية، بل كانت جمهورية السيسي من اكثر المتشددين في فرض الحصار عليها. .

بينما بلغت مساعدات أمريكا لإسرائيل (حتى الآن) 26 مليار دولار، وآلاف الأطنان من الصواريخ والقنابل بضمنها أسلحة الدمار الشامل. ووضعت قواتها البرية والبحرية والجوية في خدمة اسرائيل وتحت تصرفها. ورفعت يدها ثلاث مرات بالفيتو لمنع وقف النار في غزة، ورفعتها للمرة الرابعة في مجلس الأمن للاعتراض على منح الفلسطينيين حقوقهم القانونية. .

في اليوم الـ 201 من حملة الابادة الجماعية في غزة بلغ عدد الشهداء 34.2 ألفا فيما تجاوز عدد الإصابات 77.2 ألفا. من دون ان تصدر الجامعة العربية بياناً من سطر واحد تشجب فيه العدوان. ومن دون ان تهدأ الحملات الإعلامية الموجهة ضد البلدان القليلة الداعمة لغزة. ومن دون ان يتوقف الجسر البري الأردني. أو الجسر البحري المصري. .

اتساءل مع نفسي عن سر التقلبات الجيوسياسية التي تسببت بظهور هذا الكيان السرطاني الخبيث وسط البلدان العربية ؟. وتذهلني القواعد الأمريكية الكثيرة المنتشرة في معظم بلداننا ؟. لماذا لا تكون لدينا قواعد وجيوش ومطارات حربية في كاليفورنيا أو في ولاية تكساس ؟. اتساءل أيضاً عن الاسباب والمسببات التي جعلت من دولة عريقة وعظيمة مثل مصر تتطوع لخدمة كيان صغير ومستحدث ؟. ثم لماذا يصر السيسي على تجويع واضطهاد اهلنا في غزة ؟. وتحيرني مواقف الفضائيات العربية المتحاملة على فلسطين. هل تتقاضى أجراً مقابل تفانيها في دعم إسرائيل. أم انها قنوات صهيونية برداء عربي ؟. .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك