المقالات

ثمانية اشهر كاملة عنوانها صمود غزة !!


سعيد البدري ||

 

ثمانية اشهر كاملة من الصبر والدموع والالم والقتل والابادة بفعل وحشية ما يسمى بالعالم المتحضر الحر كذبا وزورا وبهتانا والذي دعم كيان الارهاب المجرم بكل وسائل القتل والحصار والتجويع ، ثمانية اشهر كاملة والمقاومة الفلسطينية ومعها محور المقاومة يقاتل بشراسة وشجاعة وباصرار صاحب القضية المدرك لحتمية النصر وقهر واذلال جبروت الطغاة .

ثمانية اشهر انخرط العالم في تحديد اي المعسكرين احق وايهما اولى بالاتباع ، هب طلبة عزل وقلبوا معادلة الدم والتجويع والارهاب فباتت غزة رمزا للصمود وفلسطين محطة اباء ومقبرة ليس لابنائها الشهداء المتمسكين بترابها فحسب بل وللمهاجرين العنصريين اللاهثين خلف فرية ارض الميعاد ومعهم الاف من الجرحى ممن وقعوا ضحية غرورهم ووعود حاخاماتهم ممن اوهموهم بأنهم ينتظرون نبيا مخلصا بعد ان يجتمع شتاتهم .

ثمانية اشهر كاملة والفلسطيني المجاهد الذي تقتل عائلته ويشرد اهله وتنتهك حرمة داره وتهدم مدرسته وتدنس مساجده وحرماته يقاتل بثبات ويسقي جموع الموتورين مرارة الهزيمة ،الحق ان هذا المقاتل الباسل المعتقد بحقه يحتاج لدراسة معمقة تكشف عن اصل معدنه ومن أين اتى بكل هذا الثبات وتلك العزة والقوة ، ثمانية اشهر كاملة مثلت بايامها وساعاتها تحديا لكل من حاول فهم تقلباتها بعد ان عبثت مستجدات واخبار ارض المعركة بموازين القوى وغيرت معادلات التفوق ،لتصمد بضعة فصائل بأعداد صغيرة ومجاميع ثائرة امام الة حرب جبارة متخمة بكل برامج التكنولوجيا واساليب وخطط الحروب الحديثة ، وانها لقصة يعجب منها من لم يدرك ان صاحب الحق المؤمن بعدالة القضية لا يمكن حتى للموت الذي يتهددونه به ان يثنيه .

ثمانية اشهر كاملة ، ومواقف الاقربين وقلة الناصر تسيطر على اجواء الحرب غير المتكافئة ،فحتى اؤلئك المدعين للانتماء للارض انخرطوا في معسكر نتنياهو وبايدن ولا غرابة ان لا يكون للدم والنسب علاقة بالمواقف فشعب وحكومة جنوب افريقيا تتعاطف وتتبنى موقف الغزاويين بينما يتنكر عباس وسلطته وشرطته لغزة ،و يثبت حاكم دويلة الامارات خسته ، يؤكد عاهر الاردن صهيونيته وتبعيته فيما يناور قزم جبان على بعد مرمى حجر من غزة مدعيا ان بلاده مستهدفة وان الحرب لن تحل الامور فيترك اهلها وارضها فريسة بل ويشدد الخناق عليها امعانا في نفاقه وجبنه .

 

مشاهد كثيرة مبهرة تدعو للفخر من جانب اهل غزة ومقاومتها ومعها من يقف لصفها في محور المقاومة والبلدان المتعاطفة والحركات الشعبية والطلابية ،فالفرز لم يعد مرتبطا بالدول والحكومات بل بالشعوب وهو فرز يقوم على الافراد وموقفهم مما يجري ويراد تكريسه بواسطة القتل والابادة والتجويع والعقاب الجماعي ، وهو مخز ويدعو للخجل من طرف الحكومات العربية التي اظهرت الخسة والدناءة بابشع صورة ممكنة ، كما يبدو الاجرام مرتبطا بالاطراف المتحالفة من حكومات وادارت منساقة خلف اجرام جيش الاحتلال الكيان وما يسمى بحكومة الكيان الارهابي الصهيوني، لذا يثبت بالدليل انها انظمة شريكة في الجريمة ليس بفعل صمتها و تغاضيها، بل لدعمها له ولعملياته التي ضربت كل القوانين والانظمة عرض الجدار ،لتثبت شيئا واحدا مفاده ان القوانين وضعت لحماية وتأمين مصالح الاقوى الذي يحاول الهيمنة وتوسيع دائرة نفوذه ولو كان الثمن ازهاق الالاف من المدنيين الابرياء العزل ..

نعم هذا جزء من المشهد المرير الذي يعرفه ابناء المقاومة ويريدون تغييره بقوة الايمان ورسوخ الحق ، وبسلاحهم الذي كان لاصدقائهم واشقائهم شرف تمكينهم منه ليكونوا بوضع يتيح لهم الدفاع عن انفسهم، امام قانون الغاب الغربي الامريكي الصهيوني ، فكانت معركة طوفان الاقصى وكان معها النصر والظفر ،بفضل الثبات والتوكل على الله ومواجهة المعتدين ومنازلة غرور المتجبرين ممن وفروا كل شيء لهذا الكيان لاجل ان يستمر ، وأنى لهم ذلك وفي غزة وفلسطين والاراضي المحتلة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه قولا وفعلا واثباتا لحقهم في هذه الارض ،وما تعنيه لهم المقدسات التي يراد طمس معالمها وبيعها بمساعدة المتواطئين بثمن بخس مازالوا يصرون على قبضه فرحين مسرورين بهذا الدور الخياني المشين ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك