المقالات

الحوار الإيراني - الأمريكي يجب ان يوازيه حوار شيعي عراقي - مصري - سعودي

3126 20:20:00 2006-03-26

السنة في العراق دخلوا العملية السياسية بعد الضغوط العربية عموما والسعودية المصرية خصوصا وهم لايزالون يأتمرون بالأوامر العربية ولا زالوا يتلقون الدعم المادي والمعنوي والاعلامي من العالم العربي . ( بقلم : باسم العوادي )

ضربة معلم هو أقل ما يمكن وصف دعوة الحوار التي اطلقها السيد عبد العزيز الحكيم للحوار بين الولايات المتحدة الأمريكية وايران ووما لا شك فيه ان هذه الدعوة لم تأتي من فراغ وكانت مدروسة بعناية فائقة وتكمن اهميتها بان نقاط الخلاف بين ايران وامريكا هي الملف العراقي والملف اللبناني والملف السوري والملف النووي الإيراني وبالتالي ومع عدم استعداد اي من الطرفين الإيراني او الامريكي التنازل والجلوس مع الآخر كان لابد من وجود طرف خارجي يجمع الأثنين على طاولة واحدة حول قضية معينه وهي الملف العراقي واذا ما نجحت المشاورات بين الأثنين فهذا يعني مقدما بان هناك امكانية للتحاور حول الملف اللبناني والسوري واذا نجحت هذه الملفات الثلاثة فهذا يعني ان الطرفان مستعدان للتفاهم بصورة اوسع واعني الملف النووي الأيراني ، وقناعي الشخصية ان الحوار سينجح فالمتتبع لمسيرة السياسية الإيرانية يعلم علم اليقين انها سياسية واقعية براغماتية بحته ابتداء من عام 1988 وهو عام انتها ءالحرب العراقية الإيرانية وانتهاء الحرب بحد ذاته كان ايذان بان ايران قد ترك الماضي الثوري واتجهت الى المستقبل الواقعي.  الاعتراضات على دعوة الحكيم للحوار بين الأمريكان وايران لم تكون اعتراضات ذات قيمه سياسية وكان سببها الأساس وهو شعور البعض بالامتعاض من سرعة الاستجابة الامريكية الايرانية لطلب الحكيم مما يعني كون الحكيم يمثل العراق داخليا وخارجيا او انه اقوى شخصية سياسية في العراق تدعو الجميع فيستجاب لها هذا هو السبب الذي دفع البعض من الشيعة بالخصوص بالاعتراض وإلا فأصل الدعوة للحوار بين قوه محتلة واخرى ذات نفوذ يصب في مصلحة العراق مما لاشك فيه.  لكن هل يكفي الحوار الأمريكي ـ الأيراني لحل المشلكة العراقية واستعادة الأمن في العراق وتمشية العملية السياسية واستمرار الشيعة بلعب دور اساسي في العراق بما يتناسب مع كثافتهم السكانية وقواهم السياسية الفاعلة اما هناك حوارت لاتقل أهمية عن مثل هذا الحوار ان لم نقل انها توازيه في الاهمية .  المسار السعودي ـ المصري واحد من اهم المسارات السياسية في العالم العربي وقد كان لهذا المسار دور كبير ومؤثر على منحنى الاحدث في السنوات الثلاثة الماضية فالعلاقات بين الائتلاف العراقي الممثل لغالبية الشيعة وبين مصر والسعودية بين المد والجزر ولم تفتح اي خطوط حوار ثابته بينهم على الاطلاق ناهيك عن تأزم العلاقات السياسية بين السعودية والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وتبادل الأثنين الهجمات الأعلامية السعودية من خلال فضائية العربية والمجلس من خلال فضائية الفرات ناهيك عن التلميحات وما تكتبه الصحف ، العلاقة بين السيد رئيس الوزارء العراقي الجعفري والسعودية كانت طيبة الى حين ازمة الحجاج العراقيين التي عكرت الاجواء والعلاقة بين التيار الصدري والسعودية افتتحت باللقاء بين السيد مقتدى الصدر والملك عبد الله خلال موسم الحج الماضي لكن كل ذلك لم يرتقى الى حد الثقة المتبادلة او تفهم الآخر وبالمحصلة فحالة من عدم الثقة والتوجس من الآخر وعدم الارتياح تسود العلاقات الشيعية السعودية بصورة عامة وهذا مما لايجب استمراره . اما العلاقات الشيعية ـ المصرية فهي لا تختلف عن مثيلتها السعودية رغم وجود اهمال كبير من طرف الائتلاف للساحة المصرية مما ادى الى تحرك قوى من الطرف السني العراقي لغزو الساحة المصرية السياسية والاعلامية بدعم خليجي طبعا للسيطرة عليها فقد ارسل الشيخ حارث الضاري ابنه مثنى ليستقر في القاهرة ويتعامل مع الحكومة المصرية وجامعة الدول العربية والازهر والاخوان المسلمون بصورة مضلله للواقع ناهيك عن استقرار الكثير من القيادات الامنيه والمخابراتيه والبعثية التي هربت بعد السقوط واستقرارها بمصر ومن يتابع الفضائيات المصرية ويشاهد نوعية المتحدثين العراقيين فيها يدرك مدى استغلال السنة العراقيين للساحة المصرية وتحويلها لحربة ضاربه في الخاصرة الشيعية العراقية يكفي ان هناك فضائيتان عراقيتان سنيتان تبثان الآن من القاهرة والاخبار تتحدث عن اثنتان آخريتان لكيتمل المشهد السياسي الاعلامي من القاهرة باتجاه الشيعة في العراق وطبعا فمثل هذه الامور تحدث بعلم ومراقبة من الحكومة المصرية واجهزتها المخابراتية وبأموال خليجية ولمصر مصالح كثيره في العراق ويمكن ان تتباحث الحكومة المصرية مع العراق والشيعة بالخصوص حول مصالحها في العراق عندها يكون الكلام مختلف تماما .  اهمال القيادات الشيعية للساحة المصرية لايمكن السكوت عنه لانه نقطة ضعف كبيرة رغم ان الشيعة بصورة عامة قد رجعوا من مؤتمر الوفاق العراقي في القاهرة وهم يشعرون بسعادة بالغة مما حققه المؤتمر من نتائج ايجابية تصب في صالحهم وصالح العراق ، ولابد من التذكير بان المرجع الأعلى السيد السيستاني كان قد أرسل وفدا لمصر وقبل سقوط نظام صدام كانت هناك زيارة لوفد من المجلس الأعلى لمصر برئاسة الشيخ همام حمودي التقى ببعض الشخصيات السياسية المصرية إلا الرئيس المصري لم يستقبلهم واستقبل بدلا عنهم عدنان الباجه جي آنذاك الذي كان في زياره متزامنة مع زيارة الوفد الى مصر .  كل هذه الاستعراض يثبت ان العلاقات الشيعية العربية العراقية والمصرية والسعودية علاقات غير مستقرة وبمقدار التأثير الكبير للسعودية ولمصر على الاحدث في العراق ومقدار تأثيرهم على بعض دوائر صنع القرار السياسي هنا وهناك وبمقدار تأثيرهم الاعلامي القوي على مجريات الامور في العراق تتأتى اهمية الحورا الشيعي العراقي ـ المصري ـ السعودي وعلى اعلى المستويات الحكومية ، فللجميع مصالح في العراق والجميع متخوف من الصعود الشيعي والسيطرة الشيعية و الجميع في آن واحد كذلك يسمع عن عمق الروابط الشيعية العراقية والايرانية ناهيك عن المعلومات التي ينقلها سنة العراق عما يحدث في العراق للقيادات المصرية والسعودية وهي بحاجة الى بيان وجهة النظر الشيعية حولها وتفسير الصحيح منها وافشال الكاذب منها وما اكثره.  السنة في العراق دخلوا العملية السياسي ة بعد الضغوط العربية عموما والسعودية المصرية خصوصا وهم لايزالون يأتمرون بالأوامر العربية ولا زالوا يتلقون الدعم المادي والمعنوي والاعلامي من العالم العربي وهم يؤكدون ذلك وبكل صراحة ولايعد ذلك بنظرهم خيانه أو عمالة بل يعدونه عروبة وقومية ووطنية بينما تعتبر علاقات الشيعة بايران خيانه للوطن وللإسلام والكثير من الشيعة وبسبب الحملات الاعلامية يسعى جاهدا بان يبعد نفسه عن ايران فيحاول ان يسبها او يشتمها بطريق أو بآخر لكي لا يتهم بانه ايراني الاصول او انه عميل لايران وعلى فهذا للسعودية ومصر تأثير كبير على الوضع السني العراقي والشاطر في مثل هذه المعادلة السياسية هو من يتعامل مع الكبار والرؤوس ويترك الصغار في النهاية يخضغون لرأي الكبار من هنا تكمن اهمية الحوار الشيعي العربي العراقي ـ السعودي ـ المصري لما في هذا الحوار اهمية بالغة وقصوى من التأثير على مجرى الأوضاع في العراق والكل يعلم ان الحكومات السعودية المصرية هي حكومات سياسية واقعية برغماتية متى ما اقتنعت وصدقت فهي سستعامل بعيدا عن كل العوامل القومية والطائفية فالدول تهمها مصالحها وعلى قيادات شيعة العراق ان يتحركوا بتجاه الآخرين لطمئنتهم على مصالحهم وعلى ادوارهم عندها سيكون الامر مختلفا تماما عن الأولباسم العوادي
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك