المقالات

أهمية الرد الإيراني على إغتيال سماحة الشهيد السيد حسن نصر الله

482 2024-10-03

د . محمد علي الحريشي ـ اليمن ||

بعد مضي الوقت الكافي من إغتيال الشيخ إسماعيل هنية في طهران من قبل المخابرات الأمريكية والصهيونية إطمأنت حكومتي أمريكا والكيان المحتل من عدم رغبة إيران في الرد العسكري على عملية الإغتيال خاصة بعد تدخل عدد من الوساطات لدى طهران لوقف ردها العسكري على كيان العدو بدواعي نجاح محاولات وقف العدوان على غزة، نوه بتلك الوساطات الرئيس الإيراني يوم أمس بعد تعليقه على الرد الإيراني،

على ضوء ذلك التراجع شرعت الحكومة الصهيونية في التمادي بتنفيذ عمليات إغتيالات منظمة ضد قادة حزب الله، ومن اللافت إن عمليات الإغتيالات زادت وتيرتها عقب الزيارة التي قام بها رئيس وزراء حكومة الكيان المحتل بنيامين ناتنياهو قبل عدة أسابيع إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبعد إلقاءه خطاب إستعراضي تحت قبة الكونجرس الأمريكي الذي بالغ فيه أعضاء الكونجرس بمدى الحفاوة والتأييد بكلمة المجرم ناتنياهو وزيارته لأمريكا والتصفيق الحار من قبل الأعضاء،

كل تلك الحركات الإستعراضية هي متعمدة ومن تخريجات اللوبي اليهودي الصهيوني الذي أظهر تأتييداً مطلقاً للمجازر التي يقوم بها الجيش الصهيوني في قطاع غزة،

لقد أغرى الصمت الإيراني بعدم ردها على إغتيال الشهيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية «حماس كل من اللوبي اليهودي الصهيوني داخل أمريكا وحكومة الكيان المحتل للمضي في مخطط القضاء على المقاومة الإسلامية اللبنانية وذلك بتنفيذ عمليات إغتيالات جماعية تطال كبار قادة المقاومة اللبنانية والقيادات الوسطية الميدانية للحركة عبر تفخيخ أجهزة الإتصالات اللاسلكية «البيجر» بهدف قتل وخلق إعاقات جسدية في أكبر قدر ممكن من قيادات المقاومة وبهدف شل تحركات القيادات الميدانية وفي نفس الوقت خلق حالة إرباك عامة في صفوف المقاومة اللبنانية، وفي خضم ذلك الوضع الغوغائي تنفذ الحكومة الصهيونية الخطوة التالية .

إغتيال الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الذي توقعت منه المخابرات الأمريكية والصهيونية أنه سوف يخلق حالة صدمة كبرى في أوساط مقاومة حزب الله وقوى محور المقاومة بشكل عام تسبب بإنهيار سريع للمقاومة اللبنانية وفي نفس الوقت تقوم وحدات من جيش النخبة الصهيونية بإقتحامات برية في جنوب لبنان ويشن الطيران الصهيوني قصفاً عنيفاً على شكل أحزمة نارية للضاحية الجنوبية من بيروت حيث تقيم قيادات حزب الله وبالتالي يحققون عنصر المفاجئة بحرب المباغتة وبعدها يفرضون رؤيتهم في خلق حالة أمنية جديدة جنوب نهر الليطاني ينهون من خلاله تهديدات المقاومة الإسلامية اللبنانية ويعيدون سكان مستوطنات الجليل وشمال فلسطين المحتلة إلى مغتصباتهم،

لكن الرد الإيراني السريع ليلة أمس الثلاثاء أربك المخططات الأمريكية والصهيونية،

فقد جاء الرد في وقت حرج وحساس، أحس فيه كيان العدو بطعم نشوة الإنتصارات بعد إغتيال سماحة السيد حسن نصر الله وعمت الفرحة أوساط كيان العدو، جاء الرد الإيراني بقصف قواعد الكيان الصهيوني في وقت كان يعيش فيها لحظات نشوة الإنتصارات،

لعلى تلك اللحظات أنسته أخذ إحتياطاته في مواجهة الرد الإيراني، نعم كان يعيش واقع النشوة والسكرة التي جعلته يغفل عن الحيطة فجاء الهجوم الإيراني الصاروخي مباغتاً ولم تتوقعه المخابرات الأمريكية إلا في الوقت الضائع وقبل الهجوم بوقت قصير،

حققت الضربة العسكرية الإيرانية أهم أهدافها العسكرية والنفسية وهي عنصر المباغتة والمفاجئة، وحققت أكبر قدر من الأضرار البشرية والمادية في صفوف جيش العدو الصهيوني وخلقت حالة تحول دراماتيكية في صفوف الجيش والشعب الصهيوني من نشوة وفرحة إلى حالات خوف وهلع وحزن وقلق شديد،

لقد حققت العملية العسكرية الإيرانية أهدافها وعادت روح الحيوية والمبادرة إلى المقاومة الإسلامية اللبنانية التي تجاوزت مرحلة الصدمة وماجرى لثلة من الجيش الصهيوني اليوم «الأربعاء» أثناء محاولاتهم عبور نقاط الحدود إلى لبنان من كمائن محكمة وقتل من قبل قوات النخبة في حزب الله «قوات الرضوان» قد أصاب الحكومة والجيش الصهيوني بخيية أمل شديدة أعادته إلى مربع ماقبل إغتيال الشهيدين إسماعيل هنية والسيد حسن نصر الله،

وذهبت كل مخططات المخابرات الأمريكية والصهيونية واللوبي اليهودي الصهيوني أدراج الرياح، كان للردود العسكرية القوية من قبل القوات المسلحة اليمنية والمقاومة اللبنانية خلال اليومين الماضيين في عمق الكيان الصهيوني مؤشرات على فشل ماكان تحلم به حكومة الكيان المحتل وفشل ماكانت تحلم به الحكومة الأمريكية في إستغلال مايحدث في المنطقة لصالح ترجيح كفة مرشحة الحزب الدمقراطي في الفوز بمنصب الرئاسة في الولايات المتحدة،

على الجيش الإيراني مواصلة قصفه لقواعد كيان العدو المحتل،

فلن تجروء حكومة الكيان المؤقت ولا الجيش الأمريكي على الرد العسكري لأي ضربات عسكرية إيرانية لأن العدو الصهيوني غير قادر على الرد والجيش الأمريكي قواعده ومصالحه مكشوفة أمام السلاح الإيراني ووضعه الإنتخابي لايسمح له بشن عملية عسكرية خارج بلاده،

على قوى محور المقاومة تكثيف قصفها وعملياتها العسكرية النوعية ضد العدو الصهيوني في هذه المرحلة بهدف حرمان العدو الأمريكي والصهيوني من إستثمار نجاحهم في عملية إغتيال سماحة السيد حسن نصر الله في تحقيق مايهدفون إليه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك