المقالات

الحرب والوجودية يقرر نتائجها الميدان وميزان القوى الكلي..!

124 2024-10-24

د. ميخائيل عوض ـ لبنان ||

بيروت؛٢٤/١٠/٢٠٢٤

تاريخ البشرية هو تاريخ الحروب والصراعات منذ احترب قابيل وهابيل وصار البشر من ذرية القاتل.

الحروب هي القابلة القانونية لتوليد الجديد من رحم القديم وقد صممت الحياة على نسق الحمل والمخاض والولادة الى الشيخوخة والموت.

القديم يتمترس بالحياة ويحاول اعاقتها ويأمل ان تقف عنده ولا يتزحزح الا بالدفع والقوة.

يتدافع الناس ويحتربون والنصر دوما حليف لمن تناصره البيئة وتميل لصالحه عناصر ميزان القوى الكلي.

في تاريخ الحروب مرة نجح الغزاة بالاستيطان واستعمار الارض بعد ان قضوا وابادوا اصحابها وفي كل المرات هزموا ورحلوا.

من الهند والصين وروسيا والجزائر وفيتنام وزيمبابوي ومجمل المستعمرات لان ميزان القوى الكلي لم يكن لصالحهم.

العناصر الحاكمة في ميزان القوى الكلي والمقررة في نواتج الحروب وخاصة الوجودية والمصيرية هي؛

– الجغرافية؛ فتخيلوا ان جغرافية فلسطين ٢٧ الف كيلو متر يشغل نصفها اصحاب الارض ويتجمع المستعمرين في ٣٠٠٠ كلم بينما جغرافية محور المقاومة المشتبك ٣ مليون كيلو متر.

– عدد السكان والعلاقات الانتربيولوجية والتوازن الديمغرافي؛ اربعة ملايين مستعمر باقون في فلسطين بمقابل ٥ ملايين فلسطيني مقيمين و٢٠٠ مليون مشتبكون.

– ال٤ ملايين مستعمر لا روابط ولا قيم ولا تاريخ ولا وحدة وطنية ولا جوامع تجمعهم الا البحث عن الفرص واستعباد وابادة اصحاب الحق والارض ومنقسمون على نظامهم السياسي ومشتبكون. اما ال٢٠٠ مليون فلهم قيم وتاريخ وعادات وتقاليد وعقيدة ومتفاعلون واصحاب حق وليس عندهم بديل عن جغرافية تجمعهم ويأملون بمستقبل واعد معا.

– الزمن ومسارته بما هو تعبير عن قوانين الجبرية. يعمل في صالح الجغرافية والبشر وحقهم باستعادة ما نهب منهم والتحولات الجارية عالميا وفي انماط الحياة البشرية وحاجاتها واتساع دائرة وشبكات التفاعلات ومستويات الوعي والمعرفة ووسائط التفاعل كلها تعمل لصالح اصحاب الحق والشواهد كثيرة منها سقوط السردية الاسرائيلية ونهوض الاجيال الشابة في امريكا واوروبا وتراجع وزن الاعلام التقليدي والافكار العتيقة التي مجدت الاستعمار واسرائيل ووعد ربهم الكاذب والمفبرك. فالبشر في زماننا اصبحوا اكثر وعيا ومعرفة وايسر وسائط لاكتساب الوعي.

– التحولات المتعاظمة والمتسارعة التي غيرت وتغير العالم وتوازناته وقواه ومراكز الفعل والتأثر التي جرت منذ قرن واقله ٧٧ عاما على تصنيع اسرائيل دولة وظيفيه زرعت في مناخ وبيئة قسرا ولم تهدا حركة مقاومتها ورفضها وتكلف الزارعون كثيرا عليها وباتت عبئا ثقيلا.

– التراجع المشهود والمتسارع للنظام والقيم والعالم الانجلو ساكسوني الذي قبض على حياة البشر لأربعة قرون بقيمه العدوانية والفردية والربحية لصالح عالم جديد محمول على قيم الشرق واسيا وتفوق اوراسيا الصاعدة على العالم الشائخ والمترنح.

– حقائق وحاجات الأزمنة والجغرافية الضاغطة لإنجاز الولاة بعد مخاض لخمسة عقود والحاحيه نواظم الجبرية على اتمامها ودفن القديم والتخلص من جيفته.

في هذه البيئة والفواعل في ميزان القوى الكلي تجري حرب وجود ومصيرية اعلنها نتنياهو وجزم مع غالانت؛ اذا هزمت فيها اسرائيل فلا مكان لها في المنطقة.

بعد ١٣ شهر على طوفان الاقصى العجائبية وحرب تدمير وابادة غزة ووحدة الجبهات وشهر ونيف على عصف الحرب في لبنان.

هل من احد يمن علينا ويدلنا على عامل واحد في الواقع وتجلياته وفي الحرب ومساراتها وتوازناتها وفي البيئة الاستراتيجية والميزان الكلي في صالح إسرائيل وعالمها والنظام الانجلو ساكسوني الذي يقودها ويمولها ويذخرها ويوظفها في الحرب.

هاتوا لنا عاملا او مؤشرا او احتمال واحد يفيد بإمكانية انتصارها.

اما ولن تستطيعوا.

فإسرائيل هزمت ولا مكان لها في المنطقة.

تعالوا نفكر ونتفاعل ونطلق العنان للمخيلة لنحاول الاجابة على اسئلة المستقبل وماذا بعد؟.

قليلا من الصبر سنشرح فاعلية كل من العناصر المذكور في الحروب وفي هذه الحرب الجارية ونتبين بالواقعات الملموسة والمحسوسة لمصلحة من تعمل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك