سمير السعد ||
في مسيرة النضال والشهادة التي تتجلى في تاريخنا المعاصر، تبرز شخصيات خالدة تركت أثرًا عميقًا وأرثًا لا يُنسى، ومن بين هذه الشخصيات يبرز الشهيد السعيد السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، الذي طالما نادى بقيم الكرامة والعزة، وسار على طريق المقاومة.
استحق نصر الله أن يكون رمزًا للنضال والصمود، ليس فقط بمواقفه وشجاعته، بل بروح التضحية التي تجسدت في أفعال الحزب الذي يتزعمه.
في قلب هذه المسيرة، نرى كيف عمل حزب الله، منذ تأسيسه، على بناء مجتمع متماسك يتبنى المقاومة كنهج حياة، وأثبت هذا التنظيم نفسه كقوة سياسية وعسكرية لا يستهان بها. جاء حزب الله في مرحلة فارقة في تاريخ الصراع العربي الإسلامي مع الكيان الصهيوني ليجسد مرحلة جديدة من التحدي، حيث استطاع تحقيق إنجازات نوعية عسكرية وميدانية في جنوب لبنان، مما جعل منه رمزًا لصوت المقاومة في العالم العربي والإسلامي.
نصر الله، بحكمته وقوة شخصيته، استطاع أن يرسخ لحزب الله مكانة رفيعة، بل وقاده ليصبح حجر زاوية في المعادلة السياسية والعسكرية في المنطقة، إذ اعتمد على استراتيجية محكمة تجمع بين التوعية الدينية، العمل الاجتماعي، والمشاركة السياسية. اليوم، يشكل حزب الله قوة مؤثرة، ليس فقط في لبنان، بل في المنطقة بأسرها، حيث يحظى بتأييد واسع في أوساط الجماهير بسبب مواقفه المبدئية تجاه القضايا المصيرية للأمة.
ما زالت بصمة الشهيد السعيد السيد حسن نصر الله وحزب الله واضحة على الساحة السياسية والميدانية. فالحزب، الذي وُلد من رحم المعاناة والاحتلال، يمثل نموذجًا في الثبات والالتزام بقضايا الأمة، واستطاع، عبر سنوات من التضحية والعمل الدؤوب، أن يخلق واقعًا جديدًا يعبر عن تطلعات كثير من الشعوب الباحثة عن العدالة والتحرر.
لم يكن إرث نصر الله إرثًا عاديًا، بل هو مسار من العمل المستمر، وأسلوب حياة يتمحور حول الصمود والتحدي.
كما أن حزب الله لم يكن مجرد حركة سياسية أو عسكرية فحسب، بل هو منظمة مجتمعية تتغلغل في النسيج اللبناني وتقدم خدمات اجتماعية وصحية وتعليمية تعزز من تلاحم المجتمع وتقوي من نسيجه.
وفي إطار التحولات الإقليمية، يبقى حزب الله في قلب الأحداث، حيث يحافظ على استراتيجيته في المقاومة، ويدير تحالفاته الإقليمية بدقة، مما جعله مؤثرًا على مختلف الصعد، ويعزز من قوته في مواجهة التحديات. هذه القوة ليست مستمدة فقط من الدعم الشعبي، بل من الإرادة الراسخة لقادة الحزب وأعضائه في التضحية والالتزام بالمبادئ التي تأسس عليها.
بذلك، فإن إرث نصر الله وحزب الله لا يقتصر فقط على ساحة الصراع، بل يمتد ليشمل كل من يرى في المقاومة طريقًا نحو الكرامة والتحرر.
ويظل حزب الله جزءًا من ذاكرة الشعوب وأملًا لمستقبل مليء بالسيادة والحرية، في مواجهة قوى الاحتلال والتبعية.
هذا الإرث الذي تركه الشهيد السعيد نصر الله سيظل شاهدًا على مرحلة مفصلية في تاريخ المنطقة، حيث كتب من خلاله أسمى معاني النضال والشهادة، ليبقى حزب الله شاهدًا على دور المقاومة في تشكيل مستقبل الشعوب وحقها في تقرير مصيرها بعيدًا عن الهيمنة.
https://telegram.me/buratha