المقالات

الفرق بين فتوتين للجهاد


 

ليس من السهولة ان يفتي مرجع الشيعة بالجهاد الا بعد ان يتاكد من خطورة الموقف ، وقد مر العراق بكثير من الفترات العصيبة ولكل فترة ظروفها من حيث الحكام بالدرجة الاولى ، هنالك فتاوى صدرت عن المراجع تخص المسلمين في عدة بلدان مثلا الجهاد ضد الاحتلال الايطالي في ليبيا ، والانكليزي لفلسطين وغيرها

اقصد بالفتوتين هما فتوى جهاد الانكليز سنة 1914 وفتوى جهاد داعش 2014 ، وهنا لابد من ذكر الضغوط التي تعرض لها مراجع الشيعة وخصوصا السيد ابي القاسم الخوئي قدس سره خلال الحرب العراقية على ايران وحرب الخليج الثانية بعد احتلال الكويت ، ولم تصدر من السيد اي كلمة بهذا الخصوص .

وحتى عندما احتلت امريكا العراق لم تصدر فتوى من مرجعية السيد السيستاني لحرب الامريكان بالرغم من محاولة النظام السابق من الحصول عليها .

نعود الى الفتوتين والفرق بينهما ، فيما يخص جهاد الانكليز ، مما لاشك فيه خلوص النوايا التي كان عليها المراجع في الافتاء بالجهاد ضد الانكليز ولكن الظروف التي كان عليها العراق عموما والشيعة خصوصا تجعلنا نتوقف عند احداثها .

الفترة بين الاحتلال وفتوى الجهاد كانت اسابيع وكان الشيعة في اسوء حالات الاستبداد العثماني لهم ، بل ان عشائر الجنوب والوسط كانت غير راغبة في الدفاع عن العثمانيين ، ولكن فتوى السيد محمد سعيد الحبوبي والسيد مهدي الحيدري والشيخ محمد مهدي الخالصي والسيد محمد كاظم اليزدي هي التي جعلت الشيعة تلبي نداء الجهاد ، وبالنتيجة كانت النفوس غير مطمئنة لحرب الانكليز بل الامتثال لفتوى العلماء .

الجيش الانكليزي جاء بعدة حديثة واعداد مديدة ، سلاحهم بنادق حديثة ومدافع وطائرات وعجلات ومؤن كثيرة ، اضافة الى ذلك تعاون الشريف حسين في الحجاز معهم وحتى بعض العشائر في البصرة والزبير مع الانكليز.

بينما شيعة العراق لا يملكون 10% من سلاح الانكليز بل بعضهم جاء بلا سلاح ، وهنالك بعض المتطوعين طالبوا بطعام من العثمانيين فلم يعطوهم لشحة المؤنة ، ولك يكونوا على درجة من التدريب العسكري التي تمكنهم من القتال والنتيجة بدا ينسحب بعضهم .

من المؤكد عدم تساوي القوى وكانت الهزيمة من نصيب المقاتلين الشيعة وقد سببت هذه الهزيمة الما عميقا للسيد الحبوبي .

من خلال قراءتي لتلك الاحداث اعتقد ان العثمانيين استخدموا دعاية اعلامية ضربت على الوتر الحساس للدين وقد اشاعوا ان الانكليز جاءوا لحرق القران جاءوا لكي يتعدوا على نسائكم ، جاءوا ليدنسوا مقدساتكم وحتى ان جاويد باشا الذي لا يعرف اهل البيت توسل بالمراجع بحق الزهراء عليها السلام وهكذا خطاب الهب حماس العلماء ، ولان العشائر غير راغبة بالقتال كان العلماء في كل مدينة جنوبية يتوقفون فيها يبعثون من يحثهم على القتال ، وكانوا بكل امانة صادقون في نواياهم من اجل الوطن والمقدسات

التحق من التحق بالمعركة ، فما هو سلاحه ، وماهي تدريباته العسكرية ، لا شيء ، وهذا جعلهم لايصمدون امام الانكليز .

ناتي الى فتوى الجهاد الكفائي التي صدرت عن مرجعية السيد السيستاني في العراق سنة 2014 بعد اجتياح داعش لثلاث محافظات عراقية .

هذه الفتوى جاءت من حيث توقيتها في الصميم لخطورة الموقف ، وبالرغم من ان البيان اكد على الالتحاق تحت مظلة الحكومة الا ان التشكيلات التي حاربت داعش بعضها كانت قديمة ومدربة تدريبا عسكريا مثاليا ، هذا اولا وثانيا كانت هنالك جهات ممولة ومجهزة بمختلف انواع الاسلحة الحديثة للتشكيلات التي تطوعت يقابلها تسليح داعش بنفس المستوى اي خلوها من الطيران الحربي مثلا بل للجيش العراقي قوة طيران، فالقوة متكافئة ولكن الحشد كان يملك العقيدة والالتزام بفتوى المرجع ، اضف الى ذلك لم يكن داعش جيش نظامي بل عصابات اجرامية قضيتها ارهابية .

الحكومة العراقية دعمت الحشد بكل ما تملك بخلاف الحكومة العثمانية مع المتطوعين لقتال الانكليز ، وقد ذكر الفريق مزهر ال فرعون في كتابه الحقائق الناصعة علاقة الحكومة العثمانية مع العشائر والمتطوعين كانت سلبية .

هنا جاء انتصار الحشد على داعش بالرغم من مؤازرة داعش امريكا ودول اخرى، بينما الحشد كان مدعوما من الحكومة وجيش العراق ومن الدول ايران سلاح ولبنان قادة لتدريب الجيش، بخلاف هزيمة المجاهدين امام الاحتلال الانكليزي .

دائما يجب ان تكون مع القضية الحقة قوة مدربة ودعم جماهيري وهذا ما لم يكن في جهاد الانكليز فالقضية كانت حق لكن القوة كانت غير مدربة

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك