المقالات

هنا المجد هنا نصر الله

123 2025-03-04

اياد حمزة الزاملي

في كل زمن يبعث الله في الأرض رجل يحمل في قلبه اسرار الولاية و يخط على تراب الزمان كلمات العهد الأول ذلك العهد الذي عقد بين الأرواح و بين الحقيقة المحمدية العلوية

و من اسرار هذا الزمان خرج رجل يحمل بين يديه لواء الحسين و في قلبه سر علي و على لسانه وصية الزهراء (صلوات الله عليهم اجمعين)

السيد حسن نصر الله ليس مجرد قائد او خطيب او مجاهد في ساحات السياسة و الحرب بل هو عارف سار في طريق العرفان العلوي فجعل السلاح مسبحة في يده و الكلمات ذكراً يطهر به القلوب قبل الابدان

هو في تشيعه ليس مجرد مقلد للفقهاء و لا عاشق عابر في دروب كربلاء بل هو من الذين خلعوا نعال الدنيا و نعال الدنيا عند اهل العرفان و الصفة هو خلع أي حب في قلبك يشارك به حب صاحب الزمان (صلوات الله عليه) و ذلك يشمل حب الاب و الام و الاولاد و ان يكون حبك خالصاً نقياً كنقاء الماء الزلال لإمامك و صاحب الأمر انه صاحب الزمان (صلوات الله عليه)

السيد العظيم خلع نعال الدنيا و ضَحى بأعز و اغلى ابنائه في سبيل المبادئ و القيم و العشق الحسيني عند اعتاب الولاية فارتشف من كوثر الولاية حتى تشربت روحه بعطرها فلا يتكلم الا بها و لا يتحرك الا في سبيلها و لا ينظر الى الوجود الا من خلالها

تشيعه ليس خطاباً و لا شعارات بل هو سلوك العارف الفاني في حضرة الفيض الأقدس ولي الله الأعظم مولانا صاحب الزمان (صلوات الله عليه) مرآة الحقيقة الوجودية

و سار على هذا الدرب حافياً الا من يقين الفقراء الى الله

هو في تشيعه سالك في مدرسة الامام الخميني العظيم (عليه السلام) حيث تمتزج السياسة بالعرفان و حيث المقاومة ليست الا صورة من صور الذكر الخفي في حضرة الولي الاعظم في كلماته نفس من أذكار الاولياء الذين رأوا في الجهاد صورة من صور السير و السلوك الى الله و في مقارعة الظالمين نوعاً من تطهير القلب من حجب الدنيا

هكذا هو السيد حسن نصر الله عارف في الحرب و ولي في محراب السياسة و فقير بين يدي محمد و آل محمد (صلوات الله عليهم اجمعين)

فالتشيع عنده مقامات لا يدركها الا من طهر الله قلبه و فتح بصيرته و سار في درب الفناء و العشق في سبيل مولانا صاحب الزمان (صلوات الله عليه) حتى لم يبقى منه الا الظل

في كل عصر يختار مولانا صاحب الزمان (صلوات الله عليه) رجالاً حملة للسر و للنور المحمدي العلوي أوعية و للولاية تجليات في الارض و الزمان

السيد حسن نصر الله ليس مجرد قائد حزبي او خطيب حركي او رجل سياسة جاؤوا به من خنادق الحرب انما هو مقام كبير للتشيع حيث يلتبس بالرجال و حين يخلع التشيع العظيم معانيه النظرية و يرتدي هيئة بشر يمشي بين الناس هو تشيع ينتمي الى طبقة أعمق انها طبقة العشق الذي يرى الوجود كله مجلى لوجه الولاية النورانية لبقية الله الأعظم (صلوات الله عليه)

فلا يدرك العالم الا من خلال الاسماء و الصفات و لا يفهم الزمن الا كمسافة بين ولادة النور و تمام ظهوره

هذا التشيع العظيم هو سلوك باطني عرفاني حيث تفنى الولائات من كونها مواقف الى كونها اسرار و من كونها معرفة الى كونها شهوداً و من كونها هوية الى كونها ذوباناً كاملاً في الولاية العلوية حتى لا يعود السالك الا ظلها

هو في حالة غياب عن الانا في حضرة الحسين (صلوات الله عليه) و هو في حالة فناء الى حيث يصبح الجهاد ضرباً من الذكر و السياسة نوعاً من التأويل و الخطاب امتداد للوحي و الشهود

انه تشيع ينظر الى المقاومة كسلوك قلبي قبل ان تكون بندقية او صاروخ ...

المقاومة في جوهرها ليست الا مقاومة النفس امام اهواء الشيطان و قبل ان تكون مقاومة للعدو و احتلاله

هكذا يسير السيد العظيم حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه) في تشيعه العرفاني بين السياسة و المحراب و بين السيف و المسبحة و بين الخطاب و المناجاة

بين كتمان الاسرار في قلب علي (صلوات الله عليه) و بين اعلان المواقف في ساحة العشق الحسيني

ان تشيعه العميق يجعله يرى في كل معركة كربلاء و في كل خذلان سقماً جديداً يصفع وجه الزهراء (صلوات الله عليها) على باب دارها و في كل أنين و دمعة يتيم صرخة زينب (عليها السلام) مدوية تزلزل الأرض تحت اقدام الظالمين

لقد كان سيدنا العظيم له تجليات خاصة و قد رأى في علي (سر الفناء) ان تحمل سيفاً في يد و في الاخرى وردة و تغلق عينيك في محراب الفجر

لانك لا ترى في الكون سوى وجه الله و تجاهد لأنك تريد أن تزيح الغبار عن مرآة الحقيقة المحمدية في الأرض

و رأى في فاطمة (سر الألم المقدس) ان تكون صمتاً متكلماً و وجعاً ناطقاً و ان تتحول الدموع الى رايات و الخفاء الى حضور و رأى في الحسين سر الكشف الالهي الأعظم (ان تمشي الى الموت كأنك تمشي الى صلاة و ان تحترق لتضيء و ان تختار العطش لأنك تريد أن ترتوي من عين الله مباشرة)

و رأى في زينب (سر الكلام العلوي العابر للأزمنة) كيف يتحول الجرح الى خطاب و كيف يصبح المقتول هو الناطق و الصرخة المزلزلة الأبدية في ساحة التاريخ

و رأى في المهدي (السر الإلهي الأعظم) كيف يعيش الانسان غائباً عن عيون الناس و حاضراً في قلوب العارفين و كيف ينتظر حتى تتحول الأرض كلها الى قلب واحد يليق بمقام اللقاء و الفناء في حضرة بقية الله الاعظم (صلوات الله عليه)

انه السلوك الباطني العرفاني عندما يناجي سيدنا العظيم حسن نصر الله في خلواته هناك في صمت الليل يصبح سيدنا طفلاً صغيراً بين يدي الحسين (صلوات الله عليه) و فقيراً عاري القلب بين يدي المهدي (صلوات الله عليه) و عاشقاً يرتجف بين يدي علي (صلوات الله عليه)

حين تسمع خطابه تسمع صدى تلك الكلمات التي تخرج منه و هي ليست شعارات سياسية بل هي اذكار روحية خرجت من قلب يعرف اسرار التوسل و الفناء و من لسان ذاق حلاوة البكاء عند عتبات النجف الأشرف و كربلاء المقدسة

و عذراً سيدي العظيم ابا هادي فان الكلمات و يدي و قلمي اراها ترتجف في حضرتك و عذراً مرة اخرى سيدي العظيم اذا كان حضر من أهل العراق بعض من الذين لا يليقون و لا يشرفون ان يحضروا هذا التشييع الالهي المهيب فهذا هو ديدن (العباسيون الجدد)

و انا على يقين ان هذا التشييع الآلهي المهيب قد حضره محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و صاحب الزمان و الملائكة (صلوات الله عليهم اجمعين)

المجد للتشيع العظيم ... المجد للخميني العظيم مؤسس جمهورية صاحب الزمان

المجد للسيد العظيم حسن نصر الله فخر و مجد محمد و آل محمد و ان رجعته أمر لابد منه

المجد للمقاومة الاسلامية المباركة

و ان قصيدة في العشق الحسيني لابد ان تكتب بالدم

و ان الفجر لا يكون عظيماً الا عندما تنسج خيوطه بالدم

قال تعالى {مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} صدق الله العلي العظيم

والعاقبة للمتقين...

بقلم / اياد حمزة الزاملي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك