المقالات

ترامب وعصر الهيمنة الوقحة: حين تتحوّل الدولة إلى كازينو..!

983 2025-04-08

احمد العسكري ||

منذ صعود دونالد ترامب إلى سدّة الحكم، بدا واضحًا أن الولايات المتحدة، بوجهها الحقيقي المجرد من الزينة الدبلوماسية، اختارت أن تدير علاقتها بالعالم وفق منطق القوة والمصلحة لا القانون والقيم،

 

في عهد ترامب، تحوّلت الدولة الأكثر نفوذًا في التاريخ الإمبريالي إلى ساحة مقامرة عالمية، تُدار فيها السياسات كما تُدار رهانات الروليت. قاد ترامب السياسة الأمريكية بعقلية المستثمر الذي جاء من عالم الكازينوهات والعقارات،

 

فغابت عنه ملامح رجل الدولة، وحضر التاجر الطامع والمقامر المتهور، لم يكن يفاوض شركاءه الدوليين، بل يساومهم، واضعًا مصالحه في المقدمة، ومستعدًا لخسارة الجميع طالما حقق هو الربح.

 

السياسات الاقتصادية لترامب، وعلى رأسها الرسوم الجمركية والعقوبات التجارية، لم تكن مجرد إجراءات حمائية، بل أدوات ابتزاز استخدمها ضد الحلفاء قبل الخصوم. بدءاً من تهديد أوروبا إلى مساومة الأنظمة الخليجية، إذ لم يتردد ترامب في التعبير عن رؤيته البازارية للعلاقات الدولية، ووصل به الأمر إلى وصف حليفته السعودية بـ”البقرة الحلوب”، التي يُستنزف حليبها حتى تجف، ثم تُذبح.

 

وفي مشهد يجمع بين الرأسمالية المتوحشة والتكنولوجيا المنفلتة، وجد ترامب في إيلون ماسك رجل الفضاء والذكاء الاصطناعي شريكًا استراتيجيًا، حيث تحوّل الأخير إلى لاعب محوري في توجيه المشاريع الأمريكية، خصوصًا في المجالات العسكرية والرقمية، بهذا، أصبح القرار السياسي الأمريكي مرهونًا بشركات خاصة ومليارديرات، لا مؤسسات الدولة.

 

في المقابل، أظهرت شعوب محور المقاومة وعيًا مبكرًا بطبيعة المشروع الأمريكي فهي منذ البداية لم تنخدع بخطاب الديمقراطية ولا شعارات “السلام”، بل واجهت الاحتلال والهيمنة بالمقاومة والتحدي فقد رفضت أن تكون زبائن في أسواق السلاح، أو تابعة لأنظمة تبيع سيادتها طوعًا، أما الأنظمة التي سارعت إلى التطبيع،

 

فاختارت لعب دور “البقرة الحلوب”، معتقدة أن الولاء يكفي لضمان البقاء، لكنها تجاهلت دروس التاريخ من يركع للهيمنة، يُستبدل حين تنتهي وظيفته، فرحيل ترامب أو بقاؤه لم يغيّر في جوهر السياسة الأمريكية القائم على الهيمنة والسيطرة؛ لكن هذه المواجهة، رغم اختلال ميزان القوى، ليست عبثية. شعوب تملك الوعي والكرامة قادرة على التحدي، ولو كان الخصم يملك كل أدوات القمار

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك