المقالات

حرف السين بين الوعود الكاذبة..!

736 2025-05-02

نزار الحبيب

في اللغة العربية، يُعتبر حرف السين علامة مميزة للتعبير عن المستقبل. لكن في العراق، أصبح هذا الحرف رمزًا مثيرًا للجدل، لا سيما عندما يُستخدم في سياق الوعود التي لا تتحقق. إذ يتحول من أداة للتعبير عن الأمل إلى وسيلة لإطالة أمد الانتظار والتسويف.

حرف السين في الخطاب السياسي

“سنفعل”، “سننجز”، “سنوفر”، عبارات تتكرر على لسان الكثير من السياسيين والمسؤولين في العراق. لكن مع مرور الوقت، أصبحت هذه العبارات تُقابل بشك واسع من المواطنين، بسبب غياب التنفيذ على أرض الواقع. حرف السين، في هذا السياق، لم يعد مجرد أداة لغوية بل تحول إلى رمز للوعود الكاذبة التي تعمّق فجوة الثقة بين الشعب والقيادات.

السين بين التطلعات والواقع

الكثير من المشاريع التي تُعلن عنها الجهات الرسمية تبدأ بوعود مسبوقة بحرف السين:

•سنبني المدارس.”

•سنصلح الطرق.”

•سنقضي على الفساد.

• سنوفر الكهرباء

• ⁠سنوفر الماء الصالح للشرب

• ⁠سنعدل سلم الرواتب

• ⁠سنعمل

• ⁠سنبني

• ⁠سنقاتل

• ⁠سنشتري

• ⁠سنبيع

• ⁠سنحافظ

ولكن الواقع غالبًا ما يظهر عكس ذلك، حيث تبقى هذه المشاريع مجرد كلام على الورق، مما يُشعر المواطن العراقي بالإحباط والخذلان.

في الحياة اليومية

ليس الخطاب السياسي وحده المتهم بإساءة استخدام حرف السين؛ حتى في الحياة اليومية، يُستخدم الحرف في الوعود الشخصية التي قد تفتقر إلى الجدية. عبارات مثل “سأزورك قريبًا” أو “سأعيد لك المال غدًا” قد تتحول إلى أعذار خفية لعدم الالتزام.

لماذا يُستخدم حرف السين للتسويف؟

1. تجنب المواجهة المباشرة: حرف السين يُستخدم أحيانًا كوسيلة لتأجيل الالتزامات أو التهرب من الإجابة الواضحة.

2. الرهان على المستقبل: يوحي السين بأن الحلول قادمة، ما يريح القائل من ضغوط الحاضر.

3. الثقافة المجتمعية: في بعض الأحيان، يُفضل الناس استخدام كلمات مليئة بالأمل لتخفيف الصدام، حتى لو كانت غير واقعية.

السين بين الحقيقة والوهم

حرف السين يحمل إمكانات إيجابية عندما يُستخدم بصدق للتعبير عن العمل والمثابرة. لكنه يتحول إلى أداة للإحباط عندما يُستغل للتسويف والوعود الزائفة.

في العراق، بات حرف السين يمثل صراعًا بين الأمل والخيبة، بين ما يُقال وما يُنفذ. إنه دعوة للتفكير في مصداقية الكلمات، وضرورة تحويل الوعود إلى أفعال ملموسة تعيد بناء الثقة بين الناس والقيادات

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك