المقالات

اليمن..دروس في العقيدة والصمود..!

763 2025-05-05

د. محسن العكيلي ||

المتحدث باسم حركة الجهاد والبناء

في زمن الانكسارات، وعصر الهزائم المتتالية للأمة، تنهض من بين ركام الحصار والحرب والخذلان أمةٌ صغيرة بجغرافياها، عظيمة بإيمانها، شامخة بعقيدتها، اسمها: اليمن.

ذلك الشعب الذي لم يُغره وعد، ولم يُرعبه وعيد. ذلك الشعب الذي يُجسِّد اليوم أروع صور التوكل على الله والثبات على المبدأ، حتى بات حديث العالم، وأرق كوابيس أمريكا وإسرائيل. وعلى رأس هذا الشعب تقف فئةٌ مؤمنةٌ، واثقةٌ، صادقة، تُعرف باسم أنصار الله.

هؤلاء القوم لم يركنوا لليأس رغم أن السماء تمطر نارًا، والأرض تضيق خناقًا، والعدو يتنوع بين الأمريكي والبريطاني والصهيوني والرجعي العربي. ولكنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه. وها هم اليوم يعلّمون العالم درسًا في الثبات على الحق، مستلهمين قوله تعالى: “وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين”.

لم نعد نتحدث عن خطاب حماسي أو بيان معنوي، بل عن واقع عسكري وسياسي يُغيِّر المعادلات. من جبال صعدة إلى سواحل الحديدة، من أعالي مأرب إلى شوارع صنعاء، يُعيد اليمن كتابة التاريخ. بأسلحةٍ متواضعة، وعقولٍ عبقرية، وإرادةٍ لا تُقهر، حوّلوا اليمن من دولة محاصَرة إلى رقمٍ صعب في معادلات الإقليم والعالم.

اليوم، تحترق الأساطير الأمريكية في البحر الأحمر بصواريخ يمنية الصنع. تُشلّ مطارات الكيان الصهيوني، وتُرعب بارجاته البحرية، ويُقطع شريان تجارته، وكل ذلك بإرادة فئة قليلة. لم يتراجعوا، لم يهادنوا، لم يُبدلوا تبديلاً، لأنهم أصحاب عقيدة، لا تُباع ولا تُشترى، ولأنهم أهل يقين بأن النصر لا يُهدى، بل يُنتزع.

ما تفعله اليمن اليوم، هو معجزة العصر، وصيحة في وجه الطغاة، أن لا قوة على الأرض يمكن أن تهزم شعبًا قرر أن يقاتل عن إيمان، لا عن رغبة في سلطة أو نفوذ. اليمن اليوم لا تقاتل دفاعًا عن حدودها فقط، بل عن كرامة الأمة، عن فلسطين، عن قدسية العقيدة، عن معنى أن تكون مسلمًا حرًا لا عبداً في سوق النخاسة السياسية.

في خضم هذا العالم المليء بالتطبيع، والخيانة، والانبطاح، يصرخ صوت اليمن من بين الركام: “لن نركع إلا لله”.

سلامٌ على اليمن، وسلامٌ على أنصار الله، وسلامٌ على كل من اختار أن يكون في صفّ الحق ولو كان وحيدًا، في زمنٍ باع فيه الكثيرون دينهم بعَرَضٍ من الدنيا قليل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك