بات هناك وضوح في الممارسات القذرة التي تمارسها القوات الامريكية ضد الشيعة , وهناك ضغط كبير على الشارع العراقي من خلال هذه العمليات الارهابية وضغطاً من نوع اخر على قادة الائتلاف , بأحتمالات تهميشهم سياسياً ووضعهم في خانة المعارضة مرة اخرى ( بقلم : بهاء صبيح الفيلي )
نود اليوم ان نعلق على الضغط الامريكي على الشيعة واسباب هذا الضغط بشكل اوضح واكثر دقة وتداعيات ذلك على المنطقة !! كلنا يعرف بصورة او بأخرى المصالح الغربية في منطقة الخليج واهمية هذه المنطقة لهم , لوجود احتياطيات ضخمة من البترول الذي يغذي ويطور الحضارة الغربية , ولأن الولايات المتحدة الامريكية ممثلة وزعيمة هذه الدول وراعية لمصالحها , فأنها تعمل وبشكل مستمر على استتباب الامور لها ولمصالحها , وهذا الشيء لا يختلف عليه احد , والولايات المتحدة الامريكية معترفة بذلك . ولكي تحافظ امريكا على مصالحها ساندت بكل قوة الانظمة التي تحكم في منطقة الخليج وزودتها بأحدث الاسلحة والخبرات لديمومتها , مادامت هذه الانظمة لا تخرج عن طوعها . وهناك حلفاء ترتبط مع الولايات المتحدة بتحالفات واتفاقيات امنية واقتصادية كأسرائيل ومصر وتركيا والاردن , وهذه الدول تحصل على مليارات الدولارات سنوياً كمساعدات عسكرية وتسهيلات اقتصادية وهذه الدول تعمل بصورة وبأخرى لتسهيل مهمة الولايات المتحدة للسيطرة على منابع النفط , وهنا لا اعني اعمال عسكرية بالضرورة ولو انها لا تتأخر عن ذلك ولكن سياسية ! ولا اود ان اخوض في هذا الامر الان واود ان ادخل في الموضوع الاساسي . ان سقوط شاه ايران وتشكيل جمهورية اسلامية في ايران اضرت كثيراً بالمصالح الامريكية ومصالح حلفائها من الانظمة الخليجية , ولذلك سارعت امريكا وحلفائها بمد الحرب التي فرضت ( بضم الفاء) على الجمهورية الاسلامية بالحطب لتزداد سعيرها وساندت وبكل الوسائل النظام المقبور لكي لا يسقط وينهار , والكل يعرف وعاش زمن طوفان الظلم الذي اغرق العراق بالرعب والدم والمقابر الجماعية . والان ماذا يدور في العراق , هناك جيوش ارهابية تتحرك تحت سمع وبصر القوات الامريكية لتقتل وتحرق وتهجر الشيعة دون ان تحرك هذه القوات ساكناً وتبتدع بين فترة واخرى عملية وهمية للهجوم على اوكار الارهابيين وتعلن عن قتل واعتقال بعض منهم , ونود ان نسأل هل اماكن تواجد الارهابيين غير معلومة ؟ وهل هؤلاء يأتون من الفضاء ويقومون بعملياتهم الارهابية ؟ ام ان العمليات التي لا تمس قواتها تغض الطرف عنها , بحجة خلق توازن !! واي توازن ممكن ان يحدث بمثل هذه العمليات ياترى؟ بات هناك وضوح في الممارسات القذرة التي تمارسها القوات الامريكية ضد الشيعة , وهناك ضغط كبير على الشارع العراقي من خلال هذه العمليات الارهابية وضغطاً من نوع اخر على قادة الائتلاف , بأحتمالات تهميشهم سياسياً ووضعهم في خانة المعارضة مرة اخرى , ومحاولة امريكا وبعض الاطراف العراقية والعربية تشكيل جيش موالي الى امريكا بدل موالاتها للعراق والديمقراطية . ولكن اسباب هذا الضغط يكمن بأن الشيعة لا يمكن ان يقبلوا بالتبعية لامريكا او لغيرها . وهذه الخصلة تنافي المطالب الامريكية التي تريد انظمة موالية لها وحامية لمصالحها , لذلك نرى الامريكان يحاولون نصب الشراك للقيادة الشيعية وايقاعها في الخطأ , ليجدوا مبرراً كافياً لضربهم بصورة مباشرة بدل استخدام بقايا النظام المقبور والتكفيريين , ان الضغط الان وصل اوجه بقتل وتهجير الالاف اسبوعياً دون تحريك ساكن من قبل الامريكان ومن قبل الحكومة المتمثلة بالاستاذ جعفري , ان ضعف اداء الاستاذ جعفري لمهامه وميوعته وتهربه من الاحداث الجسام التي المت وتلم بالشيعة اعطى حافزاً للتمادي في الضغط على الشيعة , ان الحقيقة ماباتت سراً من الاسرار ولا درة مختفية في البحار , ان امريكا لم تأتي حباً بالعراق والعراقيين ولا حباً في انقاذ الشيعة من براثن العفالقة الصداميين , ان الامريكان اتوا لتنفيذ سياسة لم يعد بأمكان صنيعتهم صدام اداءه بعد ان احرق الاخير كل اوراقه في خدمة المصالح الامريكية ولم يعد في جعبته مايفيد الامريكان . نعم الامريكان لهم عداء مع الحكومة الايرانية , والشعب الايراني يكره السياسات الاستفزازية للامريكان في المنطقة , ولذلك نرى هناك صراع خفي يحاول اشعاله بين الحين والاخر الامريكان واذنابهم , تارة بتفجيرات في الاحواز وتارة ذبح الابرياء من الايرانيين على الحدود الباكستانية وتارة بالتلويح بمنظمة المنافقين القابعين الان تحت الحماية الامريكية ومنفذين لمخططاتها , ومع العلم هذه المنظمة معترفة بها كمنظمة ارهابية في الولايات المتحدة الامريكية ومن قبل الكونغرس الامريكي , وهذا الضغط الامريكي على شيعة العراق ومحاولة تهميشهم وتفتيتهم الا نوعاً من الضغط على الجمهورية الاسلامية الايرانية , وكذلك الاتهامات التي يوجهها الامريكان وبعض اذنابهم من العراقيين لتدخلات ايرانية مزعومة في العراق الا نوعاً من الضغط على الشيعة في العراق وذريعة وحجة لترهيب ايران , وكذلك ترهيب الشعب الايراني بالايحاء باحتمالية اعادة نظام طائفي على غرار نظام طالبان او نظام صدام لكي يدخلوا ايران والعراق والمنطقة في دوامة من الصراع لكي يستنفذوا موارد وخيرات المنطقة وتسويق اسلحتهم وبضائعهم . ان اللعبة الامريكية باتت واضحة , ومطالب دول الاعراب في الطريق للتحقيق , وقد يستغرب البعض ما هي علاقة دول الاعراب في هذه المسألة !! ولذلك سأعود بالذاكرة لبدايات التهديد الامريكي لأسقاط النظام في العراق , وفي مقابلة صحفية للرئيس المصري مع مجلة دير شبيغل الالمانية ( بتاريخ 18-2-2003 ) والتي صرح بها هذا الرئيس الطائفي وبالحرف الواحد ان الديمقراطية لا تنفع مع العراق لأن الديمقراطية تعني سيطرة الشيعة على الحكم في العراق ,وتصريحات وزير خارجية ال سعود وغيره من الاعراب, والان نسأل ماذا يدور خلف الكواليس بين قيادات الاعراب والامريكان ؟هل ياترى وصلوا لصفقة ما ... ام انهم في الطريق الى ذلك !!! المهندس بهاء صبيح الفيلي
https://telegram.me/buratha