صحيفة (الرأي العام) الكويتية وفي عددها المرقم 2427 والصادرة بتاريخ 15 ربيع الأول
من سنة 1390 هـ الموافق 10 ايار 1970 م.
عنونت الصحيفة عددها المشار اليه بالخط العريض : صفقة مثيرة بين حاكم رأس الخيمة وإيران.
وأوردت عناوين فرعية تقول:
* القاسمي باع طهران ثلاث جزر تتحكم بالخليج العربي بأكمله.
* مبلغ كبير من المال و20 سيارة فخمة ثمن الجزر
الموضوع يتعلق بقيام حاكم رأس الخيمة ـ التي انظمت فيما بعد الى دولة الأمارات العربية المتحدة ـ
"الشيخ" صقر بن سلطان القاسمي ببيع ثلاث جزر صغيرة تقع في مدخل الخليج، هي جزر طنب
الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التابعتين لمشيخته الى أيران، وأنه قبض الثمن الذي كان
عبارة عن مبلغ كبير من المال..وأن حكومة أيران التي كان يرأسها رئيس الوزراء الأيراني
أمير عباس هويدا قد وعدت القاسمي بالتعويض عليه في حال ظهور النفط في الجزر
وقالت الصحيفة أن حاكم رأس الخيمة الذي كان يرفع لواء المعارضة ضد أيران بسبب
موضوع الجزر الثلاثة قد بدل موقفه بعد أنجاز الصفقة
الصحيفة أشارت الى أن مجلس النواب الأيراني قد وافق قبل أسبوع من تاريخ النشر ،
أي في يوم 2/ايار/ 1970 على قبول أستقلال البحرين بعد أنسحاب بريطانيا من الخليج...
فهل كان أستقلاق البحرين جزءا من الصفقة الدولية مع بريطانيا، علما أن رأس
الخيمة وبقية مشايخ الخليج والبحرين وقطر وعمان كانت تحت الحماية
الأستعمارية البريطانية...
هذا ما ستكشفه الأيام القليلة القادمة بعد أن يتم الأفراج عن وثائق تلك الحقبة
من التاريخ من قبل الدوائر البريطانية
وكانت تقارير كثيرة تشير إلى الصفقة بن حاكم رأس الخيمة وقتذاك وإيران تم بموجبها
بيع الجزر الثلاث التي تطالب بهم الإمارات فيما تعتبرها إيران جزء لا يتجزأ من إيران.
لكن هذا التقرير يعد الأول الذي نشر عام 1970 ويتحدث بالتفاصيل عن هذه الصفقة.
ولم تنف الإمارات التقارير الكثيرة التي نشرت حول هذه الصفقة.
ويرى مراقبون أن هذه الصفقة تبرر وتفسر العلاقات المميزة على الأقل اقتصاديا
بين الإمارات وإيران رغم ان أبو ظبي ما انفكت تطالب إيران بالتباحث حول الجزر
فيما الأخيرة ترد بحسم أن الجزر تابعة لإيران وقامت مؤخرا بتعزيز وجودها العسكري
وقام الرئيس الإيراني بزيارة الجزر معلنا تحديه لأي مطالب إماراتية.
وتعتمد إيران باقتصادها الذي يواجه العقوبات على الإمارات كثيرا وهو الأمر
الذي طالما أثار استغراب المراقبين.
وللتاريخ نسجل أن حادثة دولية مشابهة عنما باع الاتحاد السوفييتي الاسكا
للولايات المتحده بسبعة ملايين دولار ولم نسمع يوما ان روسيا طالبت بالاسكا ..
وهذا يفسر لماذا لا تذهب الأمارات العربية المتحدة الى الأمم المتحدة
للمطالبة بتلك الجزر ..؟
الجزر بيعت ولم يتم احتلالها كما يقال..
1513620
https://telegram.me/buratha