الصفحة الاقتصادية

144 مليار دولار خسائر سوريا الاقتصادية 

1705 09:05:19 2014-05-28

زياد غصن

فيما لا تزال جهود الحل السياسي تتعثر لمصلحة إطالة أمد الحرب، يستمر عدّاد الأزمة في إحصاء المزيد من الخسائر الاقتصادية والاجتماعية، وجديدها ما نشره تقرير «جريء» صدر في دمشق

وقدّر مركز بحثي مستقل إجمالي الخسائر الاقتصادية التي منيت بها سوريا في السنوات الثلاث الأولى من عمر الأزمة بنحو 143.8 مليار دولار، أي ما يعادل بالأسعار الثابتة 276% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي عام 2010. وفي تقرير يطلقه اليوم «المركز السوري لبحوث السياسات»، بالتعاون مع «وكالة الأونروا» والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، فإن خارطة توزع السكان «تعرضت لإعادة تشكل جذرية مكانية، حيث غادر سوريا 12% من سكانها مع نهاية عام 2013، كما أن حوالى نصف السكان (45%) تركوا أماكن إقامتهم المعتاد».

كذلك فإن «63% من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، البالغ عددهم 540 ألف نسمة، غادروا منازلهم، منهم 75 ألفاً تركوا البلاد كلاجئين، و270 ألفاً نزحوا داخل سوريا. وبالنتيجة أصبح اللاجئون من سوريا أكبر مجتمع لاجئين في العالم».

ملامح الكارثة الاجتماعية تتضح أكثر مع تأكيد التقرير أنّ سوريا «غدت بلداً من الفقراء، إذ أصبح ثلاثة أشخاص من كل أربعة فقراء مع نهاية عام 2013، وأكثر من نصف السكان (54.3%) يعيشون في حالة الفقر الشديد، حيث لا يستطيعون تأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم الأساسية الغذائية وغير الغذائية، كما أن 20% يعيشون في حالة من الفقر المدقع، أي لا يستطيعون تأمين حاجاتهم الغذائية الأساسية، ويزداد الوضع سوءاً في المناطق المحاصرة والساخنة، حيث ينتشر الجوع وسوء التغذية...»، فيما لا تزال «خسارة الأرواح البشرية أكثر جوانب النزاع مأساوية، مع ارتفاع أعداد الوفيات نتيجة الأزمة بمعدل 30% خلال النصف الثاني من عام 2013، ليصل إلى 130 ألف قتيل مع نهاية عام 2013. كذلك تقدّر أعداد الجرحى بحوالى 520 ألف شخص، أي إن ما يعادل 3% من السكان تعرضوا للقتل أو الإصابة أو التشوه...»، إضافة إلى التدهور الحاد في أداء التعليم والصحة والدخل، الذي جعل سوريا تتراجع أربعة عقود إلى الوراء في مستوى التنمية البشرية.

2.67 مليون مواطن سوري فقدوا عملهم خلال أعوام الأزمة

ويتهم التقرير صراحة ما يسميها قوى التسلط المتمثلة في «الاستبداد، العصبية، والأصولية» بالعمل على «تعزيز مواقعها، معتمدة على العنف لتسخير الأزمة الإنسانية والتنموية لمصلحتها تاركة السوريين يكافحون من أجل البقاء».

أما في جانب الآثار الاقتصادية للأزمة، فإن التقرير يشير إلى انتشار ظاهرة «اقتصادات العنف»، فالنزاع المسلح أدى إلى «تشوّه المؤسسات نتيجة تكوّن اقتصاد سياسي جديد، يتسم بانتشار اقتصادات العنف، التي تمتهن حقوق الإنسان والحريات المدنية وحقوق الملكية وسيادة القانون، وظهور نخبة سياسية واقتصادية جديدة، تستغل ظروف الأزمة للإتجار بالسلاح والسلع والبشر من خلال شبكات غير شرعية عابرة للحدود...».

وفي وقت شهدت فيه بنية القطاع الصناعي تفككاً كبيراً وإغلاقا وإفلاسا للكثير من المشاريع، وهروبا لرؤوس الأموال إلى الخارج، إضافة إلى عمليات النهب والسلب للأصول المادية، فإن الأزمة أدت «إلى تغير تركيب الناتج المحلي الإجمالي على نحو كبير، حيث مثل القطاعان الزراعي والخدمات الحكومية حوالى 50% من الناتج خلال عام 2013، بعدما كانا يمثلان عام 2010 ما يعادل 30.4% من الناتج المحلي، إذ تعرضا لخسائر أقل نسبياً من بقية القطاعات».

في ضوء هذه المتغيرات البنيوية السلبية، كان من الطبيعي ارتفاع معدل البطالة إلى حدود يقدرها التقرير بنحو 54.3%، أي إن هناك اليوم في سوريا ما يقرب من «3.39 ملايين شخص عاطل من العمل، منهم 2.67 مليون فقدوا عملهم خلال الأزمة، الأمر الذي أدى إلى فقدان المصدر الرئيسي لدخل 11.03 مليون شخص».

ومع استمرار ارتفاع معدل الإنفاق العام، والتراجع الكبير في الإيرادات والإنتاج المحلي، فإن الدين العام في النصف الثاني من عام 2013 تفاقم ليصل مع نهاية العام الماضي إلى نحو 126% من الناتج، «حيث استوردت الحكومة النفط والسلع الأساسية لمواجهة نقص العرض في السوق المحلية، واستمرت في دعم بعض أسعار السلع والخدمات الأساسية».

19/5/140528

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك