أشارت صحيفة "فاينانشال تايمز" إلى أن السعودية تعتقد أن الاستراتيجية النفطية التي اتبعتها لإزاحة المنافسين من منتجي النفط الصخري الأمريكيين من السوق النفطية تكللت بالنجاح.
وذكرت "فاينانشال تايمز" في مقال نشرته الخميس 14 مايو/أيار أن الاستراتيجية السعودية الهادفة للدفاع عن حصتها السوقية عن طريق إغراق السوق بالنفط الخام، أدت إلى إزاحة منتجي النفط الصخري الأمريكيين من أسواق النفط، والذين لم يتحملوا الخسائر الناتجة عن تراجع أسعار النفط في السوق، كون تكلفة إنتاج النفط الصخري أعلى بكثير من تكلفة إنتاج النفط الخام العادي وخاصة في منطقة الخليج العربي، وأن المملكة تستعد لتثبيت نفسها كقوة مهيمنة في أسواق النفط العالمية.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن إنتاج النفط في السعودية العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، سجل مستويات قياسية عليا الشهر الماضي، ووصل إلى مستوى 10.31 مليون برميل يوميا، في الوقت الذي تنعدم فيه بوادر خفض الإنتاج من قبل منظمة "أوبك".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول سعودي لم تذكر اسمه: "لا شك أن الأسعار المنخفضة التي سجلتها أسعار النفط خلال الأشهر الأخيرة أدت إلى تراجع الاستثمارات في المشاريع النفطية ذات الكلفة العالية، بما في ذلك مشاريع استخراج النفط الصخري للشركات الأمريكية وإنتاج النفط الثقيل من المياه العميقة".
وأكد المسؤول السعودي أن بلاده ستواصل سياسية زيادة الإنتاج رغم المنافسة التي تواجهها من داخل وخارج منظمة "أوبك"، ورغم تزايد شعبية مصادر الطاقة البديلة.
ونشرت وكالة الطاقة الدولية أمس الأربعاء معلومات إحصائية تؤكد صحة بيان السعودية بشأن إزاحة المنتجين الأمريكيين، ووفقا لتقديرات الخبراء فإن عدد منصات الحفر العاملة في الولايات المتحدة تراجع بنسبة 60% نتيجة لتراجع أسعار النفط، وأن إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة قد توقف عمليا خلال الشهر الماضي.
يشار هنا إلى أن إنتاج النفط في الخليج يتميز بالكلفة الدنيا إذ تتراوح كلفة البرميل الواحد ما بين 15 إلى 40 دولارا، الأمر الذي يجعله منافسا قويا للنفط الصخري الأمريكي ذو الكلفة الباهظة، ما يجعل مشاريع استخراجه غير مجدية اقتصاديا، حال بقاء أسعار النفط الخام عند مستويات متدنية.
8/5/150515
https://telegram.me/buratha