قالت وزارة الطاقة التركية إن تركيا بدأت العمل في إصلاح خط أنابيب ينقل النفط الخام من شمال العراق إلى ميناء جيهان المطل على البحر المتوسط مارا بجنوب شرق تركيا المضطرب وإنها تأمل في عودة التدفق عبره في أسرع وقت ممكن.
وينقل خط الأنابيب الذي تعرض للتخريب مرارا خلال الأشهر الأخيرة نحو 600 ألف برميل نفط يوميا من كردستان شبه المستقل وحقول نفط كركوك المتنازع عليها إلى ميناء جيهان لتصديرها.
وذكرت مصادر تركية في مجالي الشحن والصناعة يوم الجمعة أن المخاطر الأمنية المتصاعدة في جنوب شرق تركيا تعني أن الصادرات الكردية العراقية للأسواق العالمية من خلال خط الأنابيب قد تظل متوقفة لمدة أسبوعين إضافيين.
وذكرت الوزارة أن تدفق النفط توقف في خط الأنابيب في 17 فبراير شباط بسبب إجراءات أمنية مؤقتة. ونفذ مقاتلون من حزب العمال الكردستاني - الذي يشن تمردا في جنوب شرق تركيا على مدى ثلاثة عقود - هجوما على الخط في منطقة إيدل بإقليم شرناق يوم 25 فبراير شباط.
وقالت الوزارة إن الانفجار لم يسفر عن حريق لأن التدفق النفطي كان متوقفا بالفعل لكنه أسفر عن إلحاق أضرار مادية.
وأضافت في بيان "بدأت وزارة الطاقة العمل على إصلاح الأضرار في خط أنابيب النفط واتخذت قوات الأمن الخطوات الضرورية لضمان سلامة الخط. نتوقع استئناف إمدادات النفط قريبا."
وانقطاع الإمداد الذي يعد واحدا من أطول فترات الانقطاع على مدى العامين الماضيين ضربة كبيرة لمنطقة كردستان التي تعتمد على عائدات صادرات النفط من خلال هذا الخط وتحاول جاهدة تجنب انهيار اقتصادي وسط الانخفاض الحاد في أسعار الخام.
كما يسلط الضوء أيضا على الارتباط بين المشكلات الاقتصادية في كردستان وتدهور الوضع الأمني في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية الذي انزلق لأسوأ موجة عنف منذ التسعينيات بعد انهيار هدنة استمرت عامين بين تركيا والمسلحين الأكراد في يوليو تموز الماضي.
وقال رئيس حكومة كردستان نيجيرفان برزاني للصحفيين يوم السبت إنه لا يستطيع التأكيد على أن حزب العمال الكردستاني هو المسؤول عن انقطاع الإمدادات.
ولدى سؤاله عمن يقف وراء أعمال التخريب نُقل عن برزاني قوله لوسائل الإعلام المحلية "هناك عمليات عسكرية في المنطقة ولا نستطيع تأكيد أن الخط تم تفجيره لكنه تعرض لأضرار بكل تأكيد."
وأضافت وزارة الطاقة التركية أن قوات الأمن فجرت عبوات ناسفة وضعت في عدة نقاط بطول خط الأنابيب. وقالت مصادر أمنية لرويترز إن العبوات زرعت في منطقة يني محلة في إيدل على الحدود مع العراق وسوريا وهي أحد النقاط الملتهبة في أعمال العنف الأخيرة.
وقالت المصادر الأمنية إن نحو 4000 من قوات الدرك وضباط القوات الخاصة من الشرطة شاركوا في عمليات لإزالة الحواجز والخنادق التي أقامها المسلحون في يني محلة. وأضافوا أن طائرات بدون طيار استخدمت لتحديد مواقع المسلحين الذين يتم استهدافهم بعد ذلك بالمدفعية والقناصة.
https://telegram.me/buratha