أظهر تقرير نشرته صحيفة "التلغراف" البريطانية، اليوم الجمعة، تنامي التهديدات الاقتصادية والسياسية التي من الممكن أن تُطيح باستمرار تلاحم وتماسك الاتحاد الأوروبي.
وبحسب التقرير، بدأ اليمين واليسار والمتطرف في بعض الدول الأوروبية يتصدر المشهد ويبعثر الأوراق، والأحزاب الوسطية التي اعتادت على السيطرة على مشهد الحكم بدأت تتلاشى في فرنسا، وتذبل في ألمانيا.
وقال التقرير إنه في بولندا، أثبت دونالد تاسك أن هناك ما يسمى بالشعبوية الوسطية من خلال تفكيكه العدواني للهياكل السياسية التي أنشأها أسلافه، في حين أن إسبانيا ما زالت تعيش صفقات هشة مع الانفصاليين الكتالونيين.
وأضاف، أن القوميات هي من تُغذي توجهات الشعوب في أغلب دول الاتحاد الأوروبي، وأن الديمقراطيات غير مكتملة بشكل يفرض تحديات أكبر على بروكسل لتوحيد الجهود وتغيير السلوك، بحيث يُصبح البرلمان الأوروبي والمحكمة الأوروبية سندًا لا خصمًا لبعض دول الاتحاد.
ولفت إلى أن الوضع الاقتصادي هو الآخر يسير نحو الأسوأ؛ بفعل الركود الذي يضرب ألمانيا واستمرار الحاجة لدعم أوكرانيا، بشكل أصبح يُثقل كاهل دول الاتحاد ويدفع بعضها مثل بلغاريا لمحاولة إعاقة تنفيذه.
وأكد التقرير على ضرورة أن تقف أوروبا صفًّا واحدًا لتجاوز التحديات والعقبات بغض النظر عن الصعوبات، ودون أي تراجع لإرضاء بعض الجهات في قضايا حساسة مثل ملفات الهجرة والتلوث والبيئة، مرجحا أن يكون الاتحاد الأوروبي قادرًا على تجاوز الأزمات الحالية من خلال إدارة سياساتها بشكل أفضل.
وأثنى التقرير، على قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المشغول بأزماته بدلا من مساعدة أعضائه، ووصفه بالقرار الصائب.
https://telegram.me/buratha