أنهت القمة العربية الاستثنائية في مدينة سرت الليبية عصر السبت فعاليات جلستها الأولى بحضور لفيف من القادة العرب.وتعقد القمة، التي تناقش تطوير منظومة العمل العربي المشترك وسياسة الجوار العربية واقامة رابطة الجوار الاقليمي، جلسة ثانية وأخيرة مساء السبت.وافتتحت الجلسة الأولى بكلمة للرئيس الليبي معمر القذافي قبل انتقال الكلمة إلى الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.واستعرض موسى جدول اعمال القمة، مشيرا الى ان البند الثالث من جدول الأعمال يتضمن موضوعين هما النزاع العربي الاسرائيلي وموضوع السودان.
وفي إطار إصلاح الجامعة العربية، اكد الرئيس المصري حسني مبارك امام القمة على تمسك مصر بمسمى الجامعة العربية وعلى التطوير المتدرج لعملها.و بذلك يكون مشروع الاتحاد العربي الذي هو أحد نقاط جدول أعمال القمة قد أعيد للتداول به مجددا دون أن يتم البت به ويمكن تأجيله إلى قمم قادمة.أما موضوع رابطة دول الجوار العربي فأكد الرئيس المصري على ضرورة وجود رؤية موحدة عربية للتعامل مع دول الجوار في إطار توافق عربي شامل مع مراعاة وضع كل دولة عربية في علاقاتها مع جوارها.
ومع انتقال الكلمة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تحولت الجلسة إلى جلسة مغلقة.ويحدد خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في القمة الملامح المستقبلية لمفاوضات السلام المباشرة مع إسرائيل في ظل استمرار النشاطات الاستيطانية.وكانت لجنة ُ المتابعة العربية قد ايدت القرارَ الفلسطيني تعليقَ مباحثات السلام مع إسرائيل، إلى أن يتم التمديد لتجميد بناء مستوطنات جديدة في الأراضي المحتلة.وقال الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إنه لم يكن بوسع اي زعيم عربي تأييد استمرار المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان.وبرغم هذا القرار، قال وزراء الخارجية العرب إنه لا تزال هناك فرصة ٌ أمام الولايات المتحدة والأطراف الأخرى للضغط على إسرائيل من أجل إنقاذ المفاوضات. وأضافوا أنهم سيُعيدون تقييمَ الموقف بعد شهر من الآن.
ودعت اللجنة في بيانها الولايات المتحدة الى "الاستمرار في جهودها لتهيئة الظروف المناسبة لاعادة العملية السلمية الى مسارها الصحيح وعلى راسها وقف الاستيطان".ودعت اللجنة الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية "على أن يتم التوصل الى اتفاق لتحقيق هذا الهدف في موعد لا يتجاوز عاما واحدا اعتبارا من شهر ايلول/ سبتمبر 2010 ورفض اي حلول جزئية او مرحلية في هذا الشأن".
وفي واشنطن قال بيان لوزارة الخارجية الامريكية إنه يثمن البيان الصادر عن الجامعة العربية لدعم الجهود الامريكية لخلق الاجواء المواتية للسماح لمفاوضات السلام المباشرة باحراز تقدم.وقال البيان إن الادارة الامريكية سوف تستمر في العمل مع جيمع الاطراف وشركائها الدوليية لدفع المفاوضات والتوصل لحل علي أساس إقامة دولتين.واعتبر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة ان بيان اللجنة يشكل "دعما كبيرا لموقف الرئيس عباس". واضاف "ستجتمع اللجنة خلال شهر لدراسة البدائل وهذا يعطي ايضا فرصة للادارة الأمريكية كي تجد خلال هذه الفترة حلا لقضية الاستيطان".
دعم موقف عباس
كما اعلنت اللجنة "دعم موقف الرئيس الفلسطيني الداعي الى الوقف الكامل لكافة النشاطات الاستيطانية بما يسمح باستئناف المفاوضات المباشرة".وفي خطاب القاه امام اللجنة شكك الرئيس عباس في جدوى بقاء السلطة الفلسطينية في حال فشل الجهود الرامية الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة حسبما افاد مسؤول شارك في الاجتماع.واكد مسؤولون فلسطينيون ان الرئيس عباس طرح خلال الاجتماع عدة بدائل لاقامة الدولة الفلسطينية اذا لم يتم التوصل الى اتفاق حولها خلال المفاوضات مع اسرائيل.وهذه البدائل هي "الحصول على اعتراف من الادارة الأمريكية بدولة فلسطينية في حدود العام 1967، أو اللجوء الى مجلس الأمن لنفس الهدف او الى الجمعية العامة للامم المتحدة لوضع الاراضي الفلسطينية تحت الوصاية الدولية".
وكانت القيادة الفلسطينية اعلنت في الثاني من ايلول/ سبتمبر الماضي رفضها استئناف المفاوضات قبل الوقف الكامل للنشاط الاستيطاني الاسرائيلي.ومهد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى لهذا الموقف الذي اعلنته لجنة المتابعة عندما اعلن الجمعة ان "الظروف سلبية ولا تساعد" على المضي في المفاوضات المباشرة مشيرا الى "بدائل كثيرة".كما حذر وزير الخارجية السورية وليد المعلم المتواجد في سرت من احتمال وجود صفقة بين اسرائيل والولايات المتحدة ترجمت في عقد المقاتلات الاميركية اف-35 لاسرائيل الذي اعلن عنه الخميس فيكون ثمن هذه الصفقة موافقة اسرائيل على تجميد محدود للاستيطان لمدة شهرين فقط.
في الوقت نفسه اتصلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مساء الخميس بالرئيس الفلسطيني وعادت لتتصل الجمعة برئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل نهيان الذي يتراس لجنة المتابعة العربية.وظهرت الخميس بعض الاشارات من الاسرائيليين حول ما يسعون للحصول عليه مقابل تمديد تجميد الاستيطان لفترة محددة وكشفت وعن وجود اتصالات أمريكية في هذا الشأن.فقد ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت الخميس ان نتانياهو يطالب بأن يلتزم الرئيس الأمريكي بالتعهدات الخطية لسلفه جورج بوش مقابل تمديد جديد لتجميد الاستيطان.
وكان بوش "عبر في تلك التعهدات عن تأييده لأن تضم اسرائيل الكتل الاستيطانية الكبرى في اطار اتفاق نهائي. لكن الادارة الأمريكية الحالية ترفض الاعتراف بهذه الرسالة بحسب الصحيفة.وفي الاطار نفسه اعلن السفير الاسرائيلي في واشنطن الخميس ان الولايات المتحدة عرضت بالفعل على اسرائيل ضمانات مقابل تمديد تجميد الاستيطانوقال ميخائيل أورين في حديث للواشنطن بوست إن "ادارة اوباما قدمت لإسرائيل عددا من الاقتراحات او الحوافز تتيح للحكومة الموافقة ربما على تمديد تجميد الاستيطان لشهرين او ثلاثة أشهر" دون ان يكشف عنها.
https://telegram.me/buratha