يستضيف الرئيس الامريكي جورج بوش رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في قمة وداع تعقد في البيت الابيض يوم الخميس يتحد فيها الحليفان للنهاية في موقفيهما من حرب العراق التي لا تلقى شعبية في بلديهما.وقضى بلير الليلة الماضية في البيت الابيض فيما قد تكون آخر زيارة له لواشنطن بصفته الرسمية قبل تنحيه عن السلطة في 27 يونيو حزيران القادم وهو ما يبرز الثمن الذي دفعه رئيس الوزراء البريطاني لتأييده الغزو الامريكي للعراق عام 2003 والاستمرار في ولائه للرئيس الامريكي مما دفع منتقديه في بريطانيا إلى وصفه "بذيل بوش."وعلى الرغم من ان حرب العراق أضرت بموقف الاثنين الا ان بلير هو من اضطر إلى ترك منصبه دون اكمال فترة رئاسته للحكومة تحت ضغط من داخل حزب العمال الذي يتزعمه للتنحي لاعطاء فسحة من الوقت للزعيم الجديد للاستعداد للانتخابات العامة القادمة التي تجري عام 2009 .واستقبل بلير وهو محبوب في الولايات المتحدة أكثر من داخل بلاده بأذرع مفتوحة مساء الاربعاء.
وقال بوش بترحاب شديد لضيفه وهو يرافق بلير إلى بهو البيت الابيض حيث وقفا معا لالتقاط الصور الفوتوغرافية قبل عشاء خاص "أنت شخص مشهور."وتلقى بلير الذي كان يقيم عادة في مقر السفير البريطاني بواشنطن أثناء زياراته للعاصمة الامريكية دعوة خاصة من البيت الابيض. وقضى بلير ليلته في نفس الغرفة التي نام فيها رئيس الوزراء البريطاني الاسبق ونستون تشرشل منذ عقود خلال زياراته للولايات المتحدة وقت الحرب العالمية الثانية وسيجري يوم الخميس محادثات مع بوش قبل ان يعقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا.
وكان بوش قد استضاف الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا في حفل عشاء رسمي في البيت الابيض منذ ما يزيد قليلا على أسبوع.ومن المتوقع ان يركز بلير في محادثاته مع بوش على قضاياه الصغرى منها تضييق الخلافات الامريكية الاوروبية بشأن ارتفاع درجة حرارة الارض قبل قمة مجموعة الثماني التي تعقد في المانيا أوائل يونيو حزيران ودفع محادثات التجارة العالمية قدما ومكافحة الفقر في افريقيا.لكن القضية الرئيسية ستظل حرب العراق التي بنيت عليها الصداقة بين بوش وبلير والتي يقول محللون انها ستحدد في الاغلب ما سيكتبه عنهما التاريخ.ومن المتوقع ان يظهر الاثنان في هذه القضية جبهة موحدة كما فعلا دوما خلال أكثر من اربع سنوات من الحرب حيث قدمت بريطانيا ثاني اكبر قوة مشاركة في الغزو بعد الولايات المتحدة.
ويأمل مسؤولو الادارة الامريكية ان يقدم بلير دعما معنويا للرئيس الجمهوري في مواجهة كونجرس يهيمن عليه ديمقراطيون معارضون يطالبون بوضع جدول زمني لسحب القوات الامريكية من العراق.كما يتطلع بوش للحصول على تأكيد بأن خليفة بلير وزير المالية جوردون براون لن يقلل من عزيمة بريطانيا في العراق.وأقر براون بان هناك اخطاء ارتكبت في العراق لكنه استبعد اي انسحاب فوري.وحين اعلن بلير يوم الخميس الماضي موعد تنحيه عن السلطة قال بوش انه سيفتقده لكنه مستعد للعمل مع براون وهو واثق من انه "يفهم عواقب الفشل" في العراق.لكن من غير المتوقع ان يشكل براون ثنائيا مع بوش بهذا التقارب الذي تحقق بين بوش وبلير.فرغم الاختلافات الظاهرة بين بوش وهو ثري جمهوري من تكساس له وجهات نظر يمينة قوية وبلير الذي يتزعم حزب يسار وسط وله جذور اشتراكية وقف بلير مع بوش في حرب العراق حين حرص معظم الزعماء الاوروبيين على ان ينأوا بأنفسهم عن الحرب او ينتقدوها علنا
https://telegram.me/buratha