قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو تصر على ضرورة التخلي عن ازدواجية المعايير من أجل المكافحة الفعالة لـ "داعش".
وأضاف لافروف الأحد 9 أغسطس/آب في حديث للقناة الروسية الأولى "بحثنا مع جون كيري المسائل المتعلقة بمبادرة الرئيس بوتين الخاصة بضرورة تشكيل جبهة موحدة لمحاربة "داعش".. وكما هو الوضع في جميع الحالات الأخرى، نقترح تقديم وجهات نظر واضحة إذا أردنا جميعنا عدم منح "داعش" فرصة لتحقيق فكرته الشريرة في إنشاء الخلافة".
RIA NOVOSTIوزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي جون كيري
لافروف: موسكو تدعو إلى تشكيل تحالف واسع ضد "داعس" وتشجيع العملية السياسية في سوريا
وتابع لافروف قائلا: "نهجنا يكمن بالتالي: تنظيم "الدولة الاسلامية" من ناحية إمكانياته والمساحة التي يسيطر عليها وخط الجبهة فهو كيان مفهوم تماما. يقوم بمواجهته الجيشان السوري والعراقي والأكراد في العراق وسوريا. والجزء من المعارضة السورية المسلحة الذي تمثل السوريين أنفسهم والذي يهتم بضمان مصالحه في البلاد ليس بحاجة لتنظيم "الدولة الاسلامية". وبما أن لدينا عدوا واحدا فيجب توحيد هذه القوى.. إلى هذه اللحظة، شركاءنا ما يزالون تحت تأثير مغريات اللعب في لعبة استخدام المسلحين لمصلحة الوصول إلى أهداف سياسية.
وأكد الوزير أن مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حازت على اهتمام الجميع، مشيرا إلى أنها "تقتضي تشكيل تحالف من الناس الذين يحاربون الآن على الأرض ويرفضون "داعش". وبدلا من أن يقوموا بتصفية الحسابات فيما بينهم، يجب عليهم أولا أن يتعاملوا مع التهديد المشترك، ومن ثمة يتفقوا حول كيفية العيش في بلدهم. والأكثر من ذلك، وكما قال الرئيس بوتين، فإننا على التوازي مع تشكيل هذا التحالف والمساعدة في ذلك مع جميع الأطراف الخارجية، إننا على استعداد لتحفيز العملية السياسية المطلوبة كيلا ينقلب الانتصار على الإرهاب إلى حرب أهلية، بل أن تسهم العملية في تعريف السوريين على الأسس التي سيعيشون وفقها في دولتهم. إنه نهج ثنائي المسار، يتجلى في تشكيل تحالف وتشجيع العملية السياسية التي ستدعم هذا التحالف، لأن الأخير يجب أن يضم جميع القوى السورية، ومنها القوى السياسية والفصائل المسلحة التي شكلها عسكريون وطنيون".
وحذر لافروف من نهج إزاحة الزعماء مستشهدا بالإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي "أطاحوا بصدام حسين وحصلوا على التهديد الإرهابي الذي لم يكن موجودا.. أطاحوا بالقذافي، وأولئك الذين ساعدوا في إطاحته بسلاح الغرب يشكلون تهديدا إرهابيا بسلاحهم هذا".
من جانب آخر قال الوزير الروسي إن دمشق مستعدة للمشاركة في الجهود الدولية لمكافحة "داعش"، مشيرا إلى أنه لا أدلة على تعاون الأسد مع التنظيم.
وفي هذا السياق قال نائب عميد كلية العلوم السياسية بجامعة موسكو أندريه مانويلو، في حديث لقناة RT، إن توحدي الجهود ضرورة لمواجهة خطر تنظيم الدولة الإسلامية، خاصة وأن القوى العراقية والسورية والأكراد ليس باستطاعتهم مواجهة هذا بمفردهم.
RIA NOVOSTIالرئيس الروسي فلاديمير بوتين
وأكد لافروف أن روسيا اقترحت على واشنطن وغيرها من الشركاء مكافحة "داعش" بإنشاء تحالف ودعم التسوية السياسية في سوريا في آن واحد.
وشدد لافروف على أن الولايات المتحدة يمكن أن تفجر الأوضاع في سوريا، في حال دافعت عن المعارضة السورية التي دربتها في إشارة إلى تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن سماحه باستخدام سلاح الجو لحماية جماعات المعارضة في سوريا في مواجهة كل من "داعش" والقوات الحكومية السورية.
Reutersمقاتلة أمريكية
وبشأن الكيميائي السوري أوضح لافروف أن هناك الكثير من الأنباء التي تخرج حول وجود أسلحة كيميائية في سوريا رغم تجريدها منها، مشددا على ضرورة تقديم الحقائق بهذا الشأن "يجب تجنب الادعاءات وتقديم الحقائق بشأن بقاء أسلحة كيميائية في سوريا".
https://telegram.me/buratha