أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن محاولات الغرب الحفاظ على هيمنته من خلال التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى حولت منطقة الشرق الأوسط إلى بؤرة للإرهاب.
وقال لافروف الاثنين 24 أغسطس/آب في كلمة أمام المنتدى الشبابي الروسي في مقاطعة فلاديمير: "منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحولتا إلى بؤرة للإرهاب والتطرف العنيف، وتجتاح أوروبا الآن بسبب السياسات الغربية موجات كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين"... "الإرهاب والمهاجرون غير الشرعيين نتجا لمحاولات الغرب في الحفاظ على هيمنته على الشؤون الدولية، من خلال التدخل في الشؤون الداخلية لدول ذات سيادة".
ولفت إلى أن الدول الغربية وخاصة حلف شمال الأطلسي برئاسة الولايات المتحدة قامت منذ عام 1999 "بسحق جميع المبادئ لمعاهدة هلسينكي حين قصف أعضاء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا جماعيا دولة عضوا في المنظمة (يوغوسلافيا)"، خرقا لجميع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وأكد سيرغي لافروف أن روسيا تدعو الغرب إلى عدم استخدام الإرهاب في تحقيق أهدافه لأن هذا غير أخلاقي، مذكرا بقصف العراق واحتلاله لاحقا ومن ثم ضرب ليبيا.
وتابع قائلا: "نفس الشيء يحاولون فعله لسوريا، ما أسفر عن إعلان "الدولة الإسلامية" الخلافة على الأراضي العراقية والسورية".
وقال إن تنظيم "الدولة الإسلامية" أعلن الآن أن هدفه لا يقتصر على سوريا والعراق، حتى إنه يطبع خرائط تشمل الخلافة على مساحات تبدأ من البرتغال حتى باكستان، ويهدد بالسيطرة على مكة والمدينة، وهذا يقنعنا بشيء واحد فقط وهو ضرورة مكافحة الإرهاب بدون معايير مزدوجة وبدون استخدام الإرهابيين لأهداف شخصية، فهذا، أولا غير أخلاقي وثانيا، لا يمكن التحكم فيه".
وذكر لافروف أن المقاتلين في المعارضة السورية المسلحة الذين تدربهم الولايات المتحدة يجندون من متطرفين موجودين في سجون الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط، قائلا: "توجد معلومات تفيد بأن زملاءنا الأمريكيين يمولون ما يسمى بالمعارضة المعتدلة وفي نفس الوقت يتبين أن الجزء الأكبر ممن يدربونهم في سوريا متطرفون كانوا في سجون الولايات المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط، أنهوا عقوبة سجنهم أو أفرج عنهم مقابل القتال في سوريا.
كما تطرق الوزير الروسي إلى العراق مؤكدا رفض روسيا القاطع لتقسيمه، وأن العراقيين بجميع أطيافهم يجب أن يحددوا مصيرهم بأنفسهم.
وأكد أن روسيا لن تتخذ أبدا موقفا صرح عنه منذ فترة دون أي خجل نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي قال بصراحة: "يجب تقسيم العراق إلى أجزاء سنية وشيعية ومنح الأكراد ما يريدونه". ووصف لافروف هذا الموقف بـ"غير المقبول".
كما أكد أن تدفق المهاجرين غير الشرعيين الى أوروبا لن يؤثر على روسيا، مؤكدا استعداد روسيا "للتعاون مع الزملاء الأوروبيين، وقد اقترحوا علينا أن يتخذ مجلس الأمن قرارا يؤمن نهجا متكاملا لمشكلة المهاجرين غير الشرعيين من إفريقيا إلى أوروبا، ونحن مستعدون للعمل المشترك".
https://telegram.me/buratha