عشية الزيارة المرتقبة للعاهل السعودي إلى الولايات المتحدة الجمعة 4 سبتمبر/أيلول كشفت مصادر أمريكية أن الرياض تضع مع واشنطن اللمسات الأخيرة لشراء فرقاطتين أمريكيتين.
ويتوقع التوصل لاتفاق بين الجانبين بحلول نهاية عام 2015، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وكشفت مصادر مطلعة أن الرياض في مرحلة متقدمة من مباحثات مع الحكومة الأمريكية لشراء فرقاطتين، مشيرة إلى أنه قد يتم التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية هذا العام.
ويشكل بيع الفرقاطتين وقيمتهما أكثر من مليار دولار حجر الزاوية في برنامج تحديث سفن أمريكية في أسطول البحرية الملكية السعودية في الخليج، يشمل زوارق حربية أصغر حجما.
ونقلت وكالة رويترز عن هذه المصادر التي لم تكشف عن هويتها قولها، إن برنامج التحديث الأكبر سيشمل التدريب والبنية الأساسية ومعدات حربية مضادة للغواصات.
يشار إلى أن المناقشات حول برنامج التوسع البحري السعودي الثاني تجري منذ سنوات إلا أن مصادر أمريكية أرجعت الاقتراب من التوصل لاتفاق إلى مخاوف سعودية بشأن إيران.
وقال أحد المصادر لا وجود لتوترات في العلاقات بين الحكومتين الأمريكية والسعودية تعرقل العلاقات الاقتصادية في حين لا يزال السعوديون مهتمين للغاية بشراء التكنولوجيا الأمريكية، كما يضع مسؤولون أمريكيون وسعوديون أيضا اللمسات الأخيرة على تفاصيل صفقة بقيمة 1.9 مليار دولار لشراء 10 طائرات هليكوبتر من طراز (ام.اتش.60آر) قد تستخدم في العمليات الحربية المضادة للغواصات ومهام أخرى.
وفي فبراير/شباط 2014 وقعت السعودية عقدا بقيمة 13 مليار دولار لشراء مركبات مدرعة خفيفة تقوم بتصنيعها الوحدة الكندية لشركة جنرال داينامكس، في واحدة من أكبر الصفقات مع شركات مقرها الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة.
كما تصنع شركة بوينغ 84 مقاتلة إف-15 للسعودية ضمن صفقة قيمتها 33.4 مليار دولار تشمل عشرات من طائرات الهليكوبتر التي تقوم بتصنيعها سيكورسكي.
ويقول مسؤولون بوزارة الخارجية الأمريكية، إنهم على تواصل دائم مع المسؤولين السعوديين منذ دخولهم في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية واتساع الحرب في اليمن.
ويأتي هذا الإعلان عشية اجتماع العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في واشنطن الجمعة 4 سبتمبر/أيلول لمناقشة الأوضاع في المنطقة وآخر مستجدات الملف اليمني، حسبما جاء في بيان الديوان الملكي السعودي.
وجاء في البيان أن العاهل السعودي سيبحث مع الرئيس الأمريكي وعدد من المسؤولين العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في كافة المجالات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
Reutersالعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس الأمريكي باراك أوباما
ويرى مراقبون أن تعزيز العلاقات الأمنية والاستراتيجية بين البلدين وتطورات الحرب في اليمن والوضع في سوريا في مقدمة المواضيع التي سيبحثها الزعيمان،
وثمة توقعات بأن تخرج القمة بالتزامات طويلة الأمد وترسيخ للتعاون الأمني والاقتصادي الوثيق بين البلدين.
اللافت أن توقيت الزيارة وهي الأولى للملك سلمان إلى واشنطن منذ تسلمه الحكم، يأتي قبل التصويت المتوقع للكونغرس على الاتفاق مع إيران في 17 سبتمبر/أيلول الجاري.
وتشارك دول الخليج العربية الرياض هواجسها من أن تكون إيران ما زالت قادرة على تطوير سلاح نووي بالرغم من اتفاق أبرمته مع دول مجموعة 5+1 الكبرى، معتبرة أن الاتفاق سيزيد من قوة إيران التي وجهوا لها أصابع الاتهام بالتدخل في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
لكن "الحليف الأكبر" واشنطن سارع لطمأنة أصدقائه بالمنطقة، حيث توجه وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، في إطار جولة إقليمية لتبديد مخاوف الحلفاء، وقالت مصادر سعودية إن الرياض سعت خلال زيارة وزير الدفاع الأمريكي إلى الحصول على ضمانات بخصوص اتخاذ الولايات المتحدة موقفا حازما ضد التدخل الإيراني في الشرق الأوسط.
وأشارت مصادر في ذلك الوقت، إلى أن السعودية لن تبق مكتوفة الأيدي، بل ستمضي في تعزيز دفاعاتها في حال تواصل التوتر بالمنطقة مع تزايد الخطر الإيراني.
https://telegram.me/buratha