انطلق حوالي الف لاجئ كانوا محاصرين في محطة للقطارات في العاصمة المجرية بودابست لعدة أيام في مسيرة قائلين إنهم ينوون التوجه الى الحدود النمساوية.
وكان اللاجئون قد قالوا إنهم مصممون على "التوجه الى فيينا مشيا على الأقدام" لأنهم منعوا من ركوب القطارات المتوجهة الى العاصمة النمساوية.
وقال مراسل بي بي سي ماثيو برايس الموجود على طريق سريع على مسافة 20 كيلومترا من بودابست إن عددا كبيرا من اللاجئين يسيرون على حافة الطريق متجهين الى فيينا وهي مسافة تتجاوز الـ 180 كيلومتر.
ويقول إن معظم الذين تحدث اليهم سوريين أو عراقيين.
وحمل عدد من المشاركين في المسيرة صورا للمستشارة الالمانية انغيلا ميركل.
وقال أحد السائرين لبي بي سي إنه سيواصل المسير الى الحدود النمساوية ومن ثم الى فيننا ثم المانيا.
وقال "لن نتوقف، هدفنا المانيا وأمنا ميركل."
وكانت الأمم المتحدة قد قالت إن على دول الاتحاد الأوروبي استضافة ما لا يقل عن 200 الف لاجئ، وذلك كجزء من "استراتيجية مشتركة" تأخذ مكان النهج التدريجي والمرتبك الذي يسلكه الاتحاد في الوقت الراهن للتعامل مع أزمة اللاجئين المستمرة.
وقال انتونيو غوتيريس رئيس مفوضية اللاجئين التابعة للمنظمة الدولية إن على الاتحاد الاوروبي تعبئة "كل موارده" لمواجهة الأزمة واصفا المرحلة الراهنة بأنها "حاسمة."
ويجتمع القادة الأوروبيون المنقسمون فيما بينهم حول كيفية تقاسم عبء اللاجئين اليوم الجمعة في محاولة جديدة لتدارك الأزمة.
وفي المجر، انتهت المواجهة بين مئات اللاجئين من جهة ورجال الشرطة من جهة ثانية.
فبعد أن رفض اللاجئون الذين يأملون بالانتقال الى النمسا النزول من قطار يحيط به رجال الشرطة في بلدة بيشكه التي تبعد بمسافة 40 كيلومترا عن العاصمة بودابست، هرب عدد كبير منهم من القطار عصر الجمعة وتوجهوا غربا سيرا على الأقدام.
وترغب السلطات المجرية في نقل اللاجئين الى معسكر للاجئين قريب من البلدة المذكورة، ولكن اللاجئين يخشون من أن تسجيل اسمائهم هناك سيقوض آمالهم في الحصول على اللجوء في المانيا أو غيرها من دول أوروبا الغربية.
كما أغلقت المجر معبرها الحدودي الرئيسي مع صربيا، وذلك بعد هروب نحو 300 لاجئ من معسكر يقع في بلدة روشكه مما حدا بالشرطة الى اطلاق حملة للبحث عنهم.
في غضون ذلك، دفن في بلدة عين العرب (كوباني) شمالي سوريا يوم الجمعة الطفل آلان كردي الذي مات غرقا مع شقيقه وأمه عندما انقلب الزورق الذي كانوا يستقلونه للانتقال من تركيا الى اليونان.
وكان أقارب آلان قد عبروا في وقت سابق الحدود من تركيا الى سوريا حاملين جنائز موتاهم.
وكانت صورة جثة آلان وهي ملقاة على شاطئ البحر، والتي لاقت رواجا كبيرا حول العالم، قد أثارت غضبا كبيرا حول استمرار مأساة اللاجئين.
وفيما تتواصل الأزمة وتتصاعد، يواجه الاتحاد الاوروبي ضغطا متزايدا لاعتماد سياسة موحدة وشاملة لمواجهة تدفق اللاجئين وهو الاكبر منذ الحرب العالمية الثانية.
فقد انتقد غوتيريس ما وصفه بنظام الهجرة "غير المتوازن والمعطوب" المعتمد من جانب الاتحاد الاوروبي، وقال إن النظام الحالي لا ينفع الا مهربي البشر.
وحث المسؤول الأممي الاتحاد الاوروبي على استضافة نحو 200 الف لاجئ ضمن "برنامج اعادة توطين شامل" تجبر كل الدول الاعضاء في الاتحاد على المشاركة فيه.
وقال في بيان إن على الدول الأوروبية تطوير ما وصفها "بمرافق استقبال كافية"، خصوصا في اليونان، وان تستعيض عن نهجها "التدريجي والمشرذم" بـ "استراتيجية موحدة."
وفي تطورات أخرى:
صدق النواب المجريون على تشديد اجراءات الرقابة على الحدود وفرض عقوبات على اللاجئين الذين يحاولون دخول البلاد في طريقهم الى مبتغاهم المانيا.
يزور وفد من المفوضية الأوروبية جزيرة كوس اليونانية للوقوف على الصعوبات التي يسببها وصول عدد كبير من اللاجئين والمهاجرين الى الجزيرة.
عقد زعماء بولندا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا والمجر قمة استثنائية في براغ الجمعة. وأصدر هؤلاء بيانا رفضوا فيه "أي مقترح يؤدي الى اجبار الدول الاوروبية على استضافة عدد محدد من اللاجئين تحت شعار التضامن الاوروبي."
يجتمع وزراء خارجية الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي اليوم في بروكسل لتدارس الأزمة.
وافقت الحكومة البريطانية، التي تعرضت لضغوط حول تعاملها مع الأزمة، على قبول "آلاف" اللاجئين السوريين.
يخشى أن يكون نحو 50 لاجئا قد ماتوا غرقا بعد انقلاب الزورق الذي كانوا يستقلونه قبالة الساحل الليبي، حسبما افادت منظمة الهجرة الدولية.
حذر رئيس الحكومة المجرية فيكتور اوربان من أن أزمة اللاجئين تعني "نهاية أوروبا." وقال أوربان "نتحدث اليوم عن عشرات الآلاف من اللاجئين، ولكن في العام المقبل سنتحدث عن الملايين."
كما صوت النواب المجريون الجمعة على خطة تتضمن تشييد معسكرات اضافية لاحتجاز اللاجئين، وعلى امكانية اعلان حالة الطوارئ في البلاد.
وكان رئيس الحكومة المجرية فيكتور اوربان قد وصف يوم الخميس أزمة اللاجئين بأنها "مشكلة ألمانيا"، لأن معظم اللاجئين انما يريدون التوجه الى المانيا.
ولكن وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن، الذي يترأس اجتماعات الاتحاد الاوروبي حول الأزمة، انتقد اوربان الذي ينتمي للتيار اليميني المحافظ في حديث ادلى به للتلفزيون الالماني قائلا "على المرء ان يشعر بالخجل احيانا من مواقف فيكتور اوربان."
https://telegram.me/buratha