قالت السلطات المغربية إنها قبضت على 11 شخصا على صلة بقضية مقتل بائع السمك، محسن فكري، مطحونا في شاحنة نفايات.
وقد أثار مقتل فكري موجة من الاحتجاجات في العديد من المدن المغربية، من بينها العاصمة الرباط.
وتناقلت وسائل الإعلام على نطاق واسع خبر مقتل بائع السمك المغربي الجمعة بين فكي آلة طحن النفايات، عندما حاول استرجاع سلعته، التي صادرتها الشرطة ورمتها في شاحنة النفايات.
كما تفاعلت معها مواقع التواصل الاجتماعي، وتحركت إثرها احتجاجات شعبية في المغرب لم يشهد لها مثل، منذ انتفاضة الربيع العربي عام 2011.
وحضر الآلاف جنازة فكري في مدينة الحسيمة الأحد، بعدما انتشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر جسده ميتا داخل شاحنة النفايات.
واحتلت تلك الصورة المؤلمة الصفحات الأولى في عدد من الصحف، إلى جانب صور الاحتجاجات في الحسيمة وبلدات صغيرة أخرى في منطقة الريف وكذلك في مدن كبرى، على غرار الدار البيضاء ومراكش والرباط.
وأظهرت مواقع التواصل الاجتماعي صورا لاحتجاجات نظمها تلاميذ المدارس في الحسيمة صباح الاثنين.
ونقلت وسائل الإعلام عن هيئة الطب الشرعي أن تشريح الجثة كشف عن "كسور في الأضلاع الخمسة الأولى من الجهتين اليمنى واليسرى"، وأن سبب الوفاة هو "نزيف نتج عن جرح في الصدر".
ولا تعرف لحد الآن ظروف مقتل بائع السمك، ولكن ناشطا حقوقيا قال الأحد إن السلطات أرغمته على إتلاف صناديق عديدة من سمك السيف، الذي يمنع صيده بالشبكة في المغرب، ورمى فكري بنفسه في الشاحنة بعدما ألقيت سلعته لطحنها مع النفايات، حسب المنظمة المغربية لحقوق الإنسان.
واتهم ناشطون رجال الأمن بأنهم أمروا سائق شاحنة النفايات بتحريك آلة الطحن، بعدما رمى فكري نفسه فيها، ولكن مديرية الأمن الوطني نفت هذه الاتهامات في بيان أصدرته الأحد.
وتعهد وزير الداخلية، محمد حصاد، بفتح تحقيق "يكشف ملابسات المأساة ويعاقب المسؤولين عنها".
وقال إن السلطات عثرت على كمية كبيرة من سمك السيف في سيارته في نقطة تفتيش، وتقرر "إتلاف السلعة غير القانونية".
وأضاف: "لا نقبل أن من المسؤولين أن يتصرفوا بتسرع أو غضب أو بطريقة لا تحترم حقوق الناس".
وحذرت منظمة حقوق الإنسان من "إمكانية عودة" احتجاجات 2011 في منطقة الريف، قبل أسبوع فقط من استضافة المغرب لمحادثات دولية تخص تغير المناخ.
وكان الملك محمد السادس أمر "بتحقيق شامل" في مقتل فكري، "ومحاكمة المسؤولين" عن ذلك.
https://telegram.me/buratha