كشفت العمليات العسكرية والمداهمات لمواقع القاعدة على الحدود السورية العراقية عن حقائق مذهلة حول البنية التنظيمية للقاعدة واستخدامها لنظم إدارية متقدمة في استقبال وتصنيف وتجهيز المتطوعين العرب القادمين للعراق، حيث يقوم العضو فور وصوله بملء استمارة عليها شعار ما يسمى بـ"دولة العراق الإسلامية" تتضمن قاعدة بيانات تفصيلية عنه وعن التبرعات التي يحملها والأمانات التي يتركها.
كما تتضمن تلك الاستمارات خانة يشرح فيها العضو المنتسب سبب دخوله للعراق، بحيث يتم تصنيفه إما ضمن الانتحاريين أو ضمن المقاتلين على ضوء خبراته القتالية، ومن الملاحظ أن تلك الاستمارات تشبه إلى حد بعيد السيرة الذاتية (.C.V) التي يقدمها الباحثون عن وظيفة لجهات العمل المختلفة بحثا عن وظيفة.وتناقش حلقة "صناعة الموت" التي تبث الجمعة 25-1-2008 على قناة "العربية" دراسة أعدها مركز بحثي أمريكي، استندت إلى تحليل مضمون أكثر من 600 استمارة، مما عثر عليها عند موقع للقاعدة قرب مدينة سنجار العراقية، وكانت تستخدمه لاستقبال الارهابيين العرب.وأظهرت الدراسة حقائق وأرقاما مثيرة حول الدول التي جاء منها هؤلاء المتطوعين وأعمارهم وغرضهم من الجهاد في العراق؛ حيث تبين على سبيل المثال أن أعلى أعداد للارهابيين جاءت من السعودية وليبيا.وكانت لافتا أن معظم القادمين من ليبيا (60%) جاءوا من مدينة صغيرة في شرق البلاد هي، درنة التي لا يزيد تعدادها على 80 ألف نسمة، كما أن الغالبية العظمى من الليبيين (85%) الذين دخلوا العراق كتبوا في الاستمارة أنهم يريدون أن يكونوا "استشهاديين" بينما تختلف النسبة تماما عند فئات أخرى مثل السعوديين والجزائريين، الذين أبدوا في استماراتهم أنهم يسعون لأن يكونوا مقاتلين..وأكدت الدراسة أن الغالبية العظمى من العرب الذين ذهبوا للعراق بغرض الالتحاق بصفوف القاعدة هم من الطلاب الذين لم يتخطوا أوائل العشرينيات من العمر أو ما دون ذلك.
https://telegram.me/buratha