واصل فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) انتشاره المتسارع في أميركا وبعض دول العالم الأخرى، خاصة إسبانيا التي عادت ملامح القلق لتخيم عليها من جديد، وسط تحذيرات من احتمالات أعلى لنقل الأطفال العدوى.
وقالت السلطات الصحية الأميركية إن إجمالي عدد الإصابات ارتفع حتى أمس الخميس إلى 4 ملايين و405 آلاف و932، في حين ارتفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 150 ألفا و283.
وتحتل الولايات المتحدة الصدارة العالمية من حيث التأثر بفيروس كورونا على صعيدي الوفيات والإصابات.
وفي البرازيل، التي تحل في المرتبة الثانية من حيث عدد الإصابات؛ أظهرت نتائج الفحص إصابة السيدة الأولى ميشيل بولسونارو، بعد 5 أيام من إعلان زوجها الرئيس جايير بولسونارو أنه تعافى من المرض.
وفي إسبانيا، عاود الفيروس الانتشار بأسرع وتيرة منذ أبريل/نيسان الماضي، مقوضا الرواية الرسمية بأن العدوى تحت السيطرة.
وسجلت إسبانيا 1229 حالة جديدة أمس، وهو أكبر عدد منذ 30 أبريل/نيسان، ليصل العدد الإجمالي للحالات إلى 285 ألفا و430، وفقا لبيانات وزارة الصحة.
ورغم ذلك، تم تسجيل 10 حالات وفاة فقط بسبب الفيروس الأسبوع الماضي، وهو مستوى بعيد كل البعد عن وفاة المئات يوميا خلال أسوأ فترة في الجائحة.
وقالت وزارة الصحة إن أكثر من 60% ممن أجروا فحوصا لا يعانون من أعراض، وهي علامة على أن عملية الكشف عن الإصابات ترصد العدوى في مراحلها الأولى.
ونصحت دول أوروبية أخرى -من بينها فرنسا- بعدم السفر إلى مناطق إسبانية معينة مثل كتالونيا.
وفي بريطانيا، قال وزير الصحة مات هانكوك إنه قلق من حدوث موجة تفش ثانية في أوروبا، وإن الحكومة لن تتردد في التحرك لإعادة فرض إجراءات الحجر الصحي إذا اقتضت الضرورة، لتبقى البلاد آمنة.
وفي أفريقيا، قال رئيس زيمبابوي إمرسون منانغاغوا الخميس إن وزير الزراعة بيرانس شيري توفي الأربعاء بالفيروس، ليصبح أول ضحايا الوباء بين كبار مسؤولي الحكومة.
وشيري هو جنرال متقاعد ساعد في التخطيط لانقلاب أطاح بالرئيس الراحل روبرت موغابي في 2017. وسجلت زيمبابوي 2879 إصابة مؤكدة و40 وفاة.
الأطفال والشباب
وفي آخر البحوث المتعلقة بالموضوع، أظهرت دراسة نشرت أمس وجود كميات كبيرة من الفيروس في الجهاز التنفسي العلوي لدى الأطفال دون سن الخامسة، مما أثار تساؤلات جديدة بشأن نقلهم العدوى.
وتشير البيانات إلى أن الأطفال ينقلون العدوى بنسب ضئيلة، ولم تجد التقارير المبكرة أدلة قوية على كون الأطفال مساهمين رئيسيين في نشر الفيروس.
وقال الباحثون، الذين نشروا الدراسة في دورية "جاما" لطب الأطفال (JAMA Pediatrics)، إن فهم احتمال نقل الأطفال العدوى سيكون أساسيا في عملية تطوير إرشادات الصحة العامة.
وتشير تحاليل الدراسة إلى أن الأطفال الصغار كانت لديهم كميات من الفيروس في الجهاز التنفسي العلوي تزيد على البالغين بما يتراوح بين 10 و100 مثل.
من جانبه، حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الشباب من أنهم ليسوا بمنأى عن خطر الفيروس، في حين أنهم يتعاملون في بعض البلدان باستخفاف حياله، مما يؤدي إلى زيادة معدلات انتقال الفيروس.
وقال غيبريسوس -خلال مؤتمر صحفي- "قلنا ذلك ونقوله مرة أخرى: الشباب يمكن أن يصابوا، والشباب يمكن أن يموتوا، والشباب يمكن أن ينقلوا الفيروس".
ولوحظت عودة ظهور الفيروس في بلدان أوروبية، حيث يذهب الشباب أثناء الإجازة إلى الحانات وينظمون حفلات على الشواطئ.
وقالت السلطات الصحية في كندا الأسبوع الماضي إن من هم تحت سن 39 عاما يشكلون أغلبية واضحة بين حالات الإصابة الجديدة في البلاد.
https://telegram.me/buratha