في ٢٠٢١/١/١٥ استقالت اليوم ، وبعد اجتماعها ، حكومة السيد مارك روتي ، و تمثّل الاستقالة نهاية لعهد رئيس الوزراء ، والذي استمر في منصبه منذ ٢٠١٠ . وسبب الاستقالة هو " فضيحة إعانات الأطفال" ، حيث ارتكبت الحكومة خطأ في اتهامها لعوائل أطفال ، بالاحتيال و التزوير من اجل الانتفاع غير المشروع بأعانات الأطفال ، ولاكثر من خمسة سنوات ، ويُقّدر عدد العوائل بعشرين الف عائلة . وقامت الحكومة بتغريم العوائل واسترداد المبالغ ، ولكن ، بعد التحقيق والمراجعات القضائية و الادارية تبيّن عدم صحة الاتهامات المنسوبة لأولياء أمور الأطفال وعدم قانونية تغريمهم مبالغ مالية تُقدّر ب ٤٠ الف يورو لكل عائلة . عن ماذا يدّلُ قرار استقالة الحكومة ؟ للقرار بُعدْ انساني و ديمقراطي و سياسي ؟ القرار يجسّدُ ما نقوله ،نحنُ العرب ، " الاعتراف بالخطأ فضيلة . الوزرارة والمؤسسات الاجتماعية المعنية بالأمر هي المسؤول المباشر عن الخطأ و نتائجه ، وكانَ بالإمكان ان تكتفي الحكومة باستقالة الوزير المختص وبعض كبار الموظفين ، ولكن جسامة الخطأ باتهام العوائل بالاحتيال ، وحجم الضرر المادي والمعنوي الذي اصابهم ، ساهما بجعل رئيس الوزراء يعتقد بعدم كفاية استقالة الوزير المختص لجبر خواطر الشعب ولإصلاح ما اصاب العوائل من ضرر مادي ومعنوي ، فقررَ استقالة الحكومة ، والذهاب الى انتخابات مُبّكرة في شهر آذار القادم . للقرار ، وبدون شك ، بعد ديمقراطي ، لانه يعّبر عن احترام إرادة الشعب ويمثّلُ اعتذراً للعوائل وللشعب الذي منحهم الثقة في ممارسة السلطة ، وقرار الاستقالة هو بمثابة مساءلة طوعية للحكومة و من قِبَلْ الحكومة ذاتها ،وقبل مساءلة البرلمان ،او قبل ان يطالب الشعب باستقالة الحكومة. للقرار ايضاً بُعُداً سياسياً . فما هو البعد السياسي ؟ يحظى السيد مارك روتي ، وهو رئيس حزب الشعب للحرية وللديمقراطية ومنذ عام ٢٠٠٦ ، بمقبولية من الأحزاب السياسية الاخرى ، وكذلك من الشعب ، و لايزال و حزبه يتمتعان بقدر واسع من ثقة الشعب ، وله فرصة كبيرة في الفوز في الانتخابات القادمة في شهر مارس القادم . أستقالته هي خطوة سياسية موفقّة لكسب احترام وتقدير الشعب ،لاسيما تعهده بتعويض العوائل المتضررة مادياً و اعادة كافة الأموال التي استردتها الدوائر المعنية من العوائل . استقالة حكومته ستتيح له ولحزبه فرصة التفرغ للعمل من اجل الفوز بالانتخابات القادمة . ما قدّمه السيد مارك روتي مثال لسياسي قادر على تحويل الانتكاسة او الفضيحة الى فرصة لتعزيز رصيده الشعبي و الانتخابي ، و شهادة على ممارسته ديمقراطية للسلطة .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha