ودعت المنظمة واشنطن إلى وقف ترحيل المعتقلين إلى الأردن، كما دعت عمّان إلى فتح تحقيق فوري في تهم التعذيب، والتي قال أحد السجناء إنها تشمل الضرب واستخدام الكهرباء والتهديد باللواط أو باستخدام الحيوانات مثل الكلاب والثعابين.
بالمقابل، ردت الحكومة الأردنية مساء الثلاثاء على التقرير، واصفة إياه بأنه: "مغلوط وعار عن الصحة،" ووضعت الإفادات المنسوبة للمعتقلين في إطار الضغط على الأردن لضرب جهوده بمكافحة الإرهاب.
وحمل التقرير عنوان: "شقاءٌ مزدوج: عمليات الترحيل الاستثنائي إلى الأردن من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وقال المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها أنه "يوثق كيف عملت دائرة المخابرات العامة الأردنية كسجّان ومحقق بالوكالة للاستخبارات المركزية الأميركية منذ 2001 وحتى 2004 على الأقل."
وتعتقد هيومن رايتس ووتش أن السجناء المُرحلين استثنائياً إلى الأردن يشملون خمسة يمنيين على الأقل، وثلاثة جزائريين واثنين من السعودية وموريتاني وسوري وتونسي وشيشاني أو أكثر من روسيا. كما قد يشمل هؤلاء الأشخاص ليبي وعراقي كردي وكويتي ومصري أو أكثر وإماراتي.
ومن هؤلاء السجناء خمسة رجال محتجزون حالياً في خليج غوانتانامو في كوبا، وهم رمزي بن الشيبه، وحسن بن حتش، وعلي الحاج الشرقاوي وجمال مرعي ومحمد ولد صلاحي، وكذلك ثمة رجل يُعتقد أنه محتجز حالياً في السعودية، وهو إبراهيم "أبو معاد" الجداوي. كما ويُعتقد أن من يُدعى ابن الشيخ الليبي المحتجز حالياً في ليبيا، تعرض للاحتجاز لبعض الوقت في الأردن.
وأبدت المنظمة اعتقادها بأن الأردن تسلم العدد الأكبر من المعتقلين عبر CIA في العالم، وقالت جوان مارينر، مديرة برنامج الإرهاب ومكافحة الإرهاب في هيومن رايتس ووتش: "تزعم إدارة بوش أنها لم تنقل أي أشخاص إلى الاحتجاز لدى دول أجنبية من أجل إخضاعهم للاستجواب في ظروف تنطوي على الإساءة، لكننا قمنا بتوثيق أكثر من 12 حالة تم فيها إرسال أشخاص إلى الأردن لتعذيبهم".
وبناء على معلومات مباشرة، في أغلبها، وردت من محتجزين أردنيين سابقين كانوا محتجزين مع مشتبهين إرهابيين غير أردنيين، يصف التقرير ثماني حالات للترحيل الاستثنائي لم تكن معروفة من قبل. وتشمل الحالات الجديدة إبراهيم "أبو معاذ" الجداوي، الذي تم الاستناد إلى أقواله كدليل في مراجعة إجراءات العمل في خليج غوانتانامو من قبل الحكومة الأميركية، وخير الدين الجزائري، الذي تم ذكر أنشطته المزعومة في قضية شهيرة تم فيها مقاضاة إرهابيين في فرنسا.
كما يقتبس التقرير من مذكرة مكتوبة بخط اليد وردت من أحد السجناء المُرحلين، وهو علي الحاج الشرقاوي، وقام بكتابتها أثناء احتجازه في الأردن أواخر عام 2002. وجاء في المذكرة التي أمهرها الشرقاوي ببصمة إصبعه، أن محققي دائرة المخابرات العامة قاموا بضربه "بطريقة تتجاوز كل الحدود".
وجاء في المذكرة أيضاً: "هددوني بالكهرباء والثعابين والكلاب... [وقالوا] سنجعلك ترى الموت... وهددوني باللواط".
ولفتت المنظمة إلى أن أحد مسؤولي دائرة المخابرات العامة الأردنية نفى في حديث معها وجود سجناء مُرحلين من الولايات المتحدة، غير أنها أصرت على صحة ما جاء في التقرير بسبب ما قالت إنه "ثقل مصداقية الأدلة."
بالمقابل، رد وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال، ناصر جودة، إن التقرير، "مغلوط وعار عن الصحة ويستند إلى ادعاءات فردية واستنتاجات مبنية على أسس غير موضوعية وخلاصات غير سليمة."
وذكر جودة أن الأردن "طرف في الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب وان التشريعات الأردنية تجرم التعذيب،" وان جميع مراكز الإصلاح (السجون) معلن عنها وتخضع لقانون مراكز الإصلاح ويتم زيارتها بشكل منتظم من قبل الصليب الأحمر الدولي والمنظمات الدولية وخاصة منظمات حقوق الإنسان ، ولا توجد أي سجون سرية.
ورأى جودة أن الأردن يتعرض لحملة تشويه مقصودة من قبل أعضاء التنظيمات الإرهابية التي يتم تدريب عناصرها وتوجيههم للإدلاء بمعلومات مفبركة تصل لمنظمات حقوق الإنسان "بهدف تشتيت الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب،" وفقاً لوكالة الأنباء الأردنية (بترا.)
وقالت وكالة أسوشيتد برس، إن الناطق باسم CIA، بول غيميغليانو، رفض التعليق على التقرير، غير أنه اعتبر بأن نظام نقل السجون كان "أداة مجدية ونافعة" وإن كان قد أنكر بشكل كامل إرسال السجناء إلى دول أخرى بنيّة تعذيبهم.
https://telegram.me/buratha