الصفحة الدولية

بوتين والقذافي: حصاد كبير في خيمة بدوية

2452 15:06:00 2008-04-19

لأول مرة في حياته اجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات مع زعيم دولة آخر في خيمة بدوية. ولم يكن أمام الرئيس بوتين أي خيار آخر لأن كل لقاءات القمة التي يجريها العقيد القذافي تقريبا تعقد في هذه الخيمة الواقعة في مقر العزيزية قرب طرابلس. وخلافا لشيوخ وأمراء دول الخليج الذين يعتبرون القصور جزءا لا يتجزأ من عاداتهم في أثناء استقبال رؤساء الدول والحكومات، يكره البدوي القذافي حياة البذخ والترف.

وكان هذا المكان تعرض لقصف أميركي في عام 1986 أودى بحياة ابنة القذافي بالتبني. وتركت السلطات الليبية آثار القصف على هذا المبنى لكي تكون شاهدا على ما جرى في ذلك الوقت. ونصبت الخيمة الشهيرة قرب ذلك المكان لتستضيف لقاءات القمة التي يعقدها القذافي مع ضيوفه. ولا تعد هذه الخيمة مقرا دائما للقذافي بل مكانا لاستراحته فقط. وقد تكللت زيارة الرئيس الروسي لليبيا بالنجاح على الرغم من أن بوتين والقذافي انتظراها لمدة 8 سنوات. وكان الرئيس الروسي والزعيم الليبي تبادلا الدعوات في عام 2000 إلا أنهما لم يتبادلا الزيارات. وحالت العقوبات الاقتصادية التي فرضت على ليبيا دون إقامة تعاون اقتصادي بناء بين الجانبين الروسي والليبي. وأعلن القذافي لدى افتتاح لقائه مع بوتين في طرابلس أن زيارة الرئيس الروسي "جاءت في الوقت المناسب". وبدوره قال بوتين: "بالطبع لقد كنا نستعد لهذه الزيارة منذ فترة طويلة". وأضاف: "وأنتم كذلك لم تزوروا روسيا منذ زمن بعيد". ويمكن القول إن النتيجة الأولى للزيارة تتمثل في تسوية مسألة الديون الروسية المستحقة على ليبيا. و اعترفت طرابلس بمبلغ 6ر4 مليارات دولار الذي حددته موسكو. وردا على هذا الاعتراف شطبت روسيا هذه الديون مقابل توقيع عقود مربحة للشركات الروسية مع الجانب الليبي، ومن بينها عقد بقيمة مليارين و200 مليون يورو وقعته شركة سكك الحديد الروسية لبناء خط جديد في ليبيا بين سرت وبنغازي بطول 500 كلم. وصرح نائب رئيس الحكومة، وزير المالية الروسي الكسي كودرين بأن هذا العقد يضمن نحو 70 بالمئة من المشتريات الليبية من المعدات والتقنيات والمنتجات المعدنية من روسيا. وأكد أن مسألة الديون كانت تعيق تطوير التعاون بين البلدين، مشيرا إلى إمكانية تعزيز جو الثقة بين روسيا وليبيا بعد إلغاء تلك الديون. كما وقعت مذكرة للتعاون بين شركتي "غازبروم" الروسية وشركة النفط والغاز الوطنية الليبية. وبشكل عام وقعت روسيا وليبيا في إطار زيارة الرئيس بوتين لطرابلس 10 وثائق ثنائية في مجال التعاون الاقتصادي والعسكري. وعلى الرغم من أن الجانبين لم يكشفا عن تفاصيل الاتفاقيات التي وقعاها لأسباب مفهومة إلا أن الخبراء يشيرون الى عقود بقيمة تتراوح بين 2 و4 مليارات دولار. ويبدي الليبيون اهتماما كبيرا بأحدث نماذج الأسلحة والتقنيات التي صممتها مؤسسات التصنيع العسكري الروسية بما فيها تلك التي لم تجهز للقوات المسلحة الروسية بعد كمروحية "كا-52" (التمساح) ومقاتلة "سو-35". وذكر مصدر في مؤسسة "روس ابورون اكسبورت" في وقت سابق أن الجانب الليبي يرغب في شراء أنظمة صواريخ "س-300" و"تور-م 1" المضادة للجو وغواصتين وقطع غيار للتقنيات العسكرية التي صدرها الاتحاد السوفيتي السابق لليبيا في ثمانينات القرن العشرين. أما النتيجة الأخرى المهمة لزيارة الرئيس بوتين فتتمثل في توقيع إعلان سياسي حول تعزيز الصداقة وتطوير التعاون مما يعني على ارض الواقع أن موسكو اعترفت بأن طرابلس تلعب دورا جديدا على الساحة الدولية كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي. ويعد ذلك اختراقا كبيرا خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن ليبيا كانت قبل 5 سنوات تواجه المجتمع الدولي وتعاني عقوبات منعت تطور الاقتصاد الليبي بشكل طبيعي. كما أكد الطرفان في إعلان عزمهما على التعاون في قضايا الأمن القومي والدفاع، وبالتحديد عن طريق تنشيط المشاورات بين المؤسسات المعنية في البلدين، وتمتين العلاقات العسكرية والعسكرية التقنية". كما ستتعاون روسيا وليبيا "في مجال الرقابة على الأسلحة، ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، وفي نزع السلاح النووي، ودعم الجهود التي ترمي إلى تحويل الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، وكذلك بشأن تقليص النشاط العسكري في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وتحويلها إلى منطقة سلام واستقرار وتعاون". وسيوجه جزء آخر من الديون التي اتفق الجانبان على شطبها لتمويل شراء ليبيا لأسلحة روسية وتحديث دبابات ليبية من طراز "ت-72" ووسائل خفر السواحل بقيمة 500 مليون دولار بموجب اتفاقيات يُنتظر أن يتم توقيعها في أبريل أو مايو، فيما تتواصل المباحثات بشأن شراء ليبيا لعدد من مقاتلات "سو-35" التي تستعد روسيا لبدء الإنتاج الصناعي لها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك