علمت الاستخبارات الأمريكية قبل أشهر بأن الصين تبني سرا موقعا عسكريا في ميناء إماراتي قرب أبوظبي، بحسب ما نقلته صحيفة أمريكية عن مصادر مطلعة.
وقالت المصادر لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن لقطات فضائية سرية تم تصويرها بواسطة قمر صناعي في الربيع الماضي، دفعت المسؤولين الأمريكيين إلى استنتاج أن الصين تبني في ميناء خليفة في أبو ظبي موقعا عسكريا، لكن أعمال البناء توقفت بعد ضغوط من إدارة الرئيس جو بايدن، شملت لقاء مع ولي عهد الإمارة الشيخ محمد بن زايد.
ورجحت المصادر للصحيفة أن حكومة الإمارات لم تكن على دراية بشأن الطابع العسكري لأنشطة الصين في الميناء.
وقال مسؤولون للصحيفة إن الرئيس بايدن أعرب شخصيا مرتين لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد عن قلقه إزاء تواجد الصين المتزايد في الإمارات، في مايو/أيار ثم في أغسطس/آب، وكان رد ولي عهد أبوظبي على ذلك أنه "سمع بوضوح" هذا التحذير.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن واشنطن حذرت أبو ظبي من أن وجود الصين العسكري على أراضي الإمارات يهدد علاقاتهما، مضيفة أن الضغوط الأمريكية أسفرت عن زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي ومبعوث الرئيس جو بايدن للشرق الأوسط إلى موقع البناء.
في المقابل، صرح ممثل عن سفارة الإمارات في واشنطن للصحيفة أن بلاده لم تجر محادثات ولم يكن لديها أي خطة أو نية لاستضافة أي قاعدة أو موقع عسكري صيني على أراضيها، مؤكدا أن أبو ظبي لا علم لها بهذا الأمر.
وحسب تقرير الصحيفة، تم إلغاء أعمال بناء الموقع الصيني المزعوم بعد سلسلة زيارات ولقاءات مع مسؤولين أمريكيين.
وتأخر تسليم الولايات المتحدة لصفقة مقاتلات من طراز "إف 35" كان متفقا عليها بين واشنطن وأبو ظبي في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وهو ما أرجعته تقارير إلى علاقة الإمارات بالصين.
وحول ما إذا كانت واشنطن تتخوف من علاقة الإمارات بالصين واستخدامها لتقنيات شركة "هواوي" للاتصالات، وإمكانية أن تشكل خطرا على أمن المقاتلات المتصلة عبر شبكات اتصال، قالت ميرا ريسنيك، نائبة مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الأمن الإقليمي إن إدارة بايدن قلقة من استخدام شبكات اتصال الجيل الخامس "5 جي" الصينية في أي مكان في العالم.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، نشرت في مايو/أيار الماضي ردا من السفير الإماراتي في أمريكا يوسف العتيبة على قلق أمريكا من تنامي العلاقات العسكرية الإماراتية الصينية وصولا إلى ما قيل إنها مؤشرات على احتمال إقامة بكين قاعدة عسكرية في أبوظبي.
وقال العتيبة، إن "دولة الإمارات العربية المتحدة لديها سجل حافل ومتسق في حماية التكنولوجيا العسكرية الأمريكية، سواء في التحالفات التي خدمنا فيها جنبا إلى جنب مع الجيش الأمريكي، أو داخل الإمارات، حيث تم نشر مجموعة واسعة من الأصول العسكرية الأمريكية الحساسة لسنوات عديدة".
https://telegram.me/buratha