دعت ألمانيا، اليوم السبت، رعاياها المتواجدين في أوكرانيا إلى مغادرة البلد على وجه السرعة إذا لم يكن تواجدهم هناك ضروريا، على خلفية تصعيد التوترات بين روسيا والغرب.
ودعت الخارجية الألمانية في بيان، مواطني البلاد المتواجدين في أوكرانيا إلى تقييم ما إذا كان تواجدهم هناك ضروريا، والمغادرة سريعا إن لم يكن كذلك.
وكانت وزارة الخارجية الكويتية، قد دعت في وقت سابق من اليوم السبت، المواطنين المتواجدين في أوكرانيا إلى مغادرة البلاد حفاظا على سلامتهم.
ودعت الوزارة الكويتية في بيان لها، المواطنين الراغبين في السفر إلى أوكرانيا إلى تأجيل سفرهم في الوقت الراهن.
من جهتها، دعت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين المواطنين في الأردن، الأردنيين المتواجدين في أوكرانيا إلى تسجيل بيانات للتواصل معهم.
كما أهابت سفارة الإمارات في كييف بمواطني الدولة تأجيل السفر حاليا إلى أوكرانيا.
ودعت السفارة، في حسابها على تويتر، جميع مواطني الدولة المتواجدين هناك بالتواصل معها عبر خط الطوارئ.
الغزو في أي لحظة
وعلى وقع فصول الأزمة، توقع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن غزو روسيا لأوكرانيا في أي وقت بما في ذلك خلال أولمبياد بكين القائمة حاليا بالصين.
تصريحات بلينكن جاءت في مؤتمر صحفي في ملبورن، عقب اجتماع لمجموعة الحوار الأمني الرباعي التي تضم الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان، أمس الجمعة.
وقال بلينكن إن "قوات روسية جديدة تواصل التدفق على الحدود الأوكرانية وإن غزو أوكرانيا قد يبدأ في أي وقت بما في ذلك خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تجري حاليا في بكين".
وفي هذا الصدد، طالب وزير الخارجية الأمريكي في الوقت نفسه بضرورة بذل جهود إضافية للحد من الأزمة في أوكرانيا، مضيفا أن الولايات المتحدة لا تزال ترصد مؤشرات "مقلقة جدا" لتصعيد روسي في أوكرانيا.
والجمعة، قال الكرملين إن المناقشات التي جمعت روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا في برلين الخميس سعيا لإيجاد حل للأزمة الأوكرانية، لم تفض إلى "أي نتيجة".
وتنفي موسكو التي ضمت شبه جزيرة القرم في عام 2014 تحضيرها لغزو أوكرانيا لكنها تشترط خفض التصعيد بمتطلبات أبرزها ضمان عدم قبول عضوية كييف في حلف شمال الأطلسي، وهو طلب رفضه الغربيون.
وبالتوازي، أعلنت روسيا مناورات عسكرية جديدة على الحدود الأوكرانية، وقالت وزارة الدفاع الروسية إن 400 جندي سيشاركون الجمعة في "تدريب تكتيكي" في منطقة روستوف بالجنوب على الحدود مع أوكرانيا.
وكان عشرات آلاف الجنود الروس بدأوا الخميس تدريبات واسعة النطاق في بيلاروسيا المجاورة لأوكرانيا من المتوقع أن تستمر حتى 20 فبراير/شباط.
مناقشات صعبة
وفيما يخيّم شبح الحرب على أوروبا، يواصل قادة القارة العجوز جهودهم الدبلوماسية، وعلى خطى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، سيلتقي المستشار الألماني أولاف شولتس الرئيس فولوديمير زيلينسكي في كييف الإثنين ثم فلاديمير بوتين الثلاثاء في موسكو.
لكن المحادثات التي جرت الخميس في برلين في إطار آلية النورماندي وجمعت روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا، أظهرت الهوّة التي تفصل بين موسكو من جهة والغرب وأوكرانيا من جهة أخرى.
وأفادت مصادر قريبة من المفاوضين الفرنسيين والألمان بأن المناقشات التي استمرت نحو عشر ساعات تقريبا كانت "صعبة".
وتصرّ موسكو على أن تتفاوض كييف بشكل مباشر مع الانفصاليين المدعومين من روسيا الذين يقاتلون الجيش الأوكراني منذ عام 2014 في شرق البلاد، في صراع أودى حتى الآن بأكثر من 14 ألف شخص.
وترفض أوكرانيا ذلك بشكل قاطع قائلة إن موسكو هي المحاور الوحيد الذي لديه صلة وثيقة بالانفصاليين.
ورغم ذلك، أكدت كييف، أمس الجمعة أن "الجميع مصممون على تحقيق نتيجة" وأن المحادثات ستستمر.
من ناحية أخرى، حذّرت الولايات المتحدة روسيا من أنها ستواجه عقوبات اقتصادية قاسية في حال حدوث عدوان عسكري.
لكن موسكو التي تقدم نفسها على أنها ضحية لسياسة عدوانية ينتهجها حلف شمال الأطلسي، تجاهلت هذه التهديدات حتى الآن.
وكانت واشنطن ودول أوروبية أعلنت إرسال آلاف الجنود إلى أوروبا الشرقية، وقدمت واشنطن مساعدات عسكرية لأوكرانيا، كما هددت الولايات المتحدة وحلفاؤها بفرض عقوبات جديدة على موسكو إذا قام الجيش الروسي بتحرك عسكري نحو كييف.
وتنفي روسيا التخطيط لغزو أوكرانيا، لكنها تقول إنها تريد فرض "خطوط حمراء" لضمان عدم انضمام جارتها السوفيتية السابقة إلى حلف شمال الأطلسي، وألا ينشر الحلف صواريخ أو ينشئ قواعد هناك.
https://telegram.me/buratha