الصفحة الدولية

الأزهر يصدر توضحيا بعد مقتل الارهابي الظواهري ويكشف عن مفاجأة


قال مرصد الأزهر في مصر أنه تابع ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي من أخبار تصدر أن أيمن الظواهري عمه أو جده كان شيخا للأزهر، وهو أمر قد يستغله البعض للمز الأزهر الشريف من طرف خفي.

وأوضح الأزهر أن: "هذا ما دفعنا إلى عقد تلك المقارنة التي يُظلم فيها الشيخ الظواهري حين يوضع في جملة واحدة مع هذا الإرهابي الدموي، فهذا إدعاء غير حقيقي ولا يمت للواقع بصلة".

وتابع المرصد: "أيمن الظواهري اسمه: أيمن محمد ربيع مصطفى عبدالكريم الظواهري، ولد عام 1951م، في حين أن الإمام الأكبر اسمه كاملًا هو: محمد الأحمدي إبراهيم الظواهري مولود عام 1878م، وعلى ذلك يظهر أن الشيخ الظواهري ليس عمّه قطعا، ويظهر من الاسم أنه أيضا ليس ضمن أجداده؛ إذ لو كان جده لوجد اسمه ضمن أحد أجداد أيمن الظواهري، بل إن الشيخ الظواهري مات قبل ولادة أيمن الظواهري بأكثر من خمس سنوات، إذ توفي الشيخ الأحمدي عام 1944م، أي ليس هناك اتصال زماني ولا مكاني به من قريب أو بعيد، فقط مسمى العائلة، وهذا لا يسيء للإمام الظواهري فكم من عائلة صالحة خرج منها فرع عاق أساء إلى عراقتها وجعل اسمها وصمة في جبين التاريخ".

وتابع المرصد: "إن وجود أبي لهب لا يسيء إلى بني هاشم وهم آل بيت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حتى وإن نشأ في نفس البيئة التي تربى فيها أبو طالب وحمزة والعباس، غير أن عبد العزى بن عبد المطلب (أبو لهب) شذ عن قيم هؤلاء وقيم والده الحكيم عبد المطلب، وهذا لا يسيء أبدًا إلى أسرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل إن القرآن الكريم ضرب مثلًا لأزواج الأنبياء كيف أنهم كفروا بالله ورسله، وساعدوا على الكفر والفحش كما ذكر في قوله تعالى: "ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ" [سورة التحريم: 10]. إن الهدف هنا ليس الدفاع عن الشيخ الأحمدي الظواهري أو تبرئة ساحة الجامعات المصرية من هذا الإرهابي فهي لا تحتاج إلى ذلك؛ إذ الإسهامات العلمية لذلكم الإمام وتلكم الجامعات شاهدة على الاعتدال والعالمية، وإنما المقصود هنا تسليط الضوء على منهجين مختلفين وإن اتحدا في المسمى إلا أنهما اختلفا في الطريق والهدف".

وتابع: "تتلمذ على يد الشيخ محمد عبده، وقرأ أمهات كتب الفلسفة، حصل على شهادة العالمية عام 1899م، كان مالكي المذهب، أشعري المعتقد، صوفي المشرب، حيث سلك الطريق الشاذلي، ثم تحول إلى النقشبندية على يد الشيخ جودة إبراهيم، كما تعلم على يد لفيف من علماء الأزهر الأفذاذ مثل الشيخ: أحمد الرفاعي الفيومي، والشيخ الأنبابي، والشيخ عبد الرحمن فودة الحنفي.[ينظر: جمهرة علماء الأزهر، 5/7]".

وأشار الأزهر أن هذا يعبر عن المنهج الأزهري الذي يخرج عالمًا وسطيًّا منضبطًا بوسطية الإسلام ومنهجه السمح بعيدًا عن العنف والإرهاب، إذ أشعرية العقيدة، ومذهبية الفقه، وصوفية السلوك، جعلت منه عالمًا ربانيًّا ينظر إلى الكون باتزان؛ فيلبي احتياجاته الدينية، ولا يفتعل المشكلات أو يخترع المشاكل الفكرية أو العسكرية.

ونوه بأن هو ما رأيناه في سيرة الشيخ الظواهري عام 1926م حين عقد مؤتمر الخلافة، إذ كان الشيخ الظواهري جريئًا حين اقترح انفضاض المؤتمر على غير قرار؛ لأنه لم يتكامل فيه تمثيل الأمم الإسلامية، فانفض المؤتمر، ولم يقل بوجوب إقامة خلافة على النظام الذي أعلن عن سقوطها قبل عامين فقط من انعقاد المؤتمر.

واستكمل المرصد: "فانظر كيف يتعامل العلماء الأفذاذ مع مسألة من أساسيات مسائل الفكر المتطرف؟! ولا يخفى على أحد النهضة العلمية التي حدثت في الأزهر الشريف إبان توليه مشيخة الأزهر في المدة من أكتوبر عام 1929م إلى شهر أبريل من عام أبريل 1935م ففي عهده أنشئت جامعة الأزهر على النظام الحديث وأُصدرت مجلة الأزهر، وله العديد من المؤلفات التي تؤكد على قدمه الراسخ في العلم ومنهجه المنضبط في الإصلاح، منها: العلم والعلماء، ورسالة الأخلاق الكبرى، وخواص المعقولات، وصفوة الأساليب وغيرها".

وأشار المرصد إلى إن: "العالم الأزهري يسعى إلى التعمير والبناء والإصلاح الدائم، وتيسير الأمور على الناس، والمحافظة على ثوابت الدين ضد المغرضين الذين يريدون أن يسحبوه إلى السياسة سحبًا، أو يجعلوه ركعات تؤدَّى في المسجد وفقط".

وتابع: "إن أول ما يطالعنا في حياة الظواهري وقبل حتى تخرجه من الجامعة هو انضمامه إلى جماعة الجهاد الإسلامي عام 1973م، فقد كان عضوًا في خلية سرية حتى قبض عليه عام 1981م، وهذا مكمن الخطر وبداية الانحراف لأي أحد، وهو أن ينضم إلى جماعة أو حزب له أفكار متطرفة أو رؤى هدامة، تقوم على الإفساد والتغيير بقوة السلاح. وبعد أن أُفرج عنه سافر إلى المملكة العربية السعودية للعمل بإحدى المستشفيات، ولكنه تخلى عن تخصصه ومجاله، فترك الطب، وسافر إلى باكستان ومنها إلى أفغانستان، حيث التقى أسامة بن لادن، وأصبح أحد قيادات تنظيم القاعدة الإرهابي".

وقال المرصد: "هنا لا بد أن نقف عند عامل مهم آخر وهو أن تخلي الإنسان عن تخصصٍ يجيده إلى تخصص آخر لا يجيده ولا يحسنه كفيل بأن يجعله يخسر كلا التخصصين، ويضر أكثر مما ينفع، فالظواهري الطبيب أراد أن يكون عالم دين، فتكونت لديه قناعات غير منضبطة، ومعلومات غير صحيحة، جعلت منه الظواهري الإرهابي، الذي قال في كتابه (الحصاد المر): "إن الحكام الحاكمين لبلاد المسلمين بغير ما أنزل الله وبالقوانين الوضعية هم كفار مرتدون يجب الخروج عليهم وخلعهم..، وإن الديمقراطية شرك بالله". إن الكلام في هذا الشأن ينبغي أن يكون من اختصاص علماء الدين الثقات من أمثال الشيخ الأحمدي الظواهري، والشيخ محمد عبده، والمراغي، وشلتوت، والطيب، وليس الظواهري ولا ابن لادن ولا البغدادي أولئك المتطرفون الذين ليس لديهم من التأهيل العلمي الصحيح ما يضمن لهم أن يقولوا: إن الإسلام لا يرضى الديموقراطية أو يكفر العالم أجمع".

ونوه بأن: "الأمر الآخر شديد الخطورة هو قضية الأصدقاء والصحبة، فالظواهري تغير كثيرًا بعد لقائه وصحبته لابن لادن، لذا فلا بد من مراعاة قضية الصحبة بالنسبة لشبابنا وتفقد أصدقائهم، فالمرء على دين خليله كما قال صلى الله عليه وسلم. إن تلك المقارنة الظالمة التي عقدناها هنا والتي ضمت علمًا من أعلام العلم والأزهر (الظواهري الإمام)، وأحد الإرهابيين المجرمين (الظواهري) من أصحاب الفكر المنحرف قد تطول لتشمل كافة الجوانب الحياتية لشخصين يحملان نفس اسم العائلة، ويبقى أن الهدف هو أن نستوعب الدرس ونستقرئ التاريخ ونحلل الأحداث حتى نستفيد مما سبق؛ فنغلق الطريق أمام كل ظواهري إرهابي، ونفسح المجال لكل ظواهري إمام".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك