الصفحة الدولية

خنجر البرد في خاصرة أوروبا والحلول الممكنة


 

د. فلاح الحسن ||

 

    انضمام إقليم الدونباس وزبروجيا وخيرسون الى الأراضي الروسية قد يكون الحل المر بالنسبة لأوروبا الذي يلوح في الأفق لإنهاء الحرب الدائرة هناك، فقد يُرضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويظهره بهيئة المنتصر بتحقيق الحد الأدنى من أهدافه في أوكرانيا ويمكن ان تقبله أوروبا و (حلف الناتو) على مضض وتكون قد حافظت على كييف من السقوط بيد الجيش الروسي. قد لا يتوفر هذا الحل مستقبلاً، في حالِ اندلاع حربٍ لا تبقي ولا تذر تُستخدم فيها كل أنواع الأسلحة المتاحة مع دخول الجيش الروسي بكافة قدراته بعد اعلان التعبئة الجزئية، لان موسكو لن تخسر الحرب لوحدها، كما يؤكد الكثير من قادتها. وفي حال استمرت استفزازات أمريكا وخلفها بروكسل بإرسال مزيدٍ من الأسلحةِ المتطورة وبمديات ابعد من الموجودة حالياً لدى الجيش الاوكراني فهي مخاطرة غير محمودة العواقب ولن تُجدي نفعاً مع الإصرار الروسي لأن ساستهم مؤمنون تماماً بان الخطوة اللاحقة للناتو هي تقسيم البلاد الى دول متناحرة والسيطرة على مواردها الطبيعية وابعادها عن الساحة الدولية وتامين مصادر الطاقة الرخيصة لأوروبا وكذلك استمرار التحكم بأسواق النفط بعد القضاء على منظومة (أوبك بلص بقيادة موسكو والرياض) التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة، واعادتها الى ما كانت عليه من ضعف في تسعينيات القرن الماضي. وما حدث في مناطق القوقاز ليس ببعيد ودعم واشنطن الواضح للقوى الانفصالية هناك.

      ومن جانبٍ اخر فان محاولات واشنطن البقاء قطباً اوحداً متربعةً على قمةِ السياسةِ الدوليةِ تتحكم بمفاصلها، يشبه العجوز التي تحاول ان تحافظ على بقايا شبابها بعمليات التجميل والشد والترقيع لاستمالة أوروبا المرتبطة مع روسيا جغرافيا واقتصادياً بعقود الطاقة والموارد الطبيعية الأخرى، سيجعل الوصول الى حلٍ امراً بعيد المنال على المدى القريب.

أن عدم الاتفاق على وقف إطلاق النار والاكتفاء بالمتحقق على ارض المعركة سيعقد الأمور أكثر وسيجعل استمرارها كارثة للطرفين لأسباب منها:

-        عدم توفر كميات كافية من الأسلحة والصواريخ الذكية يزيد من الخسائر الروسية في صفوفها وخاصة القوة الجوية

-        ارسال أمريكا أسلحة متطورة مضادة للطائرات والصواريخ وبالخصوص أنظمة التقاطع غير معلن عنها، بحسب بعض المصادر العسكرية

-        ظهور بعض حالات التذمر ورفض الانضمام للقوات المسلحة لدى المشمولين بقرار التعبئة الجزئية

-        احتمال موافقة المانيا على تزويد كييف بدبابات "ليوبارد" بسبب الضغوط الهائلة من بعض دول حلف "الناتو" بعد نفاد المتوفر لديها من دبابات "T 72"

-        اضطرار الامريكان الى ارسال المزيد من جنودهم المتقاعدين او غيرهم تحت غطاء متطوعين أجانب لإدارة الحرب وتدريب الجنود الاوكرانيين على الأسلحة التي ترسلها واشنطن وكذلك ادامتها.

بالمقابل ستعول موسكو بشدة على سياسة النفس الطويل وقدرتها في جر أوروبا الى مساحات الصراع التي تُجيدها بانتظار:

-        البرد المبكر- السلاح الروسي الأبرز في المرحلة القادمة

-        وصول اليمين المتطرف الى سدة الحكم في أوروبا

-        إمكانية شق الصف الأوروبي

-        تدهور اقتصادي واغلاق المصانع بسبب التضخم

-        إدراك الشارع الأوروبي انه أصبح أداة بيد واشنطن لتحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية للبقاء القوة الأولى عالمياً رغم الصعوبات التي تواجهها الدول الأوروبية اقتصادياً وسياسياً

-        نفاد المتوفر من الأسلحة عند الدول الرئيسة الممولة للجيش الاوكراني واضطرارها لاستخدام الخزين الاستراتيجي ما يؤثر على وضع جيوشها الوطنية

-        استمرار الدعم الصيني والهندي غير المباشر لروسيا

    كل هذه العوامل مجتمعة ستحدد شكل الحل والنهاية المتوقعة للحرب القائمة على المدى القريب على اقلِ تقدير اذا استبعدنا استخدام الأسلحة النووية التكيكية، فهل سيطيحُ سيف البردِ برأسِ أوروبا، ام سيرتد على حامله في مقتل؟

 

       عضو المركز العربي الأوروبي للسياسات وتعزيز القدرات/ بروكسل

ألواح طينية ، الصيني والهندي، د. فلاح الحسن

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك