اعتبرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن استعادة الجمهوريين السيطرة على مجلس النواب تشكل تهديدًا لأجندة بايدن خلال العامين المقبلين، حيث تمنح الأغلبية الضئيلة بشكل فعال سلطة كبيرة لكل عضو في الحزب؛ ما قد يعيق أي تشريع.
وقالت الصحيفة، إنه "بعد أداء مخيب للآمال في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي لم تشهد الموجة الحمراء، فاز الحزب الجمهوري أخيرًا بمقعده الـ218 الحاسم في مجلس النواب، وانتزع السيطرة من الديمقراطيين ومهد الطريق لمواجهة محتدمة مع بايدن خلال العامين المقبلين من رئاسته".
وأشارت إلى أن "النتيجة تعني نهاية فترة الديمقراطية المخضرمة، نانسي بيلوسي، كرئيسة لمجلس النواب، حيث من المرجح أن تذهب رئاسة المجلس للزعيم الجمهوري، كيفن مكارثي، الذي أعلن عن نيته تولي المنصب".
وأوضحت الصحيفة، أن "السيطرة على مجلس النواب تعد أمرًا بالغ الأهمية لأنه سيسمح للجمهوريين بإطلاق موجة من التحقيقات في الكونغرس تتراوح من انسحاب بايدن الفاشل من أفغانستان إلى تحقيقات مسيسة بشكل أكثر وضوحًا بشأن الإجراءات الحكومية في أثناء جائحة كورونا وأنشطة نجل بايدن، هانتر، التجارية المثيرة للجدل".
وأشارت إلى أنه "من المرجح أن يكون مجلس النواب الذي يديره الجمهوريون أمرًا صاخبًا لأن الأغلبية الضعيفة المتوقعة فيه تعني أنه لن يتطلب الأمر سوى عدد قليل من المتمردين لإحباط أي تشريع؛ ما يمنح القوة العظمى بشكل فعال لكل عضو تقريبًا، معتبرة أن ذلك يعد وصفة للفوضى التي قد يشهدها المجلس".
وعن الصراعات المحتدمة بين أعضاء الحزب، قالت "الغارديان" إن "الجمهوريين يتقاتلون بالفعل مع بعضهم البعض حتى قبل حصولهم على أغلبية مجلس النواب، إذ أشارت شخصيات بارزة في يمين الحزب إلى المياه المضطربة التي تنتظر مكارثي، أو أي شخص آخر سيصبح خليفة بيلوسي".
وذكرت الصحيفة "الآن حقق الجمهوريون انتصارهم الضئيل في مجلس النواب بالكونغرس، ومن المرجح أن تسود الفوضى في العامين المقبلين. إن السيطرة على حزب جامح بأغلبية ضيقة للغاية سيتسبب في اختبارات قاسية كل يوم، خاصة من اليمين".
وأضافت أن "القتال بين الجمهوريين حول مَن يقود مجلس النواب على قدم وساق بالفعل".
وقالت إنه على سبيل المثال، رفض كلاي هيغينز (جمهوري من لويزيانا)، وهو عضو في كتلة الحرية اليمينية المتشددة، الإعلان، الثلاثاء، حول ما إذا كان سيدعم مكارثي.
ورأت الصحيفة، أن الحزب الجمهوري في حالة تغير مستمر، مشيرة إلى أنه "بعد فشل حدوث "الموجة الحمراء"، وتعرض القادة لهجوم من جميع الاتجاهات، يسعى كل فصيل إلى تحديد الخطأ الذي حدث وتحديد مسار العامين المقبلين".
وفاز مكارثي، الثلاثاء، بترشيح زملائه الجمهوريين لمنصب رئيس مجلس النواب العام المقبل، متفوقًا على النائب اليميني المتطرف آندي بيغز، في اقتراع سري بـ188 صوتًا مقابل 31 ، لكنه سيحتاج إلى 218 صوتًا على الأقل للفوز في تصويت آخر في كانون الثاني/ يناير المقبل، وقد يواجه صعوبة في الوصول إلى هذا الرقم دون تقديم تنازلات لزملائه المستائين من توجه الحزب.
https://telegram.me/buratha