قالت صحيفة "بوليتيكو"، إن دول الاتحاد الأوروبي تتأهب الآن لرد عنيف من بكين، ردًّا على اتفاق رسمي توصل إليه التكتل بشأن الاستجابة لموجة فيروس كورونا التي تجتاح الصين، وذلك على الرغم من أن الإجراءات ليست إلزامية للدول.
وكان الدبلوماسيون الأوروبيون وافقوا، أمس الأربعاء، على مجموعة من الإجراءات المتعلقة بالسفر للصينيين، بما في ذلك إلزام ارتداء الكمامات وإجراء اختبارات ما قبل الرحلة ومراقبة مياه الصرف الصحي؛ ما يزيد من احتمالية اتخاذ إجراءات انتقامية من قبل بكين.
وأوضحت الصحيفة أن الإجراءات المتفق عليها لا تعتبر إلزامية، ما يترك الأمر للدول منفردة لتقرير ما إذا كانت ستنفذها أم لا، مشيرة إلى أن صياغة الاتفاق تترك للبلدان الأوروبية مساحة كبيرة للمناورة.
ونصت التدابير على إجراء اختبارات سلبية للمسافرين قبل مغادرة الصين بـ48 ساعة، بالإضافة إلى إجراء اختبار عشوائي للمسافرين القادمين من الصين وتسلسل النتائج الإيجابية. كما شمل الاتفاق اختبار عينات مياه الصرف الصحي من المطارات والطائرات القادمة من الصين، وتعزيز حملات تبادل اللقاحات والتحصين.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن الإجراءات، في حالة تنفيذها، تخاطر بالانتقام من الصين، التي حذرت في وقت سابق من الأسبوع الجاري من "اتخاذ تدابير مضادة".
ورأت الصحيفة أن الخطوة الأوروبية بدت وكأنها "مشحونة دبلوماسيًّا"، وذلك بسبب توطد العلاقات بين موسكو وبكين.
ونقلت "بوليتيكو" عن خبراء ومنظمة الصحة العالمية قولهم، إن قيود السفر ليست وسيلة فعالة بشكل خاص للسيطرة على انتشار الفيروس التاجي، معتبرين أن إدخال متطلبات صارمة للمسافرين يعد "أمرًا مرهقًا" من الناحية اللوجستية و"تمييزيًا" من الناحية السياسية.
وأوضحت الصحيفة أنه في حين أن هناك نقصًا في الإجماع العلمي حول ما إذا كانت مثل هذه الإجراءات ستقلل من خطر تفشي متحور آخر في أوروبا، كان هناك ضغط لتقديمها مع ذلك.
وقال أحد الدبلوماسيين لصحيفة "بوليتيكو": "الكثير من الدول تريد في الواقع نهجًا تقييديًّا كبيرًا، لكن الأدلة العلمية لا تدعم ذلك".
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتحاد الأوروبي منقسم بشأن كيفية التعامل مع العدد المتزايد من الحالات في الصين، إذ كان أكبر قلق للحكومات هو احتمال ظهور متحور جديد في الصين، لكن الخبراء حذروا من أن إجبار الزوار من الصين على الاختبار أو العزل لن يوقف تداول مثل هذا المتحور عالميًّا.
https://telegram.me/buratha