بعد أيام من خلافات هددت بتقويض الجبهة الغربية المناهضة لروسيا، ذكرت تقارير موثوقة أن كلًّا من الولايات المتحدة وألمانيا تستعدان لإرسال دبابات إلى أوكرانيا؛ ما يكسر الجمود والتوترات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
واعتبرت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، أن الخطوة تمثل "انفراجة ودفعة قوية" تجعل القوات أكثر تمكنًا وصلابة في ساحات القتال ضد نظيرتها الروسية، إذ تستعد واشنطن وبرلين لإرسال دبابات القتال الرئيسة الخاصة بجيشيهما؛ "أبرامز إم1" و"ليوبارد 2" على التوالي.
وبعد التقرير الذي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، أمس الثلاثاء، بشأن اعتزام الولايات المتحدة إرسال دبابات "أبرامز" لأوكرانيا، أبلغت مصادر مطلعة "بلومبيرغ" أنه من المتوقع أن تعلن الإدارة القرار رسميًّا اليوم الأربعاء، متخلية عن "حجة" مفادها أن الدبابة تستهلك الكثير من الغاز ويصعب تشغيلها.
وقالت المصادر – التي طلبت عدم الكشف عن هويتها – إن ألمانيا، التي أصرت على أن ترسل واشنطن دباباتها أولاً، سترسل 14 دبابة من طراز "ليوبارد 2 إيه6". ولم تذكر المصادر سبب التحول المفاجئ في موقف البلدين.
ورأت الوكالة أن الخطوة الأمريكية الألمانية ستمنح القوات الأوكرانية إمكانية الوصول إلى قدرة جديدة بالغة الأهمية، إذ ينتقل القتال من المراكز الحضرية إلى شرق البلاد الذي يشهد وجودًا روسيًّا مكثفًا منذ بدء الحرب.
وقالت بلومبيرغ، إن الهدف الرئيس من الدبابات الثقيلة الجديدة هو منح القوات الأوكرانية القدرة على اختراق الخطوط الروسية لتخفيف حدة "هجوم الربيع" الذي يخشى المسؤولون من أن روسيا ربما تخطط له. وأضافت أن إرسال الدبابات سيسمح أيضًا للدول الحليفة بالخروج من الانقسام الذي هدد بتقويض وحدتها، وهو محور إستراتيجية واشنطن لعزل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وأشارت إلى أن الرفض الألماني كان أدى إلى زيادة الإحباط بين المسؤولين الأمريكيين الذين جادلوا بأن "أبرامز" كانت أقل ملاءمة لأوكرانيا من "ليوبارد 2"، التي يسهل تشغيلها وتتوافر بكثرة في دول أوروبا الشرقية. وقال مسؤولون من البلدين إنهم ما زالوا يناقشون عدد الدبابات المقرر إرسالها وتوقيت تسليمها.
وطالبت أوكرانيا مرارًا بالدبابات الثقيلة، قائلة إنها ستكون ضرورية للمساعدة في قلب المد ضد القوات الروسية. لكن الحلفاء كانوا قلقين أيضًا من بدء جولة جديدة من التصعيد مع بوتين، الذي رفض في مرحلة ما استبعاد استخدام الأسلحة النووية في الصراع.
في سياق متصل، نقلت مجلة "نيوزويك" الأمريكية عن قائد عسكري سابق بالناتو، زعمه أن الدبابات والأسلحة الجديدة المقرر تسليمها لأوكرانيا في غضون أيام "قد تكون كارثية على بوتين".
وقال القائد الأعلى السابق للناتو، الجنرال جيمس ستافريديس، إن الدبابات الجديدة يمكن أن تؤدي إلى تغيير على الأرض لصالح أوكرانيا.
وأضاف ستافريديس، وهو جنرال متقاعد في البحرية الأمريكية، أن "الأسلحة الجديدة ستكون نقطة تحول محورية في الحرب".
كما نقلت المجلة عن اللفتنانت جنرال متقاعد بالقوات الجوية الأمريكية، ريتشارد نيوتن، قوله إن الدبابات لن تنهي الحرب لصالح أوكرانيا، لكنها ستساعدها على نطاق أوسع. وأضاف: "الدبابات نفسها لن تحدث فرقًا حاسمًا. ما هو حاسم بالفعل هو إنشاء ما نسميه عمليات مشتركة أكثر فاعلية، والتي تتمثل في المزيد من المدفعية والمشاة والدفاع الجوي."
في المقابل، عارض مارك كانسيان، ضابط عسكري أمريكي متقاعد في "مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية"، وجهة نظر ستافريديس، قائلاً إنه لا يعتقد أن الدبابات ستؤدي إلى تحول جذري في الحرب.
وأضاف كانسيان لـ"نيوزويك"، أن دبابات الناتو ستكون حتمًا مفيدة، لكنه أشار إلى أن التأثير سيعتمد على عدد الدبابات الممنوحة لأوكرانيا، والذي من المقرر أن يكون أقل بكثير من المتوقع. وأشار إلى أن التأثير الفوري للدبابات "غير مرجح" بالنظر إلى الوقت الذي يستغرقه تدريب الجنود على تشغيلها.
https://telegram.me/buratha