رأت مجلة "فورين آفيرز" الأمريكية أن إدارة بايدن، بحاجة إلى إستراتيجية جديدة وعاجلة لردع "الغزو الصيني" الذي تدعي واشنطن وقوعه خلال سنوات قليلة، وخاصة بعدما أعلن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، صراحة في تشرين الأول/أكتوبر التزامه التام بإعادة التوحيد مع الجزيرة.
وأشارت المجلة إلى أنه منذ بدء الحرب في أوكرانيا، أكد عدد متزايد من المسؤولين الأمريكيين الضرورة الملحة لردع العمل العسكري الصيني المزعوم ضد تايوان، إذ حذر وزير الخارجية الأمريكي من أن بكين قد تنوي السيطرة على الجزيرة "في إطار جدول زمني أسرع بكثير" مما كان يُعتقد سابقًا.
وقالت المجلة إنه على الرغم من هذه التحذيرات، لم تكرس الإدارة الأمريكية – خاصة بعدما تعهد بايدن بالدفاع عن تايبيه ضد أي عمل عسكري - اهتمامًا كافيًا للنهج الحالي للردع الذي يتزايد بشكل ملحوظ من قبل بكين.
وذكرت المجلة أنه منذ سنوات، كانت تايوان تستعد لحرب تقليدية مع الصين حصلت بموجبها على معدات عسكرية ضخمة من الولايات المتحدة، مثل دبابات "أبرامز" وطائرات "إف -16"، مشيرة إلى أن تايبيه، في المقابل، لا تستطيع أن تضاهي الصين خلال مواجهة عسكرية مباشرة.
وأضافت أنه منذ إعلان بايدن، بشأن الدفاع عن تايوان، لم تتخذ الإدارة الأمريكية حتى الآن الخطوات الكافية واللازمة لوضع الموارد العسكرية في مكانها الصحيح وزيادة قدرتها على إعادة إمداد تلك الموارد تحسبا لسيناريو عسكري مع الصين.
وقالت إن "الغزو الصيني" لتايوان لن يشبه الصراع في أوكرانيا، إذ تمكنت واشنطن وحلفاؤها الغربيون من فرض عقوبات اقتصادية وتزويد كييف بأسلحة قوية بشكل متزايد على مدى عدة أشهر.
وأضافت أنه إذا قامت واشنطن بالدفاع عن تايبيه دون تخطيط كافٍ، فقد تكون النتيجة "كارثية حقّا".
وتابعت أنه مع احتمال نشوب "صراع مدمر تاريخيا" يلوح في الأفق، فإن ضمان الردع الفعال هو التحدي الأكثر أهمية للأمن القومي للولايات المتحدة في آسيا، والأكثر إلحاحًا إلى حد بعيد.
وأوضحت المجلة أنه نظرًا للتهديد المتزايد بالغزو، فإن ردع الصين سيتطلب نهجا استباقيا بشكل كبير، قائلة إن الإستراتيجية تبدأ من تايوان التي يجب أن تعيد تصميم الطريقة التي يتم بها تنظيم وتسليح ونشر قواتها حتى تتمكن من حرمان بكين من تحقيق انتصار سريع.
وأضافت أنه في الوقت نفسه، تحتاج واشنطن إلى تطوير سياستها الخاصة، وذلك بهدف التأكيد أن "الدعم العسكري المباشر متاح لتايوان الآن وأنه سيتم تعزيزه إذا حدث غزو".
وحذرت المجلة أيضًا من أن "فشل ردع إدارة بايدن، لروسيا قبل غزو أوكرانيا يجب ألا يتكرر في أزمة تايوان".
https://telegram.me/buratha