بدأت وزارة العدل الأمريكية، التحقيق في تسريب عدة وثائق عسكرية أمريكية سرية، نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، تتضمن لمحة جزئية عن الحرب في أوكرانيا، تعود إلى شهر مضى، في حين اتهم مسؤولون أمريكيون روسيا بالمسؤولية عن تسريب تلك الوثائق.
إذ قال متحدث باسم وزارة العدل الأمريكية، "نحن على تواصل مع وزارة الدفاع فيما يتعلق بهذه المسألة، وبدأنا تحقيقاً، نمتنع عن الإدلاء بمزيد من التعليقات".
وتتضمن الوثائق لمحة جزئية عن الحرب في أوكرانيا تعود لشهر مضى، بالإضافة إلى أسرار خاصة بالأمن القومي الأمريكي، تتعلق بمنطقة الشرق الأوسط والصين، بحسب ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الخميس 6 أبريل/نيسان 2023.
*اتهامات لروسيا
إلى ذلك، نقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين، قولهم إنه من المرجح أن تكون روسيا أو عناصر موالية لها وراء تسريب العديد من الوثائق العسكرية الأمريكية السرية على مواقع التواصل الاجتماعي.
المسؤولون الأمريكيون أشاروا إلى أن الوثائق جرى تعديلها على ما يبدو لتقليل عدد القتلى والمصابين في صفوف القوات الروسية. وأضافوا أن تقييماتهم غير رسمية، ولا ترتبط بتحقيق يجري في عملية التسريب نفسها.
وطلب المسؤولون الأمريكيون عدم نشر هوياتهم نظراً لحساسية الأمر، وامتنعوا عن مناقشة تفاصيل الوثائق.
ولم يرد الكرملين أو السفارة الروسية في واشنطن بعد على طلب للتعليق.
وفي وقت لاحق، ظهرت مجموعة جديدة من الوثائق السرية، التي يبدو أنها تتناول بالتفصيل أسرار الأمن القومي للولايات المتحدة من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط والصين، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي الجمعة.
وأحجمت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن التعليق على صحة الوثائق. والمجموعة الأولى التي جرى تداولها على مواقع مثل تويتر وتليغرام تحمل تاريخ الأول من مارس/آذار، وأختاماً تشير لتصنيفها بأنها "سرية"، و"سرية للغاية".
وتسريب مثل هذه الوثائق الحساسة أمر غير معتاد بالمرة، ومن شأنه أن يؤدي تلقائياً إلى إجراء تحقيق.
المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية سابرينا سينغ قالت "نحن على علم بالتقارير التي تشير إلى منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، والوزارة تراجع الأمر".
فيما قال متحدث باسم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، في بيان، إن الوكالة على علم أيضاً بالمنشورات وتبحث المسألة.
وذكرت إحدى الوثائق المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، أن ما بين 16 ألفاً و17500 جندي روسي قتلوا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، في 24 فبراير/شباط 2022.
من جانبهم، أوضح مسؤولون أن الولايات المتحدة تعتقد أن الرقم الفعلي أعلى بكثير، ويبلغ حوالي 200 ألف روسي بين قتيل ومصاب.
والخميس أفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن وزارة الدفاع الأمريكية تحقق في كيفية نشر وثائق على وسائل التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع، عن تفاصيل خطط لتعزيز الجيش الأوكراني استعداداً للهجوم المضاد المزمع.
وتمكنت القوات الأوكرانية من صد تقدم روسيا نحو كييف في بداية الغزو، وتحول الصراع الذي تسميه روسيا "عملية عسكرية خاصة" إلى حرب خنادق طاحنة في الشرق والجنوب.
لكن تسريب الوثائق جاء مع تزايُد التكهنات بشأن طبيعة الهجمات التي قد تحاول كييف وموسكو شنّها في العام الثاني للحرب. ولم تذكر الوثائق فيما يبدو أي معلومات محددة بشأن خطط كييف الحربية.
من جهته، قال مسؤول بالرئاسة الأوكرانية، الجمعة، إن الوثائق المسربة تحتوي على "قدر كبير جداً من المعلومات الوهمية"، وإن روسيا تحاول استعادة زمام المبادرة في الغزو.
إذ ذكر ميخايلو بودولياك في بيان مكتوب، "إنها مجرد عناصر عادية لألاعيب المخابرات الروسية، ولا شيء أكثر من ذلك".
https://telegram.me/buratha