قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الجمعة ( 12 كانون الأول 2025 )، إنّ إسرائيل قتلت مئات من أبناء بلده الأبرياء خلال الحرب التي اندلعت في حزيران الماضي، من دون أن تواجه أي عقاب دولي على ما وصفها بـ"الجرائم الوحشية".
وأضاف بزشكيان، في كلمته خلال الاجتماع الدولي للسلام والثقة المنعقد في عشق آباد عاصمة تركمانستان، أنّ "كل أمّة تسعى لتحقيق السلام تستحق التقدير"، مشددًا على أنّ السلام الحقيقي لا يمكن إحرازه إلّا عبر حوار متكافئ، وتعاون جماعي، واحترام القانون الدولي، والابتعاد عن سياسات الأحادية.
وقال إنّ السلام العالمي تحوّل في السنوات الأخيرة إلى "امتياز جغرافي" لا يتمتّع به الجميع، داعيًا إلى إعادة النظر في مفهوم السلام وآلياته، والابتعاد عن الحلول القائمة على زيادة الإنفاق العسكري أو التحالفات الصلبة أو الدبلوماسية الشكلية.
وأشار الرئيس الإيراني إلى أنّ سياسات القوى الكبرى في غرب آسيا أسهمت، بحسب تعبيره، في تكريس "حق خاص" لإسرائيل، مكّنها من مواصلة سياساتها التوسعية واعتداءاتها على الفلسطينيين وسوريا ولبنان وإيران وقطر، من دون أي محاسبة دولية، مؤكدًا أنّ الاعتداء الذي شنّته إسرائيل على بلاده في حزيران الماضي وأسفر عن "استشهاد مئات من المواطنين الأبرياء" لم يُقابَل بأي عقاب دولي، بل حظي بـ"دعم سياسي وعسكري كامل" من القوى الغربية.
وشدّد بزشكيان على أنّ استمرار هذا "الاستثناء الأمني" يهدّد أسس الاستقرار في المنطقة والعالم، معتبرًا أنّ بناء سلام عادل يتطلّب خضوع جميع الدول للقواعد الدولية من دون استثناءات.
ودعا الرئيس الإيراني الدول المشاركة إلى العمل جماعيًا عبر المبادرات الإقليمية، والمشاركة الفاعلة في المنظمات الدولية، واعتماد دبلوماسية متعدّدة الأطراف قائمة على الأخلاق، مشيرًا إلى مبادرات مطروحة من جانب بلاده، من بينها مبادرة "مودّة" للحوار الإسلامي، ومبادرة "منارة" للبحوث النووية السلمية المشتركة.
وختم بزشكيان بالتأكيد على تقدير طهران لجهود تركمانستان في استضافة الاجتماع، ودعم الحوار الهادف إلى الحد من التوترات وتعزيز الأمن الإقليمي والدولي.
https://telegram.me/buratha

