قال حلف شمالي الاطلسي (الناتو) انه لن تكون هناك "علاقات اعتيادية" مع روسيا، وانه دعا موسكو الى سحب قواتها من جورجيا. وجاء اعلان الحلف عقب اجتماع طاترئ عقده وزراء خارجية الدول الأعضاء في بروكسل لبحث رد الحلف على الأعمال العسكرية الروسية في جورجيا.
وقالت منظمة الامن والتنمية الاوروبية ان موسكو وافقت على السماح لعشرين مراقبا عسكريا بالدخول الى جورجيا، ولم يبق سوى انتظار الضوء الاخضر من تبليسي. ومن باب التعبير عن حسن النية قامت موسكو وتبليسي بتبادل جنودهما الاسرى عند نقطة تفتيش وسيطرة بالقرب من العاصمة الجورجية الثلاثاء. وتنفي روسيا المزاعم الجورجية بانها لم تسحب قواتها من جورجيا حتى الآن. وقال مسؤولون في تبليسي انه لا توجد حتى الآن اي دلائل على انسحاب القوات الجورجية من الاراضي الجورجية، الا ان وزارة الدفاع الروسية قالت ان القوات الروسية بدأت بالفعل بالانسحاب. "حرمان من النصر" وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس قد صرحت اثر وصولها الى العاصمة البلجيكية بالقول ان على الغرب أن يحرم روسيا من "اي نصر استراتيجي من عدوانه على جورجيا". وقالت رايس التي كانت تتحدث للصحفيين المرافقين لها على الطائرة إن موسكو " تلعب لعبة خطيرة جدا" مع الولايات المتحدة وحلفائها، وأكدت أن الناتو لن يسمح لروسيا بالانتصار في جورجيا وزعزعة استقرار أوروبا وإقامة ستار حديدي جديد. وأضافت وزيرة الخارجية الأمريكية أنه يجب منع روسيا من تحقيق أهدافها الاسترتيجية وهي "ضرب الديمقراطية في جورجيا واستخدام القوة العسكرية لإلحاق الضرر وتدمير البنية الأساسية وإضعاف الدولة في جورجيا". وأوضحت رايس أن الناتو "سيعاقب " روسيا على غزوها لجورجيا، وسيواصل دعمه الكامل للديمقراطية في جورجيا وبقية دول شرق أوروبا. وقد ردت روسيا بلهجة شديدة على انتقادات الغرب وهددت بإعادة النظر في علاقات الشراكة مع الحلف الأطلسي. وقال السفير الروسي لدى الحلف ديمتري روجوزين إن هناك " متهورين قرروا القيام بدور محامي الشيطان، ويدعمون ساكاشفيلي بقوة وهم مستعدون للتسبب في ضرر هائل للأمن الأوروبي والدولي". وقال الأمين العام لمجلس الأمن القومي الجورجي الجنرال ألكسندر لومايا لبي بي سي الإثنين إن جورجيا "مازالت محتلة من القوات الروسية". من جهته أكد الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي رفضه تقديم أي تنازلات بشأن الانسحاب الروسي الكامل من الأراضي الجورجية. وقال ساكاشفيلي عقب حضوره قداسا في العاصمة تبليسي "نحن نعاني كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة، ولكني سأكون أول شخص يقول إنه رغم معاناتنا لن يكون هناك أي تفاهم قبل أن يرحلوا". ويكتنف الغموض شروط وقف إطلاق النار، فقد اعلنت وزارة الخارجة الروسية ان الاتفاق الذي تم بوساطة فرنسية يسمح للقوات الروسية بالانسحاب إلى منطقة امنية داخل الأراضي الجورجية المتاخمة لأوسيتيا الجنوبية. في حين أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن القوات الروسية يجب ان تعود إلى مواقعها قبل اندلاع القتال. وكان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف قام الاثنين بزيارة إلى أوسيتيا الشمالية لتفقد أحوال اللاجئين من أوسيتيا الجنوبية الذين فروا بسبب العمليات العسكرية. وزار ميدفيديف مدينة فلاديكافكاز القريبة من الحدود مع إقليم أوسيتيا الجنوبية في أول زيارة له للمنطقة منذ اندلاع الحرب مع جورجيا في السابع والثامن من الشهر الجاري. والتقى ميدفيديف هناك مع قائد الجيش الروسي الثامن والخمسين الذي تولى العمليات العسكرية ضد جورجيا. كما قام الرئيس الروسي بتقليد بعض العسكريين الروس الأوسمة على "بلائهم الحسن" في المعارك ضد القوات الجورجية.
https://telegram.me/buratha